لم يكتمل عامها الثاني عندما خرجت من بيتها كالمعتاد لتجلس أمام باب البيت على رمل الشارع تلعب مع أغلىٰ ما لديها تلك الدمية الجميلة وهي على شكل عروسة بكامل زينتها وثوبها الابيض وطرحة التُل التي تُغطي الجزء الخلفي من شعرها الذي تتدلىٰ خُصلاتٍ منه على جبينها ..
تتحدث ( عصفورة ) مع دميتها وتُمازحها وتحاول تسريح شعرها وإطعامها شيئ من تلك اللقمة التي أصطحبتها معها لتاكلها مع دميتها في الشارع .. تحدثت ( عصفورة ) لدميتها عن حلمها وأمنيتها بأن تلد والدتها أخاً يشاركها اللعب وان والدتها سبق وان أخبرتها بأنها حامل بمولود ذكر وخلال عدة أيام سياتي المولود من السماء من عند ربنا .
كان صوت دوي يرتفع فى السماء وكلما إزدادت قوته أصبحت ( عصفورة ) أكثر قناعة بأن هذا الدوي هو صوت الملائكة وأن الله سيرسل أخاها المولود المنتظر مع الملائكة القادمين من السماء ، تبسمت ( عصفورة ) واطلقت ضحكتها الطفولية وهي تُخاطب دميتها ،إستعدي يا لولو لإستقبال أخي .
وما أن أنهت كلماتها وإذا بمن ظنته هديه الرب من السماء ( أخيها ) يستقر بين ذرعيها ، فاحتضنته وقبلته وما أن بدأت بمخاطبتة مشتا .... قة ، وإذ بإنفجارٍ كبيرٍ هز المكان ..
دُمرَ المنزل وكل محتوياته .
تطايرت أشلاء عصفورة ودميتها وتعانقت في الفضاء وتلاقت مع أشلاء أخرىٰ أخبرتها بأنها أشلاء أمها وأخيها الجنين ، ضحكت وهي تلوح بطرحة دميتها المصنوعة من التُل وتسأل العالم بأيَّ ذنبٍ نُقتَل نحن الأطفال ؟
د. عز الدين حسين أبو صفية