كثيراً ما نرى الصغار يجلسون إلى جانب النساء في مجالسهنّ الخاصة، بحجة عدم استيعابهم وفهمهم للأحاديث، بينما في الحقيقة، الأمر عكس توقعاتهنّ، وقد يحفظون أغلبه، ويفشونه لاحقاً.
وهذا يطرح التساؤل: هل دمج الأطفال في جلسات النساء الخاصة يُناسبهم، أم عزلهم أفضل؟
عن هذا التساؤل، أجابت أخصائية علم النفس العيادي رغدة جرار لـ “فوشيا”، بأنه لا يمكن عزل الأطفال داخل فقاعة مخفيّة عن العالم، كما لا يمكن الصمت أمامهم في مجالس تفرض تواجدهم بين الكبار.
وقالت: يُفترض تجنب الحديث بالمواضيع المتعلقة بحياتهنّ الزوجية الخاصة ومواقف زوج كل واحدة منهنّ، وماذا يفعل ويتصرف معها، هي أحاديث يستوعبها الأطفال ويفهمونها بصورة تخالف توقعات الكبار، بحسب جرار.
وأكدت بأن حالة من “النُّضج المبكّر” يصل لها الطفل عندما يسأل أمه: “كيف جئنا إلى الحياة؟”، دون إدراكها بأن سؤاله ليس سؤالاً بريئاً، إنما يقصد الرغبة بمعرفة الإجابة على تساؤلات أوقعته بالحيرة، بعد سماعه ما يتعلق بهذا الجانب.
تلك الحيرة، بحسبها، ربما تجعله يبحث عن المعلومات التي سمع جزءاً منها، بشتى الطرق، تصل حدّ تصفح المواقع الإباحية والتعوُّد عليها ثم إدمانها، أو يصبح ناقلاً للكلام وناشرا للأسرار، وتفاصيل ما سمعه دون إدراك لتصرفاته.
العمر المثالي للحديث أمامه بجرأة
عمر الطفل العقلي وإدراكه للأمور، والمواقف التي يمرّ بها، وبمن يختلط، عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار، لمعرفة مدى إمكانية دمجه في مجالس الكبار، كما رأت جرار.
وذلك تحسباً من تبِعات تشكُّل مفاهيم خاطئة عنده حول العلاقة بين الأزواج، أو الاعتقاد بأن أي مفهوم متعلق بها فهو أمر خاطئ وممنوع.
عزلهم أم دمجهم؟
عندما تقرر الأم دمج الأطفال في مجالس الكبار، يتطلب منها تدريبهم على أهم الضوابط التي يجب اتباعها؛ خصوصاً عندما يعرفون أن حديثاً خاصاً يدور بين الأم وصديقاتها، ما يعني وجوب انسحابهم إلى غرفهم بهدوء.
وإذا طرح طفلها أية أسئلة أثارت فضوله، عليها فتح المجال لمناقشة ما سمعه بحرية دون خوف، وتحديد الصواب والخطأ منه، وما اختلط عليه من تساؤلات بطريقة لبِقة وعلمية تتناسب مع عمره، وتذكيره بخطورة الإفصاح عما سمعه لأحد، دون توبيخ أو معاقبة.