ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية اليوم السبت، أن عمليات الاغتيال التي نفذها جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، بلغت 800 عملية خلال العقد الماضي.
وكشفت الصحيفة نقلًا عن الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان الذي أعد كتاب "انهض واقتل أولا"، للحديث عن العمليات السرية للجهاز أن "الموساد"، حاول اغتيال رئيس السلطة الفلسطينية، الراحل ياسر عرفات إبان ترؤسة لمنظمة التحرير عام 1968 عبر طبيب نفسي سويدي.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن الطبيب بطلب من الموساد أجرى "غسيل دماغ"، لأسير كشف أن اسمه الأول "فتحي" لمدة 3 أشهر تم تدريبه خلالها على إطلاق النار على صور عرفات.
وأضاف: "في كانون الأول/ ديسمبر 1968 قام الموساد بتهريب "فتحي" عبر نهر الأردن لإيصاله إلى مقر إقامة عرفات لكنه أفشل مخططهم، وتوجه إلى قسم للشرطة الأردنية، متهما الموساد بمحاولة غسل دماغه الأمر الذي أفشل العملية".
وديع حداد
وحسب ما نقلت الصحيفة عن كتاب بيرغمان، فإنه منذ 40 عاما، كان وديع حداد، أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واحدا من أكثر المطلوبين الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وتقول الصحيفة البريطانية، إن حداد تعاون مع الفنزويلي "كارلوس جاكال" أو كارلوس الثعلب، الذي كان يعد رمزا "للإرهاب الدولي".
ووفق الصحيفة، فإن حداد أدار عملية اختطاف طائرة "آير فرانس"، التي كانت متجهة من تل أبيب إلى باريس، بينما أجبر المختطفون الفلسطينيون طاقمها على تحويل مسارها إلى عنتيبي في أوغندا حيث أنقذتها وحدة كوماندوز إسرائيلية.
وبعد هذه العملية أصبح حداد متصدرا قائمة الاغتيالات في الموساد، لكن بعد مرور 6 سنوات على إصدار "أمر بالقتل"، كان حداد لا يزال على قيد الحياة، يعيش في حياة رغدة بالعاصمة العراقية بغداد.
وتشير إلى أن ما حدث بعد ذلك يستحق أن يكون "فيلما جديدا لجيمس بوند". ففي 10 يناير 1978، استبدل عميل من الموساد، كان مقربا من محيط حداد، معجون الأسنان الخاص بحداد إلى أنبوب مماثل ممزوج بمادة سامة، عمل مختبر سري بالقرب من تل أبيب على تطويره.
وفي كل مرة كان حداد يفرش أسنانه، تتفاعل كميات السم لتأخذ طريقها، من خلال اللثة، إلى مجرى دمه.
وبمرور الأيام، بدا حداد وكأنه يحتضر. اتصل أصدقائه الفلسطينيون بالشرطة السرية لألمانيا الشرقية، التي نقلته إلى مستشفى في برلين الشرقية. بعد 10 أيام، نزف حداد من مناطق مختلفة بالجسم، ثم "مات"، بحسب الصحيفة.
وفي ألمانيا تحير الأطباء في تشخيص مرضه، بينما كانت إسرائيل تحتفل بما حققه الموساد الذي أصبح "رائدا" في عمليات الاغتيال.
محمود المبحوح
وفي سياق متصل، كشف الكتاب الإسرائيلي أن جهاز "الموساد" اغتال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي عبر جهاز "عالي التقنية بالموجات الصوتية".
وأضاف: "أن فريق الموساد وصل إلى المبحوح في غرفة فندقه في دبي، ودسوا في جسده السم عبر جهاز موجات فوق صوتية عالي التقنية، دون اختراق الجلد، ليلفظ أنفاسه بعدها بدقائق".
اقرأ/ي أيضًا: صحيفة فرنسية:عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح خطط لها في باريس
واستعرض الكتاب عددا من وسائل الاغتيال المتبعة لدى الجهاز، ومنها دس السم في المتعلقات الشخصية، مثل معجون الأسنان بالإضافة لعمليات تفجير قاتلة تستهدف شخصيات.
وأشارت "ديلي ميل" إلى أن الموساد هو أكثر جهاز قتل عددا من الأشخاص، يفوق ما قتلتهم أجهزة الاستخبارات الأخرى في أي دولة بالعالم منذ الحرب العالمية الثانية.