تتضمن مشاهد قاسية|

بالفيديو: عملية جراحية نوعية بغزّة أنقذت حياة طفل وأعادت الابتسامة لعائلته

بالفيديو: عملية جراحية نوعية بغزّة أنقذت حياة طفل وأعادت الابتسامة لعائلته
حجم الخط

من بين ثنايا الألم، يبزغ فجر الأمل وتظهر المنح بين طيات المحن، ومن رحم الكرب يولد الفرج، تلك هي "غزة" التي تجد السُبل لتواصل حياتها رغم الحصار المفروض منذ أكثر من 11 عاماً.

وعلى الرغم من الحصار والحروب المتتالية، استطاعت إبداعات الطاقات الشابة التي تميزت بعقول فذة أن تذلل الصعاب في تميز يتلوه تميز، جعل من قطاع غزة منارةً للإبداع والعلم.

كثيرٌ من الحالات المرضية يتطلب إجراؤها خارج قطاع غزة، نظراً لشح الإمكانات الطبية بفعل الحصار، إلا أن العقول الفلسطينية المتمثلة بفريق طبي يترأسه رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمجمع الشفاء الطبي أ.د  محمود أبو خاطر، تمكنوا من إجراء تلك العمليات النوعية ورسم الابتسامة بقدر حجم المعاناة.

وقال أبو خاطر لوكالة "خبر"، إنه تمكن من إجراء عملية جراحية نوعية لطفل أصيب بطلق غير ناري في المستوى الأول من العنق والقريب من الدماغ، الأمر الذي يُشكل خطورة بالغة على حياة الطفل المصاب. 

وأضاف: "أجرينا صورة مقطعية  للدماغ والفقرات العنقية، فقررت إجراء العملية بأسرع وقتٍ ممكن"، مشيراً إلى أن العملية تمت بدقة عالية بسبب وجود الكثير من الشرايين والأعصاب في منطقة الإصابة. 

وبيّن أنه تم إجراء العملية داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي بغزة، مؤكداً على أن العملية تكللت بالنجاح وأعادت الطفل إلى حياته الطبيعية، على الرغم من خطورتها، وحاجتها إلى مراكز متطورة لجراحة المخ والأعصاب  والعمود الفقري.

ولفت أ.د أبو خاطر، لمراسل وكالة "خبر"، إلى أنه قرر إجراء العملية بمفرده مع طاقم التمريض، موضحاً أنه واجه الكثير من الصعوبات أثناء إجراء العملية، وذلك لأن وضعبة "الرقبة" لم تكن بالطريقة المثالية، الأمر الذي قد يؤدي إلى الشلل والوفاة.

لا تتحقق الأعمال بالأمنيات، ولكن بالإرادة تُصنع المعجزات، بتلك المقولة أنارت العقول الفلسطينية من علمها منابر الإبداع، متحديةً غطرسة الاحتلال الإسرائيلي الذي يضع العراقيل في وجه الحالات الإنسانية التي لم تسلم من جبروته وغطرسته.

من جهته، قال والد الطفل المصاب خالد أشرف عواد: إن طفله أصيب بطلق غير ناري في الرقبة، وتوجه بعد ذلك إلي مجمع الشفاء الطبي، إلا أن مسيرته قوبلت بالعديد من الصعوبات، حيث تم تحويله إلى العديد من الأطباء بتخصصات مختلفة على مدار 25 يوماً.

وتابع عواد لمراسل وكالة "خبر"، "بعد ذلك توجهت لأخصائي جراحة المخ والأعصاب د. محمود أبو خاطر، فطلب مني صور أشعة قرر على إثرها إجراء عملية جراحية بشكلٍ عاجل"، موضحاً أن د. أبو خاطر قرر أن يُجري العملية على مسؤوليته الشخصية.

وختم حديثه بالتأكيد على أن طفله عاد إلى حياته الطبيعية بعد 24 ساعة فقط من إجراء العملية، معرباً عن شكره للطبيب أبو خاطر وكافة الطواقم الطبية التي شاركت في إنجاح العملية وتماثل طفله للشفاء التام.