تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحويل معسكر جيش الاحتلال المعروف بإسم (روش هبكعا) المقام على أراضي المواطنين في محافظة طوباس، إلى مستوطنة بإسم " بترونوت"، ومنح تراخيص بناء فيها.
وقال مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية إن هذا المخطط يهدف إلى تحويل استخدامات الأرض من منطقة زراعية إلى "منطقة مؤسسات عامة للتربية، ومنشآت هندسية، ومساحة عامة ومناطق مفتوحة وطرق".
وأضاف أن مخططاً تفصيلياً أظهر بأن عدداً من المباني والمنشآت القائمة داخل المعسكر سيتم هدمها وإزالتها لإعادة تنظيمها داخل منطقة التخطيط الجديدة.
ويعود تاريخ اقامة هذا المعسكر إلى عام 1956م حين أستملك الجيش العربي الأردني قطعة ارض تقدر مساحتها بحوالي (45 دونماً) في المنطقة المعروفة باسم " الشويعر" وأنشأ معسكرا عليها لحماية المنطقة، حيث أن المنطقة المقام عليها المعسكر لا تبعد سوى كيلومتر واحد تقريبا عن مجرى نهر الأردن، وتعتبر منطقة ذات بعد استراتيجي مميز، وكانت الأراضي المستملكة تعود لمزارعين من عائلة دراغمه من طوباس، وكانت تستغل في الزراعات الحقلية سابقا.
وبعد احتلال الضفة الغربية في العام 1967م، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على معسكر "الشويعر" وأطلق عليه اسم "روش هبكعا"، وكان المعسكر نقطة إنطلاق للتنكيل بسكان المنطقة الفلسطينيين، ونقطة انطلاق نحو تنفيذ هدم المساكن والمنشآت الزراعية للمواطنين في الأغوار، والتضييق عليهم. وفي العام 1982م أصبح المعسكر مقرا للمخابرات الإسرائيلية ومركزا للتحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين حتى العام 1993م حيث انسحب جيش الاحتلال منه.
وفي العام 2015م، بدأت مجموعات من المستوطنين بالعودة إلى المعسكر وقامت بتشكيل نواة لبؤرة استعمارية جديدة، ووضعت نحو 13 منزلا متنقلا على ارض المعسكر، وأقاموا مطعما سياحيا فيها، وتم تشكيل بؤرة استيطانية جديدة أطلق عليها اسم "بترونوت"، وقامت حكومة الاحتلال بالاعتراف بهذه البؤرة مطلع العام 2017م، وتم إدراجها ضمن المستعمرات والبؤر الاستعمارية المقامة على أراضي الأغوار التي تحتاج إلى تطوير وتنفيذ بنية تحتية فيها، في حين قام ما يسمى بمجلس المستعمرات في غور الأردن بدعم عملية البناء فيها، وتم إقامة مدرسة دينية فيها منتصف العام 2017، وعدد من الدفيئات الزراعية، كما توجد فيها نقطة عسكرية لجيش الاحتلال لحراسة ومراقبة المكان.
وقال مركز ابحاث الاراضي في تقريره، إن عملية تحويل أرض معسكر عربي قديم إلى مستعمرة إسرائيلية يعتبر اعتداءً على القانون الدولي، "فالمواقع العسكرية لا يجوز أن تستخدم إلا لنفس الغرض، أو أن تتم إعادة الأرض إلى أصحابها الأصليين"، أما أن يتم تحويلها لمستعمرة ليهود غرباء وتوسعتها لأضعاف مساحتها الأصلية، فهذا إجراء عدواني يهدف إلى التضييق على أصحاب الأراضي الفلسطينية المجاورين، وزرع مستعمرات إسرائيلية عسكرية في المنطقة بالغة الحساسية في هذا الموقع.
واشار إلى أن هذه الخطوة تعتبر أيضا جزءا من مخططات حكومة الاحتلال لإنشاء سلسلة مستعمرات عسكرية قبالة نهر الأردن وفي الأغوار الفلسطينية، بعد أعلنت عن إقامة ثلاث مستعمرات في المنطقة تحت أسماء "سلعيت" ، "جفعات عيدن"، بالإضافة إلى مستعمرة "بترونوت".