عقد اتّحاد الكُتاب والأدباء الفلسطينيين في الخامِس من تموز الجاري مؤتَمره العام لاختيار أعضاء الأمانة العامّة للاتّحاد عن طريق العمليّة الانتخابيّة الديمقراطيّة، والذي جاءَ موحدًا ولأوّل مرة بين الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة، متجاوزًا معابِر الاحتِلال وأسلاكه الشائِكة، ومحاوَلاتِه شقّ وحدة العَمل الثّقافيّ الفلسطينيّ.
الدّورة حَملت اسمَ الشاعر الكَبير الراحِل أحمد دحبور، حَملت أيضًا مظهرًا آخر للوحدة الوطنيّة تجسّد في قائِمة الوحدة الوطنيّة التي ضمّت مرشّحي منظّمة التّحرير الفلسطينيّة في الضّفة والقطاع، والتي حقق أعضاؤها الواحد والعشرون الفوزَ بأعلى الأصوات مِن أصل ثمانية وعشرين مرشحًا تنافسوا على واحدٍ وعشرينَ مقعدًا.
وتم افتتاح المؤتمر العام بعد التّأكد من تحقيق النّصاب القانوني لانعقاده، وقرأت الأمانة العامّة التقرير المالي والإداري، الذي تمّ إقراره، قبيل أن تقدّم الأمانة استقالتها، كما أقرّ المؤتمر توسعة الأمانة العامة من 17 عضوًا إلى 21 عضوًا للدورة الحاليّة فقط، ومن ثم افتتح باب الاقتراع.
ومن بين 275 عضوًا يحقّ لهم التّصويت (142 في الضّفة، و133 في قطاع غزّة)، وهم الأعضاء الذين سدّدوا رسوم العضويّة، شاركَ في العمليّة الانتخابيّة 159 عضوًا(74 في الضّفة، 85 في قطاع غزّة)، ولم تُعتمد 24 ورقة انتخابيّة(11 في الضّفة، و13 في قطاع غزّة)؛ لعدم التزامِ أصحابِها بآليّة التّصويت التي أقرّها المؤتمر، حيثُ تعدّ الورقة لاغية إذا قلّ التّصويت فيها أو كثر عن واحدٍ وعشرينَ مرشحًا، بحسبِ د. سمير شحادة رئيس المؤتمر لهذه الدّورة.
تمّ إعلان النّتائِج بحضور د. واصل أبو يوسِف عضو اللّجنة التنفيذيّة لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة مسؤول المنظّمات الشّعبيّة، ولفيف من قيادات فصائل العمل الوطني، والكُتاب والأدباء، والتي جاءَت على النّحو الآتي:
عبد الناصر صالح، عبد السلام العطاري، ماجد أبو غوش، جهاد صالح، عصمت منصور، نافذ الرفاعي، حنان عواد، صبحي عبيد، عبدالله تايه، أحمد يعقوب، سهام أبو العمرين، فايق أبو شاويش، حسن عبدالله، توفيق الحاج، سليم النّفار، شهاب محمد، ناصر عطالله، عاطف أبو حمادة، عبد العزيز عرار، شفيق التلولي، عمر عتيق.
وعقبَ ذلك اجتَمع أعضاء الأمانة العامّة في الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" بحضور د. سمير شحادَة رئيس المكتب الحركي المَركزي الذي افتتح الجَلسة في الضّفة الغربيّة و قطاع غزّة، معبرًا عن سعادَته بهذا العرس الديمقراطيّ، وهذا الاجتماع الأوّلي التّعارفي الذي يدقّ جرس بداية العَمل للأمانة العامّة الجديدة، وتمّت المصادَقة على اختيار الرّوائي نافذ الرّفاعي أمينًا عامًا، والكاتِب عبد الله تايه أمينًا عامًا مساعدًا، وتمّ توزيع المهام بين أعضاء الأمانة العامّة مِن خلال المشاورات.
الأمين العام الجَديد نافذ الرّفاعي أكّد في كلمته الأولى على وحدة الثقافة في كافة الجغرافيا الفلسطينية وأن الثقافة هي رافعة العمل الوطني التي صاحبت الثورة منذ انطلاقها لتحقيق استقلال فلسطين والقدس عاصمة أبدية لها ، وأن العمل الثقافي في فلسطين له اعتبارات خاصة؛ لما تمر به فلسطين من رفض للاحتلال والظلم التاريخي، وهذا بدوره يفرض على كتاب فلسطين ومبدعيها تكاتف الجهود؛ لإبقاء جذوة الكفاح مشتعلة وصولًا لتحرير كامل التراب الفلسطيني.
وبارك الرّفاعي لأعضاء الأمانة العامّة انتخابهم، مؤكدًا على ضرورة العَمل الجماعيّ كمحددٍ أساسيّ للرؤية التي سيقوم عليها الاتّحاد؛ لإعادة الاتّحاد إلى الواجِهة الأدبيّة والثقافيّة، والالتفات إلى الكُتاب جميعًا، وخاصّة الشّباب وتفعيل دورهم الرّيادي في العَمل الثقافي، وأنّ الأمانة العامّة المنتخبة ستعمل ضِمن برامج وخطط منظّمة؛ للنهوض بالعَمل الثقافي الفِلسطيني مراكمين على انجازات الأمانات العامة السابقة.
وقد تلقّى الرّفاعي التّهنئة بانتخابِه أمينًا عامًا لاتّحاد الكُتاب والأدباء الفلسطينيين من الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام لاتحاد الكُتاب والأدباء العرب، ومن عددٍ من الاتّحادات والرّوابط العربيّة، والتي شَكرها بدوره باسم الأمانة العامّة، وأكّد على وحدة العَمل الثقافي العربي، والتّعاون المُستمر بين فلسطين والدّول العربيّة الشّقيقة والأقطار كافة بما يخدم فلسطين كقضية عادلة.