هاجم الكاتب الصحافي المصري المقرب من السلطات محمد حسنين هيكل السعودية، وقال إن نظامها غير قابل للبقاء، كما انتقد الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيا، قائلا إنه "ليس حاضرا بما يكفي".
وبينما هاجم هيكل السعودية ودول الخليج، واصفا إياها بأنها "دول متخلفة"، فقد كال المدائح والإطراء لإيران وحزب الله، وقال إن حزب الله يدافع عن نفسه في سوريا، فيما كشف أيضا أن "مصر تسعى للتقارب مع إيران" إلا أن ضغوطا تمارس على السيسي لثنيه عن التقارب مع طهران.
وقال هيكل: "السعودية ودول الخليج تتصرف بطريقة متخلفة"، وتابع: "مصر وايران وتركيا أوطان حقيقية، والباقي كله يشكل فسيفساء بين أوطان حقيقية"، في إشارة إلى أن السعودية ودول الخليج ليست سوى دول هامشية أمام الدول الثلاث الكبرى المشار إليها.
وجاءت تصريحات هيكل في سياق مقابلة مطولة أجرتها معه جريدة السفير اللبنانية، ونشرتها في عددها الصادر الثلاثاء، فيما تعدّ هذه الانتقادات اللاذعة للسعودية الأولى من نوعها على هذا المستوى في مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013.
ومن المعروف أن هيكل هو أحد أهم الصحفيين والكتاب المقربين من الرئاسة في مصر، منذ وصول السيسي إلى الحكم، ويقول بعض المصريين إن هيكل هو الذي كتب نص الخطاب الذي ألقاه السيسي يوم الثالث من تموز/ يوليو 2013، وانقلب بموجبه على الرئيس المنتخب.
وقال هيكل في المقابلة مع الصحيفة اللبنانية، التي اطلعت عليها "عربي21": "إذا عدنا إلى أساس الموضوع فإنني أشك كثيرا في أن تتخطى السعودية أزمتها، ولكن لا أعرف كيف ستكون النهاية وكيف ستتطور الأزمة. الملك سلمان ليس حاضرا بما يكفي، وجيل الصغار متكبرون، ويأخذهم غرور القوة. النظام السعودي غير قابل للبقاء. أما البدائل فلا بدائل! ولا أحد عنده سلطة تخوله أن يكون البديل. هناك مشكلة حقيقية، وهذا هو ما يبقي السعودية".
وتابع هيكل: "الجيش في السعودية يتحكم به أمراء الأسرة. هم أذكياء إلى درجة أن الوحدات الرئيسية في الجيش هي بقيادة أمراء. هل هناك من يملك المصداقية المطلوبة؟ لا أدري. كلهم يتساوون، ولا أحد يظهر أنه البديل، حالة الصراع الموجودة هي مع البرجوازية الناشئة".
وأضاف: "السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي"، في إشارة إلى عدم قدرة دول الخليج على التصدي للاتفاق.
وقال هيكل: "أوباما خطيب مفوّه، لكنه رئيس ضعيف في النظام الأمريكي القوي"، مشيرا إلى أن "التحدي الوحيد في المنطقة بالنسبة إلى أمريكا هو إيران".
وحاول هيكل تصوير إيران على أنها "صاحبة الصمود" الأسطوري الذي مكّنها من التوصل إلى الاتفاق النووي مع القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة، معتبرا أن "التحدي الوحيد الموجود في المنطقة بالنسبة إلى السياسة الأمريكية هو إيران"، لكن عليها أن تقر بوجودها حقيقة واقعة، وهي لا تملك حلا آخر، بحسب وصفه.
وقال هيكل إن "قتال حزب الله في سوريا هو للدفاع عن نفسه، وليس معركة إثبات نفوذ"، مضيفا: "للسيد حسن نصر الله إشعاع معيّن.. فلا نحمّله ما لا يطيق".
وكان الأهم أن هيكل كشف في المقابلة أن "مصر تسعى إلى التقارب مع إيران"، لكنه أشار إلى وجود "محاولات من أجل ثني السيسي عن التقارب مع طهران"، على حد تعبيره، دون أن يكشف عن الجهات التي تضغط على السيسي لعدم الانفتاح على إيران.
وقال: "الاتفاق النووي سيحدث ضجيجا كبيرا في الكونغرس، لكنه سيمر"، معتبرا أن "ما غيّر الأوضاع ليس أوباما، بل صمود كوبا وإيران".
وتابع: "أميركا تشغل إيران إلى أن تستولي بالكامل على سوريا والأردن"، ويرى هيكل أن "التناقض الإيراني الأمريكي لم ينته، فإما أن يتغير النظام أو يتم إسقاطه".
وحول مستقبل الأزمة في سوريا، يقول هيكل: "إذا تحدثنا عن تقسيم سوريا فذلك يعني أننا نتحدث عن تقسيم العراق"، كما يعتبر أن "للأكراد الحق في أن تكون لهم دولة تمثل قوميتهم بلغتها".
أما حول الإخوان المسلمين، فقد قال إن "قوة التنظيم في أنه ورث التنظيمات الصوفية ذات النفوذ القوي في مصر"، معتبرا أن "حسن البنا كان صوفيا، واستخدم البنية التحتية للصوفيين"، وزاعما أن حسن البنا سلمه بيانا بمكتبه في "الأخبار اليوم" قال فيه إن "المتطرفين في التنظيم ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين".
وينتهي هيكل إلى القول إن العالم العربي يحتاج بين 12 إلى 15 سنة لتنتهي الفوضى، إلا أنه رغم ذلك "لا خوف على مصر من "داعش"، كما اعتبر أن "أحوال مصر لا بأس بها"، وذلك على الرغم من التفجيرات الأخيرة التي شهدتها مصر والمعارك الضارية التي يخوضها الجيش المصري في سيناء.
الحرب الكبرى بين نتنياهو ونصر الله
20 سبتمبر 2024