قالت مؤسسة القدس الدولية، إن السب وراء وصف جريمة إحراق الأقصى قبل 49 عامًا بالأكبر والأخطر، يعود إلى أنّ الخطر الذي تهدّد المسجد حينها كان ماديًا وملموسًا كونه حريقًا تصاعدت فيه ألسنة اللهب وكادت تأتي على المسجد كلّه".
جاء ذلك في ورقة معلومة صادرة عن المؤسسة، في الذكرى الـ 49 على إحراق المسجد الأقصى المبارك على يد الصهيوني مايكل دينيس بالتواطؤ من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، توضح تطور مشروع تهويد المسجد وتطوّرت المواقف تجاهه.
وبيّنت ورقة المعلومات أن تنامي الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى ليس بسبب التبنّي الرّسمي المتنامي لخطاب "المعبد" وحسب، وإن كان هذا هو العامل الأهم والأكثر تأثيرًا، ولكن بسبب الموقف العربي والإسلامي المنحدر نحو التّطبيع مع الاحتلال سعيًا وراء سراب "السّلام الاقتصادي"، وغياب الموقف الحازم من هذه الاعتداءات التي باتت أقرب إلى ممارسات اعتياديّة ألفها أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي.
واعتبرت أن وصول دونالد ترمب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة والفريق الذي اختاره لإدارة الملف الفلسطيني شكّل دفعة إضافية لتصعيد الاعتداءات على المسجد في ظلّ اصطفاف أمريكي واضح مع الاحتلال وتبنّي "الدفاع" عنه في المحافل الدّولية.
وأكدت أن عدد الاقتحامات يرتفع عامًا بعد عام، ويتضاعف مقارنة بما كان عليه في الأعوام السابقة، حيث وصلت الزيادة عام 2017 إلى 75% مقارنة بعام 2009، وفق أرقام منظمة "يرائيه لتشجيع الصعود إلى جبل المعبد".
ولفتت إلى أنه قد أثّر في زيادة الاقتحامات سياسات جديدة أدخلها كبار المسؤولين في شرطة الاحتلال بمن فيهم القائد العام لشرطة الاحتلال روني الشيخ، وقائد شرطة في القدس ويورام هليفي، بالإضافة إلى وزير الأمن في حكومة الاحتلال جلعاد أردان، لتخفيف القيود المفروضة على اليهود الذين يقتحمون الأقصى.
ومن تلك الإجراءات إلغاء الشرطة القيود المفروضة على المجموعات التي تقتحم الأقصى من حيث العدد الذي تتضمنه كل مجموعة بعدما كانت تشترط حدًا أقصى لا يتجاوز 15 عنصرًا في المجموعة الواحدة، فيما لا تزال الشرطة تمنع الاقتحامات الفرديّة، أي الاقتحامات خارج مجموعات منظّمة، ومن دون مرافقة عناصر من شرطة الاحتلال.
وأظهرت الورقة أرقام نشرتها منظمة "يرائيه" تبين أنّ عدد الاقتحامات في الأشهر الستة الأولى من السنة العبرية الحالية بلغ ما يقارب 12,135 مقارنة بـ 8,229 في الفترة ذاتها من العام العبري الماضي.
واعتبرت أن الزيادة في الاقتحامات كانت ملحوظة فيما يسمى "ذكرى خراب المعبد"، إذ وصلت الاقتحامات في 29/7/2018 إلى حوالي 1440 مقتحمًا مقارنة بـ 1293 في اليوم ذاته عام 2017، و400 عام 2016، و300 عام 2015.
وأشارت إلى أنه في 3/8/2018، أعلن نتنياهو السماح بعودة الاقتحامات السياسية التي تمّ حظرها في تشرين أول/أكتوبر 2015 عقب اندلاع انتفاضة القدس، وقد اقتحم الأقصى على مدى يومين كلّ من أوري أرئيل، وشارين هسكل، ويهودا غليك وشولي موعلم وأمير أوهانا، وهم أعضاء كنيست من حزبي "الليكود" و"البيت اليهودي".
وأضافت أن "هذه المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم هسكل بالاقتحامات، ما يعطي مؤشرًا على توسّع الاقتحامات السياسية".
وأكدت الورقة تصعّيد الاحتلال من وتيرة اعتداءاته على المنطقة الشرقية للأقصى، لا سيّما على مقبرة باب الرحمة الملاصقة لباب الرحمة في السور الشرقي من المسجد.
ويسعى الاحتلال إلى تحويل المقبرة إلى حديقة تلمودية يسهل على المستوطنين التجوّل فيها تمهيدًا للوصول إلى الساحات الشرقية من الأقصى ضمن مخطط التقسيم المكاني للمسجد.
وأوضحت ورقة المعلومات أن اعتداءات الاحتلال على المقبرة شملت تخريب تلة باب الرحمة عبر اقتلاع أشجار الزيتون وتخريب المقاعد الحجرية والدرج في المنطقة، في حزيران/يونيو 2018، وذلك بعد قيام مئات من المصلين أواخر شهر رمضان، بإعمار منطقة باب الرحمة وتحسينها وتجميلها.
وفي أيار/مايو 2018، نفذت طواقم ما تسمى "سلطة الطبيعة الإسرائيلية" أعمال حفر ونبش وتثبيت الأسوار الحديدية في مقبرة باب الرحمة، فيما نجح الأهالي بإزالة أجزاء من الأسوار الحديديّة التي ثُبتت حول أجزاء من القبور.