وتحنيطهم بعد الموت

بالفيديو: شاب يُتقن فن تربية وترويض الأفاعي داخل منزله في غزة

بالفيديو: شاب يُتقن فن تربية وترويض الأفاعي داخل منزله في غزة
حجم الخط

قد يبدو الأمر جنونياً ولكن بعض الأشخاص يحبون تربية الثعابين، ومن العجيب أن نسمع عن قدرة البعض على الإمساك بأفعى، و لكن الأكثر غرابة هو أن يعيش فلسطينيٌ مع عشرات الأفاعي في منزله، وأن يعتبر أن هذا الأمر جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية، حيث يمسك بهم و يداعبهم ويضعها فوق رقبته كأنها شالٌ من الحرير.

كل من شاهده و سمع عنه ذُهل من طبيعة حياته اليومية، التي يعيش غالبيتها بين الأفاعي التي اعتاد على تربيتها داخل منزله، بدون الشعور بالخوف من وجودها داخل بيته الصغير نسبياً، بل إن عدم الخوف من الأفاعي انتقل لأبناءه، وأصبحوا يُتقنون فن تربيتها وكيفية ترويضها.

وقال الشاب عبد الفتاح عسلية، الذي يهوى تربية الأفاعي منذ الصغر: إنه " بدأ في تربية الأفاعي منذ أن كان في سن الـ12 عامًا، وذلك أثناء توجهه إلى المدرسة"، مضيفاً "عندما كنت أرى ثعبان أو حية أو ضفدع أو أي حيوان من تلك الزواحف كنت أركض خلفها حتى أمسك بها وأصطحبها إلى المنزل، على الرغم من رفض أهلي وجيراني وأصدقائي لذلك بسبب خطورتها".

وأضاف عسلية لمراسل وكالة "خبر" والأفعى تترنح فوق كتفيه، أنه "لم يُقابل إنسان يهتم بتربية الأفاعي، لذلك واصل هذه الهواية رغم مخاطرها، حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية".

وتابع: "تعرفت على 28 نوعاً من الأفاعي في فلسطين، منها 5 أنواع سام والباقي غير سام"، مُعرباً عن أمله في تمكن من مغادرة غزة للتعرف على أنواع جديدة من الأفاعي حول العالم، ليزداد خبرته بها.

وبالحديث عن حياته داخل المنزل، أوضح عسلية، أن أبناءه أصحبوا لا يهابون القرب من الأفاعي وهم لا يتجاوزوا سن الخمسة أعوام، مضيفاً "طفلي  الصغير كان يحمل الأفاعي الغير سامة وبالرغم من تعرضه لعدة لدغات إلا أنه ازداد تعلقاً بهم".

وحذّر كل من يشاهد صوره من تقليده، مؤكداً على أن هذا الأمر يحتاج إلى خبرة قوية ودراية بمعرفة كل أنواع الأفاعي وكيفية التعامل معها،  مؤكداً على أن أي خطأ قد يؤدي إلى وفاة الشخص بشكلٍ مباشر.

وبسؤاله عن سر الأفاعي والحيوانات المحنطة على جدران منزله، بيّن عسلية، أن البرد القارص واستمرار أزمة الكهرباء والحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، كان سبباً في موت الكثير من الأفاعي، الأمر الذي دفعه للحصول على تركيبة مادة "الفور ملين" المستخدمة في التحنيط، على الرغم من سعرها الباهظ وخطورتها".

ويذكر أن الأفاعي بأنواعها وأحجامها وألوانها تنتشر خلال فصل الصيف، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، إلا أنه يكثُر قتل الأفاعي إما بالحرق أو الضرب بالحجارة أو العصي بسبب الخوف اللاإرادي، علماً أنها تعيش في مناطق النقب والأغوار وبقية الأراضي الفلسطينية خاصة المناطق الحدودية.