كشف وزير الحج والعمرة السعودي محمد صالح بن طاهر بنتن، أنه "بحلول عام 2030، ستكون كل خدمات الحج إلكترونية بالكامل".
جاء ذلك خلال استقبال الوزير السعودي في مكتبه بمكة المكرمة، اليوم الثلاثاء، وفدًا إعلاميًا من مختلف الدول الإسلامية، من بينهم موفد الأناضول.
وقال بنتن، إن بلاده تسعى لجعل الحج والعمرة، رحلة "خالية من القلق والإزعاج بقدر الإمكان".
وأوضح: "إذا فقدت أمتعتك، أو كنت في حاجة إلى رعاية صحية، أو تعرضت لحادث، فإن كل هذه المشاكل ستحل على الفور".
ولفت إلى أن "استخدام التكنولوجيا سيكون ملاحظا خلال حج هذا العام، باستخدام تقنية الاتصالات وربطها بالتقنيات الذكية لتنسيق الحجيج".
وكشف الوزير أنه "بحلول عام 2030، ستكون كل خدمات الحج إلكترونية بالكامل".
وأكد عزم المملكة على تسهيل وصول الحجاج بأقصى قدر ممكن من الاستجابة في مجالات الصحة والأمن والنقل والإقامة.
ولفت بنتن إلى أن وزراته تخطط، وفق رؤية 2030، إلى استقبال 30 مليون معتمر سنويا.
وأشار إلى أن تطوير منظومة الحج والعمرة، احتل أولوية استراتيجية لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال وزير الحج والعمرة: "نحن نحقق المزيد من التطورات الكبيرة التي تكلف 30 مليار دولار لاستضافة عدد متزايد من الحجاج كل عام لتعزيز المرافق والخدمات".
واعتبر أن مشروع قطار الحرمين، الذي يربط بين مكة والمدينة المنورة، مارا بمدينة جدة، سيكون أكبر إضافة في خدمات النقل، إلى جانب شبكة الطرق والحافلات ووسائل الاتصال الأخرى، وهذا يوفر وقت السفر وطاقة الحجاج في وقت واحد.
وكشف بنتن أن التشغيل التجاري لقطار الحرمين، الذي يعتبر الأسرع في منطقة الشرق الأوسط، سيتم في الربع الثالث من 2018.
وبيّن أن سرعة القطار الكهربائي تتجاوز 300 كلم في الساعة، ويبلغ طول سكته الحديدية الإجمالي 450 كيلومتراً، إذ يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة، ويمرّ بمحطات عصرية حديثة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومطار الملك عبد العزيز الدولي، ومدينة جدة، وهو قادر على استيعاب 60 مليون مسافر سنويًا.
وأضاف أن المطار الجديد في جدة، خدمة أخرى مخصصة في نفس المجال باعتبار أن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد، يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية".
وحول مبادرة "طريق مكة" التي تم البدء في تطبيقها على حجاج ماليزيا وإندونسيا، أوضح الوزير السعودي أنها تهدف إلى إنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة من مطارات بلدانهم، عبر مسارات مخصصة، في مبادرة من المملكة لتسهيل إجراءات الحجاج.
وأضاف أن تلك المبادرة ستعمم على جميع الدول الإسلامية "قريبا".
وكشف الوزير إلى تطور مهم آخر، ويتمثل فيما يعرف "بالمشروع السكني"؛ حيث سيتم بناء أكثر من 500 وحدة سكنية، وهذا سيساعد في خطة إدارة الإقامة خلال موسم الحج.
الوزير بنتن، أدهش جميع الحاضرين بعرض فيديو لمنطقة "منى المستقبلية"، التي ستتحول إلى مدينة عصرية متعددة الطوابق، وسيتم تحويل الجبال المحيطة بها إلى أدوار سكنية.
ولفت إلى أن سكان مكة المكرمة لوحدها يبلغ 6 ملايين نسمة، يضاف إليهم أكثر من 3 ملايين حاج، وقال: "الحكومة السعودية ستدير هذه الكتلة الجبارة بطرق منتظمة وتقنية للغاية خلال حج هذا العام".
وأضاف بنتن أن لدى المملكة مشروع خاص لبناء قرية إسلامية عالمية، على بعد حوالي 40 كلم من مكة المكرمة، وستكون القرية مشروعًا مذهلاً يعكس ثقافة كل بلد مسلم.
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية في جميع أنحاء العالم ستقيم مواقعها الثقافية كما ستبيع منتجاتها الخاصة فى القرية، وسيكون هناك مشروع مترو، يربط القرية بعدة مدن أخرى سيكتمل خلال العامين القادمين، وسيكون بازارا (سوقا) لجميع الدول الاسلامية.
وكشف وزير الحج والعمرة، أن "أول سؤال يوجهه خادم الحرمين الشريفين للوزراء (..) كيف كانت الخدمات التي قدمت للحجاج فى مكة والمشاعر المقدسة".
وأضاف أن "هذا السؤال يعكس مدى اهتمامه الشخصي (الملك سلمان) بموسم الحج الذي يشرف عليه شخصيا ويتابع أعمال الحج لحظة بلحظة خلال وجوده في مشعر منى".
وأكد بنتن أن "المملكة ترحب بكل المسلمين لتأدية فريضة الحج، ولا تفرق في ذلك أبدا، وجميع الحجاج بلا استثناء مرحب بهم لأن الحج فريضة للعبادة فقط، ولا يسمح بأي حال من الأحوال، تحويل هذا المنسك الإيماني إلى اتجاهات أخرى كالتسييس وغيره، وهذا مرفوض رفضا قاطعا".
وتابع أن "كل الحجاج الذين يأتون من كل حدب وصوب لأداء مناسك الحج، يتفرغون تماما للعبادة؛ لأنه لا مجال لممارسة السياسة فى هذه البقاع المقدسة، بحسب ما جاء فى القرآن الكريم (لا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج)".
ولفت بنتن إلى أن "المملكة كان ولا يزال لديها خبرة متراكمة فى تسيير أعمال الحج منذ دخول الحجاج لأراضي المملكة حتى مغادرتهم.. وهذه الخبرة تمكنها من استقبال أكثر من 3 ملايين حاج".
واستدرك: "هذا يتطلب أيضاً درجة من التجاوب والوعي من جانب الحجاج".
واختتم قائلا: "المملكة تتشرف باستضافة الحجاج وتسعى على الدوام لرفع درجة الوعي والمعرفة لكي يستطيعوا أداء المناسك بيسر وسهولة".