صحيفة:عملية اغتيال القيادي المبحوح خُطط لها في باريس

محمود المبحوح.jpg
حجم الخط

كشف تقرير نشرته صحيفة فرنسية شهيرة تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح حيث تبين ان عملية التخطيط لاغتياله من قبل الموساد تمت في العاصمة الفرنسية باريس.

وقال تقرير نشرته صحيفة لوموند" الفرنسية هذا الأسبوع، أن عملية التخطيط لاغتيال القيادي في حركة حماس، الشهيد محمود المبحوح، قد خطط لها الموساد في باريس، والتي تحولت بحسب التقرير إلى ملعب للموساد الإسرائيلي ومركز لنشاطه الدولي، حيث نشط ولا يزال ينشط فيها إلى جانب أجهزة استخبارية أخرى.

وهذه الرواية بشأن اغتيال المبحوح لم تنشر من قبل، ولم تحصل على تأكيد رسمي من جهات إسرائيلية، وقد نشرتها الصحيفة الفرنسية تحت عنوان "ظل الموساد يحلق في باريس"، وذلك استنادا إلى مسؤولين كبار في الأجهزة الاستخبارية الفرنسية، والذين أكدوا أن عملية اغتيال المبحوح ليست الوحيدة التي نفذت من فندق باريسي، وإنما "تحولت باريس إلى مركز للنشاط الدولي للموساد الإسرائيلي".

وضمن ما جاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة أنه "في الساعة الخامسة والنصف من مساء التاسع عشر من كانون الثاني/يناير 2010، جلس عملاء تابعون للموساد في غرفة أحد الفنادق في حي بيرسي في مدينة باريس، وهو موقع ليس بعيدا عن وزارة المالية الفرنسية ومؤسسات السلطة هناك. وكانت الغرفة عبارة عن غرفة عمليات مرتجلة تزودوا فيها بشاشات حواسيب وهواتف مشفرة. وكان الهدف هو تفعيل مجموعة عملاء وراء البحار لتنفيذ العملية المعقدة، وهي اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي".

وكتبت الصحيفة أيضا أن الموساد يشعر بالراحة في العمل من باريس. ونقلت عن مسؤول استخباري فرنسي قوله إن "المدينة (باريس) هي الملعب بالنسبة للموساد"، مضيفا "رغم أن الصينيين والروس هم أعداؤنا، ولكن يجب ألا ننسى أن الإسرائيليين والأميركيين يتصرفون بعدوانية كبيرة".

وأضاف أن "قدرتنا على رد الفعل على أفعالهم محدودة، فهم يسارعون إلى استخدام الورقة الدبلوماسية، وتقديم شكوى إلى مكتب رئيس الحكومة والرئيس الفرنسي". وبحسبه فإن "أيدي فرنسا مكبلة"، لكونها "متعلقة بإسرائيل في الكثير من القضايا الحساسة".

وقال أيضا إن "الفرنسيين مقيدون في قدراتهم على منع جهات معينة من اليهود في فرنسا لتقديم المساعدة لهم في التخطيط والجانب اللوجستي".

ورغم أن تقارير سابقة تحدثت عن أن اثنين من بين 11 من العملاء الذين شاركوا في عملية الاغتيال وصلا إلى دبي في رحلة جوية عن طريق شركة "إيرفرانس" من باريس، إلا أنه ساد اعتقاد في وسائل الإعلام الأجنبية أن غرفة عمليات الموساد كانت تدار من النمسا أو من أي مكان أوروبي آخر، إلا أن صحيفة "لوموند" تؤكد أن مركز الرصد والتحكم الإسرائيلي كان في قلب باريس.

وكتبت الصحيفة أنه في اعقاب عملية الاغتيال التي أثارت عاصفة دولية، وتسببت بأزمة مع بريطانيا بسبب استخدام العملاء جوازات سفر أوروبية، كما قدمت فرنسا شكوى إلى رئيس الموساد في حينه، مئير دغان، بسبب استخدام جوازات سفر فرنسية.

ونقل عن رئيس دائرة التحقيقات في الشرطة الفرنسية قوله إن الشكوى كانت طريقة لنقل رسالة مفادها أن الحديث عن تجاوز لا يحتمل للحدود.

وكتبت الصحيفة أن مخاوف فرنسا كانت بدافع الخشية من أن تشتبه حركة حماس بأن فرنسا كان لها دور في العملية. ولذلك أيضا بعثت فرنسا باثنين من من كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخبارية للاجتماع مع دغان.

وفي محادثة أجرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" مع معد التقرير للصحيفة الفرنسية، جاء أن التقديرات تشير إلى أن الفرنسيين هددوا بتجميد عملية تبادل المعلومات بين الأجهزة الاستخبارية للطرفين.

وأضاف معد التقرير أن كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخبارية الفرنسية اعتبروا استخدام جوازات السفر الفرنسية استفزازا.

ولم تكن عملية اغتيال المبحوح الوحيدة، حيث يستعرض التقرير عمليات كثير، تدعي الصحيفة أن الموساد وجهات إسرائيلية أخرى أداروها على الأراضي الفرنسية، وبينها محاولة إسرائيلية فرنسية مشتركة لتجنيد عميل سوري حاول شراء سلاح كيماوي، ومحاولة شركة إسرائيلية تنفيذ عمليات تنصت على المجلس الأوروبي في بروكسل، إضافة إلى نشاط الشركة الأمنية الإسرائيلية "بلاك كيوب" التي تفعّل مكاتب لها في باريس.

وكتبت أيضا أن الموساد حاول تجنيد عملاء من المخابرات الفرنسية للعمل كعملاء مزدوجين. ونتيجة لهذا التورط، والذي مكث فيه أحد العملاء الفرنسيين في إسرائيل، فإن فرنسا طردت قائد مركز الموساد في باريس، وموظفا آخر في السفارة الإسرائيلية.

وأضافت أن السبب في أن الموساد وأجهزة تجسس أجنبية أخرى جعلوا من باريس عاصمة استخبارية هو كثرة المؤتمرات الدولية فيها، والزيارات المتواترة لرؤساء الدول الأفريقية، والجاليات الدولية الكثيرة هناك.

وكتبت "لوموند" أيضا أنه في الوقت الذي يواصل فيه الموساد العمل في باريس بحرية نسبية، فإن مصدرا في الخارجية الفرنسية يقول إن "الإسرائيليين باتوا أكثر حذرا مقارنة بالسابق، فهم لا ينفذون اغتيالات على الأراضي الفرنسية، ويتلقون مساعدات أقل من اليهود الفرنسيين".