ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال الإسرائيلي افيغدور ليبرمان متخوفان من شن عملية عسكرية واسعة على قطاع غزة، لأنهم يدركون ان حرب جديدة قد تقود للجنة تحقيق أو إسقاطهم من الحكم ولهذا يفضلون إدارة الأزمة والقبول باستمرار اطلاق الصواريخ من غزة.
وقال المختص الإسرائيلي في شؤون الأمن والاستخبارات يوسي ملمان في الصحيفة :" هكذا يبدو وجه المفاوضات للتوصل لتهدئة، الجيش الإسرائيلي يطلق النار بالخطأ ويقتل عنصرين من حركة حماس، في المقابل تطلق عشرات الصواريخ من قطاع غزة على المستوطنات في غلاف غزة، والقبة الحديدية تسقط عدد قليل منها".
وتابع :"النتائج عدد من الإصابات في الجانب الإسرائيلي، وحتى الآن لم نتحدث عن استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة في ظل تواجد وفد حركة حماس في القاهرة لغاية إجراء المباحثات مع المخابرات المصرية، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة للتوصل لوقف إطلاق النار طويل الأمد يستمر لمدة خمس سنوات، مقابل رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وعمليات تأهيل واسعة طويلة المدى وقصيرة المدى لقطاع غزة والتي تشمل تزويد القطاع بالتيار الكهربائي بشكل مستمر، وإقامة ميناء بري وبحري في سيناء".
وأوضح، أن حركة حماس مستعدة في إطار وقف إطلاق النار لفتح مفاوضات حول قضية الأسرى الإسرائيليين في القطاع، وهي تطلب إطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين خاصة من ذوي الأحكام العالية.
وعن الجانب الإسرائيلي قال يوسي ملمان :" على عكس حركة حماس لا يوجد للحكومة الإسرائيلية استراتيجية واضحة، بل تكتيكات، ويوجد احتمالات لفصل قضية الأسرى عن قضية وقف إطلاق النار، إلا أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر منقسم على نفسه، ولا يريد حتى التوصل لقرار".
ومن الجهة الأخرى، نتنياهو واقع تحت ضغط عائلات هدار جولدن وشاؤول أرون وأبرها منغستو، حيث ترفض هذه العائلات أي اتفاق مع قطاع غزة دون عودة أبنائهم الأسرى من قطاع غزة، في المقابل يدرك نتنياهو أن عدم وجود حل سيصعب حياة المستوطنين في غلاف غزة.
وتابع الصحفي الإسرائيلي حديثه عن نتنياهو بالقول، من جهة نتنياهو يتخوف من أخذ دور القائد كما كان الأمر في صفقة شاليط ، وهو غير مستعد لدفع ثمن مرتفع، ومن الجهة الأخرى يتخوف من القول لعائلات الأسرى، وللجمهور الإسرائيلي أن المصلحة الإسرائيلية تقتضي التوصل لهدنة أو حل حتى بدون حل فور لقضية الأسرى والمفقودين، بل عليه القول بأنه لا خيار إلا الخروج لعملية عسكرية من أجل القضاء على "إرهاب الحرائق" ، وتخليص 100 مستوطن في غلاف غزة منه.
واختتم ملمان مقاله بالقول :حتى في موضوع العملية العسكرية على قطاع غزة هو متردد، فكل من رئيس الحكومة ووزير الأمن يدركون أن حرب قبيل الانتخابات قد تقود للجنة تحقيق، أو لفقدان الحكم، لذلك يفضلون إدارة الأزمة، واستمرار إطلاق القذائف، ورد سلاح الطيران الإسرائيلي، وهذا التردد لن يقود لتهدئة، بل لحرب في نهاية الأمر.