فرق كرة السلة.. طموحات تصطدم بالواقع وأزمات خلقتها الأندية

57599.jpg
حجم الخط

انطلق مساء امس السبت دوري جوّال 2018_2019 لكرة السلة، بمعطيات مختلفة وبطموحات ومقاييس عادة ما تصب في مصلحة الفرق الكبيرة التي اعتدنا وصولها لمنصات التتويج، خصوصا خدمات البريج الذي احتل كرة السلة الغزية في السنوات الأخيرة، والذي سيطلق طلقة البداية على ملعبه ووسط جماهيره، بصحبة نادي غزة الرياضي عميد الأندية الغزية.

 

بعض الفرق حدثت بها بعض المتغيرات البعض منها خارج عن إرادتها والأخر بإرادتها، ستؤدي هذه المتغيرات إلى تغير في المستوى منها من سيتغير للأفضل ومنها للأسوأ، وهذه التكهنات قابلة للتغير والتبدل حسب قدرة وأداء هذه الفرق خلال البطولة، لكن الثابت لدينا والمعروف أن مجالس الإدارات هي من تسببت في هذه التغيرات والأزمات بسبب سياستها المجحفة بحق كرة السلة، بعدم الصرف والاهتمام بفئة الناشئين التي أثبتت الأيام أنها هي التي تستحق الاهتمام والعناية لأنها السند وقت الأزمات وهي علامة واضحة ومؤشر صريح على مستقبل أي فريق.

 

خدمات البريج

 كالعادة خدمات البريج مرشح أول للفوز بالبطولة التي أصبحت من عادات وتقاليد المخيم أن يفرح نهاية كل موسم بهذا الدوري، لكنه سيدخل هذا الموسم بدون اللاعب أحمد وشاح الذي انتقل لصفوف ابداع الدهيشة بمدينة بيت لحم بالإضافة لرغبة نجمه وعملاقه عيد الشاعر الذي لم ينتظم في تدريبات الفريق حتى الأن بالخروج أو تحسين عقده مع الفريق، كما أنه أكثر فريق يلعب تحت ضغط الفوز بالبطولات لعدم قبول جماهيره أقل من ذلك، ولوجود العديد من عناصر القوة بالفريق، ولعل المساندة المستمرة من مجلس الإدارة هي أحد الأسباب الرئيسية على نجاح المنظومة لكن البريج كإسم كبير في عالم كرة السلة الفلسطينية ننتظر منه أن تكون له مدرسة سلوية متكاملة لتكون هي الرافد للفريق الأول ولكافة فرق القطاع.

 

خدمات المغازي

 يحاول خدمات المغازي ان يستعيد ذاكرة الفوز بالبطولات من خلال عودة المدرب محمد ريّان لقيادة الفريق، لكنه سيصطدم بعدة صعوبات أبرزها خروج العديد من اللاعبين الذين حقق معهم العديد من البطولات السلوية فقد كانوا هم العمود الفقري للفريق أخرهم رحيل العملاق موسى موسى لصفوف غزة الرياضي، كما أن خدمات المغازي شهد تغييراً لمجلس الإدارة وبالتالي لازالت بعض الأوراق بحاجة لترتيب، لكن سلة المغازي عودتنا دائماً أن تُخرج لنا وجوه سلوية جديدة في كل بطولة لاهتمامهم بفئة الناشئين على مدار سنوات طويلة.

 

خدمات رفح

بعد صحوة خدمات رفح خلال السنوات الأخيرة وهزيمته لقطبي كرة السلة البريج والمغازي ومنافسته على لقب البطولة حتى المربع الذهبي، يبدو أن الفريق مقبل على مرحلة مختلفة بخروج نجميه عمار قشطة وأحمد البلبيسي  للانضمام لإبداع الدهيشة بالضفة الغربية ومحاولات أحمد صلاح وأحمد عبد الرحمن للخروج لنفس التجربة، بالإضافة لتغيير القيادة الفنية للفريق، قد ينحرف مسار نهضة كرة السلة على مستوى الفريق الأول وقد يكون سلاح أخر ودافع لبعض اللاعبين للظهور على الساحة السلوية، لتبقى سلة رفح أحد منارات كرة السلة بقطاع غزة.

 

خدمات دير البلح

خروج العديد من لاعبي الفريق للهجرة صالح المبحوح ويوسف زيادة ومن قبلهم أبناء المسلمي وتعاقد محمد العناني مع جمعية الشبان المسيحية أجبر مجلس الإدارة ضم العديد من اللاعبين الناشئين والاعتماد على الأسماء الشابة، لعل هذا الخيار جاء متأخراً لكن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، ربما سيبتعد خدمات دير البلح عن المشهد السلوي على مستوى المنافسة لكنه ربما يعود قوياً بعد عدة سنوات إذا ما وضع مجلس الإدارة خطة مناسبة وجلب مدرب واعي لقيادة الفريق في هذه المرحلة الانتقالية المهمة والحرجة.

 

غزة الرياضي

ابتعاد غزة الرياضي عن المنافسة في السنوات الأخيرة والصعوبة التي واجهته بإيجاد بديلاً مناسباً لنجومه أصحاب الخبرة كان مبرراً قوياً لجلب العديد من الأسماء أبرزها العملاق موسى موسى، وستكون بطولة الدوري المقبل هي أكبر اختبار للفريق إذا ما كان يريد العودة مرة أخرى للمنافسة بقوة كسابق عهده، أو يستمر في مسلسل اللامبالاة التي ظهرت على الفريق خلال الموسم الماضي بتلقيه العديد من الهزائم من فرق لا تسبقه في التاريخ والامكانيات الفنية.

