نظم عدد من الفنانين التشكيليين وقفة احتجاجية ومعرض فني على أنقاض وركام مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم، ضم عشرات اللوحات في رسالة احتجاج اثر القصف البربري.
وعرضوا لوحاتهم وأعمالهم الفنية على أنقاض الدمار الذي خلفته صواريخ الاحتلال، وذلك للتعبير عن التضامن مع مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم والتي تعرضت للتدمير الكلي جراء قصف الاحتلال للمبنى وتدميره بشكل كامل.
ووسط الدمار والركام تناثرت لوحات واعمال الفنانين المشاركين الذين جاءوا مصطحبين أعمالهم الفنية للتعبير عن غضبهم وسخطهم لما تعرض له مبنى المؤسسة، في رسالة أراد من خلالها الفنانون التأكيد على قدسية الفن والتراث ودوره الثقافي والتنويري في بناء المجتمع الفلسطيني.
وطالب الفنانون جهات الاختصاص كافة بضرورة العمل على إعادة بناء المؤسسة التي ساهمت بشكل جلي في دعم المشهد الثقافي الفلسطيني المعاصر على اختلاف تنوعه سواء كان في توفير قاعات العرض الفنية أو العروض المسرحية والسينمائية والنشاطات الأدبية والثقافية كرسالة تنويرية ثقافية.
الفنان التشكيلي محمد جبر أكد ان المكان يحمل للفنانين التشكيليين ذكريات بأعمارهم الفنية وأماني وأحلام تحقق جزءا منها في هذا المكان، خاصة انها واحدة من أهم المساحات والفضاءات الفنية التي تعرض أعمال الفنانين المشاركين بالمهرجانات والمعارض التي تم تنظيمها في قاعات مؤسسة المسحال.
وأشار الفنان التشكيلي غانم الدن" وجودنا اليوم وحضورنا للمشاركة في هذا المعرض على انقاض وركام مؤسسة المسحال لهو صرخة في وجه المحتل الذي استهدف بطائراته وصواريخه هذا الصرح الثقافي واننا نشارك اليوم لنؤكد اننا سنستمر ولن تغتال ابداعتنا وثقافتنا وسنواصل مطالبتنا دوما باعدا بناء المكان من جديد لنعيد عرض اعمالنا ولوحاتنا كفنانين."
وأكد أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون أن لمؤسسة سعيد المسحال دور طليعي تنويري لعبه هذا الصرح الذي يضم مسرحا وقاعات للمؤتمرات والمعارض التشكيلية، وحاضن لعدد من الانشطة مثل فرقة العنقاء للفلكلور وقصر الثقافة ومركز غزة للثقافة والفنون، مشيرا أنه ساهم بشكل واضح في إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني، مؤكداً أن الاستهداف الإسرائيلي للقطاع الثقافي ما جاء إلا نتيجة لتمكنهم ونجاحهم في الحفاظ على الهوية الثقافية وتعرية الاحتلال أمام العالم أجمع.
وأشاد سحويل بمبادرة الفنانين التشكيليين وقال إن هذا يدلل على الدور الحقيقي والفاعل للشباب في عملية البناء والتغيير المجتمعي، موضحاً بأن مركز غزة للثقافة والفنون وعبر برامجه ومشاريعه الهادفة تعنى بتفعيل دور الشباب وهو فضاء مفتوح لقطاعات الثقافة المختلفة .
وقال يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية إن الجريمة البربرية التي ارتكبها الاحتلال بقصفه مؤسسة المسحال الثقافية امتداد لمسلسل جرائم الاحتلال وانتهاكه المتواصل للقانون الدولي والانساني بحق المروث الثقافي الفلسطيني خاصة انه سبق واستهدف مسرح الهلال الاحمر والمكتبة الوطنية وقرية الحرف والفنون .
وأضاف درويش" المشاركة المتواصلة لكافة قطاعات شعبنا من مثقفين وفنانين تأكيد على أهمية الفعل الثقافي والفني الذي لعبته مؤسسة المسحال، ودورها الرائد في ايصال رسالة المثقف الفلسطيني من خلال العمل الابداعي الثقافي لكل العالم للحفاظ على هويتنا وتراثنا" .
وأكد أن مشاركة الكتاب والمثقفين والشعراء والفنانين، إنما هو رفض للعملية الإسرائيلية المتعمدة التي أكدوا أنها تستهدف الثقافة وحالات التنوير، خاصة وأن هذا المركز يستضيف العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، وفيه قاعة كبيرة للمسرح، وقاعات أخرى تستغل لغرض أعمال سينمائية ومعارض فنية تشكيلية ومؤتمرات وندوات.