نظمت حركة "فتح" في مخيم عين الحلوة في الجمهورية اللبنانية، اليوم الاربعاء، وقفة تضامنية دعماً للشرعية الفلسطينية المتمثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وللتأكيد على التمسّك بالوحدة الوطنية في مواجهة صفقة القرن، وبالثوابت الوطنية وعلى رأسها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين.
وشارك في الفعالية قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل المنظمة في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، واعضاء اقليم فتح في لبنان، وممثلو الاتحادات الشعبية، والمكاتب الحركية، وحشد كبير من ابناء المخيم.
وقال اليوسف إن انعقاد المجلس المركزي ضرورة وطنية تستدعي المواجهة، والتأكيد على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا بقيادة الرئيس محمود عبّاس، مُشيرًا إلى أن الضغوط الهائلة التي يتعرَّض لها الرئيس، تأتي بسبب تمسكه بالثوابت الوطنية، وحقوق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال.
وأكد اليوسف ان الاهتمام والرعاية التي توليهما القيادة الفلسطينية لقطاع غزة وما يقدمه الرئيس محمود عباس لأهلنا في القطاع، وتأمين الكهرباء، والدواء، وإنشاء محطّات لتحلية المياه وغيرها من الخدمات، لافتاً إلى أن ما تقوم به حماس اليوم يساعد في تنفيذ صفقة القرن ويضعف الموقف الفلسطيني.
وشدد على أنه لا يوجد شيء اسمه طرفَا الانقسام، بل هو انقلاب عسكري من قبل حركة "حماس" على قطاع غزة وعلى الشرعية، مشيراً إلى أن حماس هي من يتهرب من المصالحة ويلجأ للخداع.
ودعا اليوسف فصائل المنظمة بان يكون موقفها أكثر وضوحًا، مؤكداً انه لا يجوز أن تبقى حركة "فتح" الرائدة وحامية القرار الفلسطيني المستقل وحدها تدافع عن منظمة التحرير.
وأعرب عن رفضه للبيانات المشبوهة التي صدرت عن أحد الفصائل الفلسطينية، التي تهدف إلى زعزعة الثقة بالقيادة الشرعية وإضعاف الموقف الفلسطيني.
بدوره، قال أمين سر حركة "فتح" وفصائل المنظمة في منطقة صيدا: "ما من عاقل يعنيه بقاء شعلة الكفاح والنضال عالية ومضيئة، إلّا وقدَّم التحية لرجل المرحلة وقائدها الرئيس محمود عبّاس، ولأنَّ القادة والزعماء في هذا الزمن قلة، حيث تتعرض المنطقة إلى زلزال على كل الأصعدة بإعادة تشكيل التحالفات والاصطفافات والمواقع، ولا نجد إلّا السيد الرئيس محمود عباس الذي يُدير الدفّة السياسية عكس المهزومين الذين يضعون رؤوسهم في الرمال، هم يحقدون على الرئيس محمود عباس لأنه يعبر عن النزاهة والصلابة والشجاعة وصدق الخطاب السياسي الوطني والإنساني، ولأنَّ قلبهم لا ينبض إلّا بالحقد والحسد.. وشتّان ما بين الجبن والشجاعة.. وما بين الوطنية والخيانة."
وأضاف: "الفرق بين الرئيس أبو مازن والآخرين حول مفهوم الوطنية والمواطنة، ومفهوم أبناء البلد، فأبناء المشروع الآخر ينطلقون من كون الشعب حطب مشروع والجغرافيا بؤرة من مشروع، فيما مشروع الرئيس محمود عبّاس ينطلق من شراكة مع الشعب وترسيخ الأُسس التي ينهض عليها وهي قيمه المتوازية بين الشعب والجغرافيا، حيث ينسجم ومصلحة الشعب والقضية معا، ومن التناغم بين قيادة المقاومة الشعبية مع القيادة الفلسطينية، حيث يتعرّى اللاهثون وراء الأجندات الإقليمية".
وتابع: "لقد نجحت يا سيادة الرئيس أبو مازن ومعك القيادة الشرعية التي تقف على رأسها في بناء الجدار الدولي دبلوماسياً وقانونياً وسياسياً ومقاومة شعبية بتأييد علني من مجلس الأمن والجمعية العامّة ومجلس حقوق الإنسان وفي مجال المقاطعة الأُمميّة."
ولفت شبايطة إلى أنَّ حركة حماس تتهرب من المصالحة وتلجأ للخداع، مؤكداً ان العدو هو العدو، وبقية القوى المحرضة لا تستطيع أن تعطيكم ما تعطيه الشرعية لكم.
وشدد على أن بناء النظام السياسي الواحد يتطلّب شرعية واحدة وعلماً واحداً ورئيساً واحداً"، داعياً حماس أن يتخلوا عن لطخاتهم الوراثية، ويؤمنوا أن فلسطين لا ينفع معها سوى أن تكون أولاً مع فلسطين.
ودعا شبايطة إلى إتمام الوحدة الوطنية الفلسطينية والمصالحة الحقيقة لأنَّها تعني التحرر من عقدة الاستعلاء والاستكبار والتخوين والتكفير والتحرُّر من عقلية الانقلاب والسيطرة على السلطة بقوة السلاح.
وأكد أن المجلس المركزي الفلسطيني ستكون أمامه جملة من التحديات وخاصّة بعد قرار القومية العنصري بالإضافة إلى ملف القدس واللاجئين ومحاولات تصفية "الأونروا" وتغيير وجهة الصراع من جذورها سياسيًّا، لافتاً الى ان انعقاد دورة المجلس المركزي الفلسطيني تأتي قبل انعقاد الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ومحطّة أُمميّة داعمة لموقف القيادة بزخم وطني يساعدها في الدفاع عن الحقوق والمصالح والوطنية والفلسطينية.