لطالما أثبت الفلسطيني للعالم أجمع وفي كل زمانٍ ومكان أنه صاحب إرادة وعزيمة، ولا تثنيه الأساليب الوحشية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي بحقه، حيث صنع الحياة من أدوات الموت وأوجد الأمل من بين ثنايا الألم.
الفنان مجدي أبو طاقية "38 عامًا"، من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بدأ قبل بضعة أشهر في الاهتمام بفن المصغرات، وذلك تنميةً لهواية تشكيل التحف الفنية التي بدأها منذ الصغِر، ولطالما اهتمت والدته بفنّه وشجعته على الاستمرار.
وقال أبو طاقية لمراسل وكالة "خبر": إنني "اكتشفت موهبتي قبل عشرين عاماً، كنتُ أتخيّل الأشكال بعد نحتها على الحجارة، وأصنع سلاسل من الرصاص الصغير، وخريطة فلسطين من الحجر".
وتابع أبو طاقية: "المصغرات هي مجسمات صغيرة جداً قد تكون بحجم الإصبع أو أقل، وتحتاج إلى مهارة ودقة عالية في التصنيع وليس إلى الدراسة، وهي وسيلة لإيصال الرسالة الفلسطينية الواضحة بأسلوب حديث".
وأشار إلى أنه يجمع الرصاصات من كل مكان أينما استطاع إيجاده، قائلًا: "في بداية تجربتي، كانت لدي رصاصة قديمة جداً، وحين بدأ بنحتها، انفجرت لتسبب له جرحاً كبيراً في أصابع يديه".
عشاق حياة
من جانبه، قال أحمد أبو عطايا من سكان حي الشيخ رضوان بمدينة غزة: " كنا نذهب إلى المناطق الحدودية للمطالبة بحق العودة، إلا أننا قوبلنا بالرصاص الحي والمتفجر وقنابل الغاز المسيل للدموع، ومن هنا بدأت في تجميع القنابل التي يُلقيها الجنود بها كذكرى في بادئ الأمر".
وذكر الخمسيني أبو عطايا: " بدأت بتشكيل السبح وقواوير الزراعة والعكاكيز واصطحابها للحدود لتوجيه رسالة لجنود الاحتلال وللعالم أننا عشاق حياة، ووجدت أن الفكرة لاقت استحسان الناس وصاروا يطلبونها مني للاحتفاظ بها، حتى جمعت حوالي 4000 قنبلة غاز بأشكالها المختلفة".
ونوه إلى أن "السبحة الواحدة تحتوي على 33 قنبلة غاز خالية من السموم ومنظفة جيدًا وموضوعة بداخل سلك من الكهرباء، ولها عنق من الصوف" وبرغم أنها تؤثر على صحته إلا أن يصر على صنعها تخليدًا لذكرى قمع الاحتلال للفلسطينيين في غزة، غير أنه يطمح إلى عرضها في متاحف عالمية.