 

خدمات جباليا

الفريق قاب قوسين أو أدنى من عدم المشاركة ولم تتضح الرؤية بعد بالنسبة لمجلس الإدارة، كما أنه لازالت معاناة الفريق مستمرة بعدم وجود وجوه جديدة بسبب غياب الاهتمام بلعبة كرة السلة عامة في خدمات جباليا بالرغم من ضمه لمجموعة لاعبين مميزة كانت تحتاج فقط للاهتمام وبتصعيد لاعبين جدد وبالتدعيم من الخارج في بعض المراحل.

 

جمعية الشبان المسيحية

وهو الفريق الذي يبدو أكثر طموحاً ورغبة في فرض اسمه والعودة من جديد بشكل قوي لأسرة كرة السلة، وظهر ذلك جلياً بالتعاقد مع العديد من نجوم اللعبة لتدعيم الفريق في بعض المراكز للذهاب لمركز أكثر تقدماً على لائحة الترتيب العام كيف لا وقد تمكن من الوصول لنهائي بطولة الكأس الأخيرة وخسرها أمام خدمات البريج وهذا أمر يُحسب لإدارة الجمعية التي لم تتوقف عن دعم الجهاز الفني المتحفز واللاعبين.

 

شباب بيت حانون الأهلي

يبدو لي أن هذا النادي وهذا الفريق من أكثر الأندية حباً للعبة كرة السلة وهذه مشاعر وصلتنا جميعاً، لكن ضعف الإمكانيات المادية والبشرية لدى الفريق هي من تقف عائقاً أمام تطوره، وبالتالي هم بحاجة لمدرب صاحب شخصية سلوية وضم لاعبين أو أكثر للدخول بقوة على المنافسة لحجز مكان له للعب في الدور الثاني من البطولة على أقل تقدير.

 

شباب البريج

من الفرق التي ظهرت على الساحة السلوية منذ أربعة أعوام لكنه قدم كرة سلة مميزة في فترات معينة، وكان قريب دائماً من فرق المقدمة التي تنافس على الوصول للمربع الذهبي، وهذا أمر لم يأتي من فراغ فإدارة الشباب لديها الرغبة في استغلال اللاعبين الذين لم يتمكنوا من أخذ الفرصة في الخدمات وصُنع شخصية مستقلة بنفسها، لكن مردود الفريق في بطولة الكأس كان مؤشراً أن الفريق بحاجة لتنظيم الصفوف واللعب بشكل أكثر جماعية.

 

شباب المغازي

رغم هبوطه الموسم الماضي وعدم مشاركته بشكل قوي في بطولة الكاس إلا أنه يبقى من الفرق التي اجتهدت حسب امكانياتها وهو لا يختلف عن شباب البريج من حيث فكرة النشأة والدعم، وكان هذا الفريق وسيبقى الأخ الأول لخدمات المغازي وهو الوجهة الأولى للكثير من اللاعبين الذين لم يحصلوا على فرصة مناسبة مع الخدمات، لكنه بحاجة للتطوير وتغيير اللعب النمطي الذي تعودوا عليه وأن يكبر لديهم الهدف والحافز للمنافسة بقوة في هذه البطولة.

 

خدمات خانيونس

خدمات خانيونس أمام مفترق طرق صعب خلال هذه البطولة بعد خروج إسماعيل مقداد أبرز لاعبي الفريق، ودائما ما دفع هذا الفريق ضريبة عدم الاهتمام بعمل منظومة سلوية تضمن بقاء تدفق اللاعبين من الفرق الناشئة وحتى الفريق الأول، بالتالي يجب أن لا تنحصر أهدافه في المشاركة فقط وانما يجب وضع هدف لتحقيقه على مدار الخمس سنوات القادمة بإعطاء الفرصة للاعبين الصاعدين مع توفير إمكانيات إضافية للجهاز الفني.

 

 

قد تكون العقبات والمعيقات واحدة، لكنها متفاوتة من نادي لأخر ولا ننكر أن الإدارة التي تستطيع  حل مشاكلها وتجاوز عقباتها بنسبة أكبر هي من ستتمكن من المضي قدماً في هذه البطولة.

 

نصيحتي لإدارت الأندية واتحاد اللعبة

عليكم الاهتمام بالناشئين ولوعلى حساب عدم الفوز بأي بطولة خلال فترة معينة وإن كان على حساب الغياب عن المنافسة، لكن هذا الاهتمام ستظهر فاعليته بعد خطة مدروسة لفترة محددة قد تصل لخمسة سنوات أو أكثرن وقتها لن يحتاج الفريق لصرف مبالغ كبيرة في جلب لاعبين جدد يكونوا بمثابة طوق النجاة وقت الأزمات التي صنعتها مجالس الإدارات نفسها بعدم الاهتمام بالناشئين إلا فترة إقامة أي بطولة لا تستغرق أكثر من أسبوعين، وهذا ما يجعلنا نتوجه أيضاً لإتحاد اللعبة بضرورة تنظيم بطولات مستمرة لعدة فئات لإجبار الأندية الاهتمام بالناشئين أطول فترة ممكنة من الموسم السلوي.