تصدرت عاصمة المملكة المتحدة لندن قائمة أفضل 50 حكومة للمدن الذكية في العالم لعام 2018، والتي أصدرتها شركة Eden Strategy Institute المتخصصة في الاستشارات في مجال الابتكار الاجتماعي. وجاءت سنغافورة في المركز الثاني وسيئول عاصمة كوريا الجنوبية في المركز الثالث، بينما جاءت نيويورك في المركز الرابع، وهلسنكي عاصمة فنلندا في المركز الخامس.
وتعتبر دبي المدينة العربية الوحيدة التي ذُكرت في التصنيف، وقد جاءت في المركز الـ40، لتسبق بذلك مدنا عالمية مثل مدينة باريس (المركز الـ46).
واعتمدت الشركة في تصنيفها على تقييم 140 مدينة من جميع أنحاء العالم وفقاً لتصنيفات المدن الذكية الموجودة حالياً، وتم منح كل مدينة درجات تتراوح بين درجة و3 درجات في 10 معايير أساسية للحكم على المدينة بأنها ذكية. وشملت المعايير الرؤية والقيادة التي توجه مشروعات المدينة الذكية، وميزانية المشروعات، والحوافز المالية للقطاع الخاص، مثل المنح والمسابقات، وبرامج الدعم مثل الشبكات، وبيئة السياسات مثل حوكمة البيانات، والنظم الابتكارية، والتركيز على الأشخاص، ومدى استعداد المواهب، وسجل الحكومة الحافل بتحفيز مبادرات المدن الذكية.
دور الحكومات في المدن الذكية
وخلُص تقرير أجرته شركة فيليبس لايتنغ الرائدة في مجال الإضاءة بالتعاون مع SmartCitiesWorld إلى أن القيادة الحكيمة هي العامل الأساسي المسؤول عن صناعة أكبر فارق لنجاح برامج المدن الذكية، وذلك وفقاً لرأي V ممن شملهم الاستطلاع.
واعتمد التقرير على 150 شخصاً من المؤثرين في عملية تخطيط المدن في جميع أنحاء العالم، وسلّط الضوء على تأثير القادة المستنيرين وخططهم الطويلة الأجل التي تشجع التعاون بين الوكالات وعبر الإدارات.
وأشار التقرير إلى أن مدينة برشلونة من بين أكثر المدن ذكاء، حيث وفرت المدينة نحو 47 ألف فرصة عمل من خلال تطبيق أنظمة إنترنت الأشياء. كما تمكنت من توفير 42.5 مليون يورو من الأموال المنفقة على المياه، وتحقيق إيرادات إضافية بلغت 36.5 مليون يورو من خلال مواقف السيارات الذكية.
عقبات أمام تطوير المدن الذكية
صرح واحد من بين كل 10 ممثلين للسلطات المحلية ممن شملهم التقرير على عدم قدرته على تطوير برامج المدن الذكية. ويعود ذلك إلى محدودية الميزانية، وعدم توافر البنية التحتية، والتخطيط على المدى القصير، وعدم وجود قيادة قادرة على التنفيذ.
وأشار التقرير إلى أن العوامل الأكثر شيوعاً أمام تطوير برامج المدن الذكية هي محدودية الميزانية بنسبة #، والحاجة إلى مزيد من البنية التحتية . ويعكس ذلك أن تأمين الاستثمارات في مشروعات المدن الذكية ليست مهمة سهلة.
وأكد التقرير أن المشروعات التي تحقق مزايا قصيرة الأجل وفي الوقت نفسه توفر بنية تحتية على المدى الطويل، يمكنها التغلب على مثل هذه المشاكل.
ويتضمن ذلك الإضاءة الذكية للشوارع بمصابيح ليد في شوارع لوس أنجلوس، والتي توفر تكلفة 9 ملايين دولار سنوياً.
ولا يساعد تطبيق تقنيات الإضاءة الذكية في تقليل استهلاك الطاقة فحسب، ولكنه يساعد أيضاً على خفض معدلات الجرائم ودعم الشركات المحلية وتوفير بيئة أكثر جمالاً لسكان المدن. هذا بالإضافة إلى خفض التكاليف والفوائد البيئية.
وأصبح لا مفر من تطبيق برامج المدن الذكية، إذ تستهلك المدن p من الطاقة في العالم. ومن المتوقع أن يصل عدد سكان المناطق الحضرية إلى 6.5 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050، وهو رقم يتجاوز عدد السكان الحالي في المناطق الحضرية بنحو 2.5 مليار شخص.
ولكي تبقى المدن قادرة على تلبية احتياجات السكان مع تزايد الطلب على المساكن والطاقة، وأصبح لزاماً على السلطات المحلية تطبيق التكنولوجيا وأمن البيانات واستخدام الطاقة. هذا بالإضافة إلى تقديم الخدمات الحالية مع الاستثمار في التطوير، من أجل تعزيز الاستدامة.
ويمكن للتقنيات الجديدة أن تُغير طرق إدارة المرافق العامة والحفاظ عليها، من الإضاءة والنقل إلى الاتصال والخدمات الصحية.
تطبيق تكنولوجيا إنترنت الأشياء
وأشار التقرير إلى الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه تقنية إنترنت الأشياء في نجاح المدن الذكية، وقد تم تصنيف ثلاثة مجالات أساسية، وهي جمع البيانات (بنسبة 5)، وإحداث ثورة في الاتصالات لتقديم خدمات دقيقة ()، وإدارة الضغط على المناطق الحضرية (بنسبة ) باعتبارها أكثر 3 مجالات يكون فيها تطبيق تقنية إنترنت الأشياء أكثر فعالية في المدن.
ورغم ذلك، فقد أكد التقرير أن تطبيق التقنيات الجديدة وبرامج المدن الذكية يختلف من مدينة إلى أخرى، فمدينة سنغافورة تميزت برؤيتها المستقبلية للبنية التحتية بما في ذلك المباني والنقل، بينما تميزت لندن بتركيزها واهتمامها بالمجتمعات عند تطبيق التكنولوجيا. (أرقام)