توعد الملك الأردني عبد الله الثاني من سماهم الخوارج، وذلك في أعقاب إحباط الحكومة ما وصفته "بمخطط إرهابي كبير" كان يستهدف المملكة، بعد عملية أمنية بمدينة السلط (وسط البلاد) انتهت بمصرع واعتقال أفراد خلية مسلحة ومقتل أربعة عناصر من قوات الأمن التي لا تزال تواصل التحقيقات والتحريات في الحادث.
وترأس الملك عبد الله الثاني اليوم اجتماعا لمجلس الأمن الوطني وتعهد بمحاسبة المتورطين في عملية السلط (ثلاثين كيلومترا شمال غرب عمان). وقال في بيان من القصر "سنحاسب كل من سولت له نفسه المساس بأمن الأردن وسلامة مواطنيه، وسنقاتل الخوارج ونضربهم بلا رحمة وبكل قوة وحزم".
تحقيق مستمر
في غضون ذلك، قال مصدر أردني مسؤول إن قوات الأمن تحقق في ما إذا كان المسلحون أعضاء في شبكة أوسع نطاقًا لخلية نائمة من المتطرفين الإسلاميين قد تكون خططت لشن سلسلة من الهجمات.
وأفاد مراسل الجزيرة تامر الصمادي -نقلا عن تسريبات من مصادر أمنية- بأن التحريات تسير في فرضية تورط تنظيم الدولة الإسلامية في العملية.
وشكل رئيس الوزراء عمر الرزاز مجموعة أزمة من كبار المسؤولين الأمنيين والحكوميين لتنسيق العملية الأمنية واسعة النطاق التي شملت نشر المئات من قوات الأمن.
مخطط إرهابي
وقالت الحكومة الأردنية على لسان وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدثة باسم الحكومة جمانة غنيمات إنها أحبطت "مخططا إرهابيا كبيرا"، و"تم العثور على جثث ثلاثة إرهابيين" تحت أنقاض المبنى الذي تحصن فيه المسلحون في مدينة السلط.
وأضافت في بيان اليوم الأحد أن عدد "الإرهابيين" الذين جرى اعتقالهم ارتفع من ثلاثة إلى خمسة، مشيرة إلى استمرار عمليات التمشيط في المنطقة التي جرت فيها المواجهات.
وكانت قوات الأمن الأردنية داهمت مساء أمس عمارة سكنية في مدينة السلط، وبعد تبادل إطلاق النار مع عناصر الأمن قام المسلحون بتفجير عبوات ناسفة، مما أدى إلى انهيارها بشكل شبه كامل، وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة من قوات الأمن وتوفي رابع متأثرا بجراحه صباح اليوم، كما أصيب عشرون آخرون، بينهم مدنيون.
وتوصلت الأجهزة الأمنية الأردنية إلى مكان المسلحين بعد التفجير الذي استهدف الجمعة دورية أمنية في منطقة الفحيص (12 كيلومترا شمال العاصمة عمان)، وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة ستة آخرين كانوا في دورية مكلفة بحماية مهرجان فني.
في الأثناء، نقل موقع "هلا أخبار" الأردني عن مصادر وصفها بالخاصة، أن أفراد الخلية المسلحة أردنيون، وخططوا لمهاجمة مقرات أمنية ومؤسسات مهمة ودوريات أمنية.
وأضاف الموقع -الذي قالت وكالة أسوشيتد برس إنه مرتبط بالمؤسسة العسكرية الأردنية- أن الخمسة الذين تم اعتقالهم هم العناصر الرئيسية في الخلية، مشيرة إلى أن بعضهم حاول الهرب من البناية التي استهدفتها العملية الأمنية في مدينة السلط.
يشار إلى أن الأردن شهد عدة هجمات تبنى بعضها تنظيم الدولة الإسلامية، على غرار هجوم الكرك أواخر عام 2016، كما أعلنت السلطات في يناير/كانون الثاني الماضي إحباط مخطط للتنظيم.