بالرغم من الحب الذي يصاحب أي حياة زوجية في بدايتها، إلا أن العلاقة بين الزوجين لا تخلو من المشاكل والمصادمات بمرور الوقت. وعدم إيلاء اهتمام لهذه المشاجرات والاختلافات قد يؤدي لخطر ابتعاد الزوجين عن بعضهما البعض دون أن يدركوا ذلك. فما هي الخطوات والنصائح التي يجب ان يضعها كلا الزوجين في الحسبان لحياة زوجية طويلة تملأها السعادة والتفاهم.
1- معرفة توقعات الشريك
بعد نفاذ حمولتنا من الحب والتخيلات الرومانسية في بداية الزواج، تبدأ الخلافات الزوجية بالظهور، ومع ظهور الخلافات تبدأ مرحلة خيبة الأمل، ربما يدفعنا الأمر إلى اعتبار الحياة الرومانسية التي عشنا فيها قبل الزواج هي مجرد وهم، وبالتالي يصبح من الصعب على الطرفين بذل أي جهد في محاولة لتصليح الأمور بينهما من أجل أن تدوم العلاقة.
الحب ليس كافياً في حد ذاته: " كيف نعيش معاً " هي الطريقة التي من شأنها أن تساهم في استمرار العلاقة ودوامها. كما أن معرفة آمال ورغبات الشريك هي حجر أساس لعلاقة زوجية قوية، الامر الذي يتطلب أن يتناقش الزوجين في هذا الخصوص بشكل يومي ومنتظم.
فمعرفة رغبات الشريك أمر ضروري للحفاظ على علاقة: فالكرم والاحترام والاهتمام والحب، كلها عوامل تدفع بكل طرف لبذل المجهود لإرضاء الطرف الثاني.
2- موقع الطرفين من العلاقة الزوجية؟
يستوجب على الطرفين تحديد موقع علاقتهم الزوجية وذلك انطلاقاً من مرحلتين: الأولى أن تتحدث مع نفسك ثم مع الآخر بكل صراحة وصدق عن كل ما يفرحك ويحزنك وعن الأشياء التي تخيب أمالك ولا تريدها في الشريك، لكن الزوجين يمتنعون عن ذلك ظناً منهم أنها أمور قد تنهي العلاقة.
وإذا تركنا الأمور تسير دون أي تدخل، قد تصل العلاقة إلى نهايتها، بالرغم من الحب والأمل. النقاش بين الزوجين كشخصين مسؤولين يمثل إضافة لإنقاذ علاقة على المحك.
خلاف ذلك، فإن المشاكل المتراكمة في صمت ودون حل، سوف تتحول بسرعة كبيرة إلى مشكلة أكثر صعوبة وتخلق حاجر يصعب تجاوزه.
3- الاقتناع بأن الحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات والمشاكل
على عكس ما يمكن لأحد أن يعتقد، فالعلاقة الزوجية تعرف صعوداً وهبوطاً، وانكار ذلك هو وسيلة لتجاهل الواقع، وما يقوم به الأزواج هو إنكار حقيقة ان الحياة الزوجية ما هي إلا سعادة فقط الامر الذي يسرع فظ العلاقة الزوجية.
ولذلك فمن الضروري معرفة التعامل مع الصعوبات: أن يكون الشريك على علم واضح بهذه المشاكلويتحدث مع شريكه لإيجاد حلول قبل أن يتعقد المشكل أكثر. ومع ذلك، فإن نسبة الطلاق في ازدياد مستمر.
وكان من الممكن إنقاذ العديد من العلاقات إذا كان للزوجين الشجاعة لقبول فكرة أن العلاقة ليست عبارة عن نهر هادئ وسعيد كل الوقت، المطلوب بعض المجهود للتغلب على الصعوبات في كل مرة. لأن حل جميع الصعوبات سوياً يعزز أسس العلاقة.
إنكار أو تهويل الخلاف كلها مواقف تضر بالعلاقة. وهي علامة على عدم النضج العاطفي لأنه يأتي من الاعتقاد الخاطئ بأنه "لأننا متحابان، كل شيء سوف يسير على ما يرام، إلى الأبد." يجب أن يمحى هذا الاعتقاد من على الخريطة، فالعيش معاً ليس من السهل دائماً، ويستغرق الكثير من الحب وجهود منتظمة من أجل التكيف المتبادل الناجح.
وعندما تسلم بأن العلاقة سوف تشهد صعوداً وهبوطاً يجنبك ذلك الكثير من خيبات الأمل ويسمح بنجاح العلاقة. إذا كنت ترفض هذا الواقع، فإن كل مشكلة تعترض علاقتكم من شأنها الاضرار بها. إذ لا بد، من قبول عيوب الآخرين ومعرفتها. لأنه لا وجود لعلاقة مثالية. الحب يبنى ويعمق في ضوء "الخلافات"، والصعوبات، وعدم الرضا. ومن الجدير بذل المجهود.
4- يجب أن تكون على طبيعتك في جميع الظروف
يجب عليك أن تكون طبيعي وتلقائي، وألا تتصنع ذلك في الصداقة كما في الحب، لماذا؟
لأنه مرهق ومن الصعب إخفاء حقيقتك بشكل دائم. إذا تبين للشريك أنك تخدعه وتخفي شخصيتك الحقيقية، مما سيدفع بالطرف الآخر بالاعتقاد بأنك خدعته وبالتالي خنت ثقته. بل هو أيضاً خداع للذات،حيث ينبع في كثير من الأحيان من عدم الثقة في النفس.
"لا يستطيع أن يحبني أحد كما انا عليه، لذلك علي إخفاء طبيعتي حتى أظهر بشكل مختلف" وغالباً ما يكون هذا الإيمان هو مصدر هذا السلوك ".
وبالتالي، يمكن الحكم على العلاقة بالفشل، لكونها بنيت على الكذب والغش
- كيف يمكنك أن تحب شخص يلعب دوراً؟
- كيف تتأكد من أنك تحب نفسك إذا كنت تلعب دوراً آخر؟
- كيف تعيش في علاقة غير صريحة؟ وحيث ينعدم الحوار؟
- كيف يمكننا التيقن من صدق الشريك؟
هذا الأمر ما هو إلا علامة على عدم احترام الآخر. وليست دليلاً على الحب.
يجدر دائما تجنب خيانة الذات لأنه يتطلب جهداً متواصلاً وحتى يمكن أن يتسبب في توتر داخلي للشخص الذي يخفي طبيعته. على كل طرف أن يبقى طبيعياً، لعلاقة متينة. والدافع وراء هذا المجهود هو الثقة بالنفس واحترام الذات ناهيك عن الحب الذي هو بطبيعة الحال أفضل دافع!