لا شك أن الهوايات الشخصية ملاذاً آمنا لصحة ووقت الأفراد داخل المجتمعات الحديثة، فهي تُمكن من تلبية حاجات ورغبات النفس البشرية، والتخلص من ضغوط الحياة العملية، وإبراز أواكتشاف مواهب وقدرات الأفراد.
الشاب محمد الشنباري "23 عاماً"، يُمارس فن التوازن وتحدي الجاذبية والذي يعتبر فناً فريداً من نوعه، حيث يعتمد على فكرة تحدي الجاذبية عبر موازنة الأجسام فوق بعضها بطريقة جذابة.
وقال الشنباري من سكان بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، إنه "بدأ في ممارسة الموهبة مطلع العام 2018، وإنه فشل في العديد من المرات في إتقان تحدي الجاذبية، ولكنه بعد ذلك نجح بتطوير موهبته".
وأشار خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، إلى أنه اتجه لممارسة هذا النوع من الفن بعد متابعته لبعض متقني هذا الفن حول العالم، والمقدر عددهم بحوالي ستة أشخاص، بالإضافة إلى مشاهدة مقاطع فيديو عبر موقع اليوتيوب.
وبيّن الشنباري، أن ممارسة هذا الفن تحتاج إلى تركيز وتدريب ودقة وصبر وهدوء، والتأمل بعيداً عن الضغوطات النفسية والضوضاء، موضحاً أن أولى النماذج العملية التي نفذها كانت عبارة عن وضع بطارية على "سمونة" صغيرة، ومن ثم اتجه إلى ترتيب الزجاجات وحبات البيض والكراسي والأحجار والطاولات والأواني الزجاجية فوق بعضها بطريقة مميزة يراعى فيها حسابات الجاذبية.
وتابع: "في بداية الأمر وجد صعوبة كبيرة، خصوصاً أن الوقت المستغرق كان يصل في بعض الأحيان إلى ما يقارب الثلاث ساعات، أما الآن ومع الممارسة اليومية يتمكن من إتقانها في غضون دقائق، ويرجع ذلك إلى نوعية الأجسام المراد ترتيبها".
وأشار إلى أنه لم يتلقٍ دعم لتطوير الموهبة وتنميتها من أي جهة سواء في قطاع غزة أو خارجه، مُبيناً أنه اشترى الأدوات بجهده شخصي ودعم من العائلة والأصدقاء.
وفي ختام حديثه، أعرب الشنباري، عن أمله من ممارسة هذا الفن النادر خارج قطاع غزة، وأن تتوفر له فرصة السفر والمشاركة بمعارض عالمية يُمثل فيها فلسطين، قائلاً: "إن شباب غزة لديهم مواهب دفينة وبحاجة إلى تنميتها وتطويرها".