جباهكم التي عطّرت الترابْ
رفعت منسوبه عطراً.. أعارتهُ مطراً
لغيوم السماء دون حسابْ.
دمكم ملائكيُّ الضوء
سالَ من رصغِ الكونِ في تجلّيات الوضوء.
واكتملت الصلاة فوق سجّادة السحابْ.
عرقُ أرواحكم.. زيّت شفار المحاريثْ
شقّ أرض السوادٍ بالخصوبة
وأنتم الإرث والمواريثْ
سويداء قلبِ العروبة
نهرُ العزِّ والكرامةِ.. دفّاقُ العذوبة
أيها الجبلُ الأشمْ
من أيّ عهدٍ وأنت تدفقُ
كلّ هذا الدمْ
كلُّ صباحٍ وهذه الشمسُ تشرقْ
على ذراك البهية
ومن لا يراك بكلٍّ هذا الوضوحْ
سيرى عنقهُ المذبوحْ
ميّتٌ هلاميُّ الخطى دون روحْ
أيها الجبلُ، كم من سفوحٍ وسفوحْ
جاءت إليك لتعلو.. وتستظل لتسمو
وتركن لتنمو
في ذراكَ العالية الشاهقة
يا سويداء قلب التاريخ والجغرافية
ومهما طغت الطغمةُ المارقة
فهي في أفول وذوبانْ
ولك البقاء على مرّ الزمانْ
لك البقاءُ والأمنُ والأمانْ
من أيِّ قبو مُظلمْ
جاء هؤلاء القتلة
لا شيء لهم ملهمْ
سوى الجريمة في وضح النهارْ
بوجودهم لم تعد الحياة محتملة
وحتى ضوء الشمس مُعتمْ
قتلوا الشيوخَ / النساءَ / الفتيةَ الصغارْ
والأطفالَ في أسرّتهم الآمنة
أيُّ عارٍ أيُّ عارْ
لوّث جبينْ عالم يدّعي الحضارة
اوكل لصهيون الادارة
إدارة النميمة والجريمة
يسيرونها "بالريموت"
عن مسافات قريبة وبعيدة
إلى أيِّ مزبلةٍ أمميّةٍ
تقوده أمريكا الخائنة اللئيمة
بكلّ مفرخاتها القديمة والجديدة
من داعشٍ العصابة غير المنظّمة
وداعش الكهنتة الدولة/ الدول الآثمة
عالمٌ فقد مساره.. وانهار جداره
على إنسانيّةِ شهيدة!
أيها الطغاة العابرون مهلا
مهما زرعتم أرضنا قتلا
لستم سوى مرحلةٍ عابرة
مهلاٍ أيها الطامعون مهلا
فكل الغزاة مرّوا من هنا
وأرضنا بقيت لنا عامرةٌ عامرة
كيف لا وهي الماجدة الصابرة
بكل تضاريسها الثائرة
جبلاً جبلا.. وسهلاً سهلا
أيها الجبلُ الأشمّ البهيُّ في علاكْ
ستظلّ سويداء قلب هذه الأمّة
وتظلُّ أدراجاً للعلا.. ذٌراكْ
والشهداءُ هم الصاعدونَ
والأحياءُ هم الصامدونَ
والأطفالُ هم الوارثونَ
ولا فضاءَ ولا مدارَ سوى بهاكْ
والملتقى في ذروةِ القمّة.