كرواتيا.. حديث العالم

thumbgen (19).jpg
حجم الخط

 

استطاعت دولة كرواتيا أن تصبح حديث العالم فى مباريات كأس العالم فى روسيا، بعد أن اكتسحت كل الفرق الكبرى والصغرى، ووصلت إلى نهائى كأس العالم وتحولت الأنظار إلى رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش السيدة الجميلة صاحبة الخمسين عاما، والتى ذهبت إلى روسيا لتشجع فريقها مع آلاف الكرواتيين، ورفضت أن تستخدم طائرة الرئاسة وذهبت مع كل المشجعين من أصحاب الدرجة «التالتة»، ووقفت أمام دول حلف الناتو ومنهم الرئيس الأمريكى ترامب أشهر سمسار عقارات فى تاريخ أمريكا، وهو يشعر بالفخر أن يلتقط صورة معها وهى تحتفل وترقص وتعانق كل أعضاء الفريق الذى اكتسح المونديال ببراعة بما فى ذلك الفريق الروسى صاحب العرس والفريق الانجليزى مؤسس كرة القدم فى العالم ..

إن حكاية كرواتيا قصة يجب أن تكون درسا لمن أراد أن يتعلم وهذه السيدة ليست مثل كل النساء كما أن كرواتيا صاحبة الأربعة ملايين نسمة أخذت فى طريقها نحو النصر دولا اكبر وشعوبا اعرق وأكثر خبرة ولكنه الإصرار على النجاح والانتماء والعمل بروح الفريق لأن الرياضة روح الجماعة ..

أربعة ملايين نسمة وخرج منهم 25 مقاتلا اكتسحوا المونديال بينما هناك أكثر من 350 مليون عربى يحتلون مساحة رهيبة من الكرة الأرضية لم تحقق دولة منها انتصاراً وكانوا أول الخارجين من المونديال رغم مئات الملايين من الدولارات التى أنفقوها.. أربعة ملايين نسمة خرج من بينهم هذا الجواد الجامح واكتسحوا كل الكبار..

 شئ غريب أن تعجز مئات الملايين عن إنجاب فريق قادر على المنافسة والفوز بينما الأربعة ملايين تهزم كل الكبار.. هل هو الانتماء ام الصدق مع الأوطان أم الخبرة والإصرار أم الإدارة الصحيحة أم القدوة.. إن حكاية كرواتيا ورئيستها التى هزت الإعلام العالمى وأصبحت حديثه هى التى تملك الإجابة كيف عجزت امة تعدادها 350 مليون نسمة أن تقدم فريقا فى كرة القدم يحقق انتصارا ولا يعود بكل هذه الهزائم بينما أربعة ملايين نسمة يبهرون العالم بكل هذا الأداء والانتماء والإصرار ..

إن درس كرواتيا ليس فى كرة القدم فقط ولكن فى السياسة والرياضة والوطنية.

عن الاهرام