اقتداء بسنة المصطفى

اليوم: يتوافد الحجاج إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية

مشعر منى.jpg
حجم الخط

يتوافد حجاج بيت الله الحرام اليوم الأحد، الموافق ثامن ذي الحجة، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، محرمين على اختلاف نسكهم - متمتعين وقارنين ومفردين - إلى صعيد منى اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ويستعد ضيوف الرحمان للتوجه اليوم إلى منى، وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها الجهات المعنية بشؤون الحج في السعودية "لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة".

وزارة الحج والعمرة السعودية، في وقت سابق، أنها أنهت ترتيبات قدوم نحو مليوني حاج وحاجة من أكثر من 80 دولة.

وأعدت قيادة أمن الحج السعودية خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى، إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى.

وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمكة المكرمة، أن الجهات المعنية جاهزة لتصعيد الحجاج اليوم  إلى منى، وهي "على أهبة الاستعداد لتنفيذ مهامها لتسهيل حركة حجاج بيت الله الحرام وتنقلهم بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وعلى شبكة الطرق التي تؤدي إلى المشاعر المقدسة والطرق داخل المشاعر".

وقال إن "المهمة تقتضي في الثامن من ذي الحجة تمكين أكثر من مليوني حاج للتحرك من مكة المكرمة إلى منى، والتوجه في التاسع إلى مشعر عرفات للوقوف بعرفة، ثم النفرة إلى مزدلفة والعودة إلى مشعر منى".

وأوضح أن تلك العملية تستغرق حوالي 48 ساعة من فجر اليوم الثامن حتى فجر اليوم العاشر،

ويتم خلالها انتقال الحجاج من مكة إلى المشاعر، ثم الوقوف بعرفة ثم النفرة بعد مغرب التاسع من ذي الحجة والعودة إلى مشعر مزدلفة، ثم منى، وتبدأ عمليات رمي الجمرات وأداء طواف الإفاضة.

لماذا سمي يوم التروية ؟

هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، ويذهب فيه الحجاج إلى منى للمبيت فيها؛ استعدادا لصعود جبل عرفة، كما أنه أحد الأيام العشر من ذي الحجة التي لها مكانة عند المسلمين، ولكن لماذا سمّي بيوم التروية؟

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه سُمي يوم التروية بهذا الاسم؛ لأن الحجاج كانوا يرتون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام.

وقال العلامة «البابرتي» في «العناية شرح الهداية» وَقِيلَ: «إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى».

وأضافت دار الافتاء: "وقيل إنه سمي بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام".

وقال العلامة «العيني» في «البناية شرح الهداية»، إنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: «إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك»، فلما أصبح رؤي، أي افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروي.