سرًا.. جوجل تطور خليفة لأندرويد!

thumb (1).jpg
حجم الخط

تعمل مجموعة صغيرة من مهندسي شركة جوجل منذ أكثر من عامين على تطوير نظام تشغيل جديد يأملون أن يحل في النهاية محل نظام تشغيل الأجهزة المحمولة المهيمن عالميًا أندرويد، ولكن يتعين على هذا الفريق في البداية التغلب على بعض المشاكل الداخلية المتعلقة بكيفية عمل النظام، والذي يعرف باسم فوشيا Fuchsia.

تم إنشاء هذا المشروع من الصفر للتغلب على القيود التي يفرضها نظام أندرويد في ظل توافر المزيد من الأجهزة الشخصية وغيرها من الأدوات عبر الإنترنت، وجرى تصميم النظام الجديد ليتعامل بشكل أفضل مع الأوامر الصوتية والتحديثات الأمنية المتكررة، بالإضافة إلى عمله بشكل متماثل عبر مجموعة من الأجهزة المختلفة، بما في ذلك أجهزة الحاسب المحمولة وأجهزة الاستشعار الصغيرة المتصلة بالإنترنت.

وكان سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل قد أوضح أن جوجل تعد شركة ذكاء اصطناعي في المقام الأول، حيث جرى توجيه الشركة نحو خدمات الذكاء الاصطناعي التي تصل إلى المستهلكين في كل مكان، ومع ذلك فإن نظام تشغيلها الرئيسي، الذي تعتمد عليه العشرات من شركات تصنيع الأجهزة، لم يتماش مع ذلك.

 

وبدأت جوجل في عام 2016 بنشر التعليمات البرمجية المصدرية عبر الإنترنت بهدوء، وسمحت الشركة لمطوري التطبيقات الخارجيين بتجريب أجزاء من التعليمات البرمجية المصدرية المفتوحة، وناقش أعضاء فريق فوشيا خطة أكبر تتمثل في إنشاء نظام تشغيل واحد قادر على تشغيل جميع أدوات وأجهزة الشركة مثل هواتف بيكسل ومكبرات الصوت المنزلية الذكية، بالإضافة إلى أجهزة الشركات الأخرى التي تعتمد على أندرويد ونظام التشغيل الآخر المسمى كروم.

وقال المهندسون إنهم يريدون تضمين فوشيا Fuchsia على الأجهزة المنزلية المتصلة مثل مكبرات الصوت التي يتم التحكم فيها صوتًا، ومن ثم الانتقال إلى الأجهزة الأكبر مثل أجهزة الحواسيب المحمولة في غضون ثلاث سنوات، حيث يطمح الفريق في نهاية المطاف إلى استبدال نظام أندرويد، الذي يتواجد على أكثر من ثلاثة أرباع الهواتف الذكية في العالم، بنظام فوشيا، مع تحديد موعد زمني لتحقيق هذا الهدف.

وتوضح المعلومات أن سوندار بيتشاي ونائبه هيروشي لوكهايمر، المسؤول عن نظامي أندرويد وكروم، لم يوقعوا بعد على أي خريطة طريق لفوشيا، معتقدين أنه ينبغي التحرك بحذر عند التعامل مع أي خطة لإصلاح أندرويد، وذلك بسبب دعم نظام التشغيل للعشرات من شركات تصنيع الأجهزة وآلاف المطورين ومليارات الدولارات الإعلانية المحمولة.

كما يخضع أندرويد إلى تدقيق متزايد من قبل المنظمين، ويسبب مشاكل قانونية للشركة، مما يعني أن أي تغييرات عليه سوف تتم مراقبتها عن كثب، وكان المنظمون الأوربيون قد فرضوا غرامة قياسية على شركة جوجل بقيمة 5 مليارات دولار فيما يتعلق بقضية مكافحة الاحتكار لاستخدام جوجل نظامها المحمول لنشر خدماتها.

ويواجه نظام فوشيا بعض الخلافات الشديدة ضمن جوجل حول كيفية تصميمه ونشره، خاصة عندما يتعلق الأمر بخصائص الخصوصية، وتشير الشركة بشكل عام إلى فوشيا كمثال على نهجها الحر في المنتجات الإبداعية، وقال متحدث باسم الشركة: “جوجل ترى هذه التجارب مفتوحة المصدر كاستثمار في الابتكار”، وأوضحت الشركة في عام 2015 أنها ليس لديها خطط لاستبدال نظام التشغيل كروم الخاص بها بنظام أندرويد.

ويشكل نظام فوشيا أكثر من مجرد جهد اختباري للشركة، حيث أعرب سوندار بيتشاي عن دعمه للمشروع داخليًا، والذي يعمل عليه الآن أكثر من 100 شخص، بما في ذلك مهندسين مخضرمين مثل ماتياس دوارتي وهو مسؤول تنفيذي عن قسم التصميم قاد العديد من المشاريع الرائدة في جوجل.

ويركز المشروع على التنافس بشكل أفضل مع نظام تشغيل شركة آبل للاجهزة المحمولة آي أو إس iOS، وبالرغم من أن حصة نظام أندرويد السوقية تبلغ 85 في المئة، إلا أن نظام آبل يمتاز بقوته في مجالات مثل الأداء والخصوصية والأمان والتكامل عبر أجهزة آبل الأخرى.