قال أحد كبار الأطباء النفسيين في الكلية الملكية البريطانية إنه يجب على الحكومة إصدار توجيهات تخبر الآباء بعدم إعطاء الهواتف الذكية لمن هم دون سن الحادية عشرة.
الهاتف الذكي بدءاً من الأول الثانوي فقط
وأضاف الدكتور جون غولدين، نائب رئيس كلية الأطفال والمراهقين في الكلية الملكية للأطباء النفسيين، إن النصيحة الرسمية بعدم إعطاء الهواتف الذكية حتى التحاق الأبناء بالعام الأول من المدرسة الثانوية على أفضل تقدير ستساعد الآباء على مقاومة تلبية مطالب أبنائهم، حسبما نقلت صحيفة The Telegraph عن الطبيب البريطاني.
وساعتين يومياً حد أقصى
كما حذر من أنه يجب ألا يقضي الأطفال أكثر من ساعتين يومياً في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل وجود أدلة تُشير إلى أن ذلك يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.
تأتي تعليقات الدكتور غولدين قبل صدور تقرير من قبل فريق عمل جامعي، الدكتور غولدين عضوٌ فيه، حول تأثير إفراط الأطفال في قضاء الوقت على الإنترنت وما يتعين القيام به حيال هذه المشكلة.
الهواتف الذكية تزيد الاكتئاب
وأشار إلى أن هناك علاقة بين ارتفاع معدلات حالات الإصابة بالاكتئاب -لا سيما بين الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و24 عاماً- وظهور الهواتف الذكية قبل عقد من الزمن. وقد زادت حدة بسبب التسلط عبر الإنترنت، والقضايا المتعلقة بصور الجسد، والمواد التي تشجع على إيذاء النفس واضطرابات الأكل وقلق الأطفال الناجم عن الشعور بالحاجة إلى أن يكونوا متصلين دائماً بالإنترنت خوفاً من فوات حدثٍ ما لا يُشاركون فيه.
«كل أصحابي عندهم هواتف ذكية!»
وقال الدكتور غولدين، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن، «غالباً ما يقول الأطفال لآبائهم إن ‘جميع أصدقائي [لديهم هواتف ذكية] وأنتم لا تسمحون لي بذلك'». وأردف قائلاً، «لا أعتقد أننا نستطيع أن نصدر تشريعاً من شأنه منع هذه الظاهرة، لكن هذه التوجيهات ستدعم الآباء عندما يجرون المحادثات مع أطفالهم الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 10 سنوات».
ونسب امتلاك الأطفال للهواتف الذكية كبيرة
ما يقرب من 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 11 سنوات لديهم هواتف ذكية، غير أن استطلاعاً للرأي شارك فيه 1,000 شخص من الآباء، أجرته مجموعة بريوري، وهي مزوّد لخدمات رعاية الصحة العقلية في المملكة المتحدة، وجد أن 67% من الآباء يؤيدون إصدار الحكومة لتشريع يُحدد السن المناسب لاستخدام الهواتف الذكية. وأيد أكثر من 4 من بين 10 أشخاص (44% من المشاركين في الاستطلاع) فرض حظر الحصول على هواتف ذكية على الأطفال دون سن 16 عاماً، حسب الصحيفة البريطانية.
اتفاق بين الآباء والأبناء
وقالت الدكتورة هايلي فان زونبرغ، وهي طبيبة نفسية للأطفال والمراهقين ومديرة طبية مساعدة في مجموعة Priory group، إنه على المدارس مساعدة الآباء على الوصول إلى اتفاق يوافقون من خلاله على عدم شراء الهواتف الذكية لأطفالهم، ربما حتى حصولهم على شهادة الثانوية العامة».
وأضافت، «وبذلك يُمكن للآباء أن يقولوا ‘لا’ للهواتف الذكية ومقاومة إلحاح أطفالهم».
من المتوقع أن يؤيد تقرير الكلية الملكية للأطباء النفسيين حملة «واجب الرعاية Duty of Care» التي تقودها صحيفة “ديلي تلغراف» حول إصدار تشريعات من أجل حماية الأطفال من الأضرار التي قد تلحق بهم بسبب الإنترنت، والدعوة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول تأثير التقنيات الجديدة على الصحة العقلية. وتقترح الصحيفة فرض قانون «واجب الرعاية» على الشركات.
التحقق من السن
قال الدكتور غولدين، «لا نعتقد أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بمراقبة نفسها بشكل مناسب. إذ يتمثل شاغلها الأكبر في الحصول على المزيد من المال والمعلنين. ولذا نحن ندعم إصدار المزيد من التشريعات في هذا النطاق.. وتعزيز إجراءات التحقق من السن بشكل أقوى باعتبار أن ذلك الحد الأدنى الممكن».
يعتقد الدكتور غولدين، استناداً إلى الدراسات وخبرته الخاصة، فهو أب لطفلين، أنه من المناسب أيضاً وضع حد لاستخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي لا يتعدى ساعتين يومياً. وقال إن قضاء «أكثر من ساعتين سيصبح مشكلة خطيرة».