الكاتب: هادي زاهر
ها هو في كلّ عامٍ يأتي من جديدْ
والطقوسُ ما زالت هي الطقوسْ
وهل النفوس مازالت هي النفوسْ
أم كلُّ شيءٍ تغيّر وتبدّلْ
وهل خيارنا الأول مازال هو الأولْ
وهل النشيدُ مازال هو النشيدْ
سبحان من قَلَبَ الأشياءْ
رأساً على عقبْ
من المحيط إلى الخليجْ
في كلّ بلاد العربْ
وما عاد البهيجُ هو البهيجْ
وكأن اختفت من الشفاه
ترنيمةُ الأخوة الأحباءْ
"عيدٌ سعيد.. عيدّ سعيدْ" "
وسعيدٌ يحاول مع الأخوة الأعداءْ
أن يعيد المحبّة والصفاءْ
ولكن.. على الحواجزْ
أوقفوا ساعي البريدْ
ولم تصل لأصحابها الرسائلْ
واختلط الحابلُ بالنابلْ
وأصبح سعيدُ العاجزْ
شريداً بين القبائلْ
والأرضُ تحت خطاه تميدْ!
***************************
بأيّة حالةٍ عدت يا عيدُ إلينا
فرحٌ لنا أم غضبٌ علينا
أنتَ ما زلت كما أنجبتك العقيدة
ونحن من تغيّرْ وتبدٌل وتحوّرْ
تُهنا في براري بعيدة
وفقدنا مشاعرنا النبيلة
وجفّ عشبُ أرواحنا الأخضرْ
ذبلنا كوردةٍ قتيلة
لا عبقٍ ولا بذور فيها
وما زال الوهمُ يعتريها
لا صلةً لها في هذا الترابْ
وفي حضوركَ ياعيد.. الكلّ غابْ
نهربُ منكَ سوّاح في بلاد الإغترابْ
والأصلٌ أن نكون ْ
في مسقط الروحِ والبدنْ
كما الجذرِ الحنونْ
في ترابِ هذا الوطنْ
وما العيد.. سوى لمّةِ الأهلِ
وتشهّق هذا الهواء على مهلِ
هنا العذوبةُ والخصوبةْ
ومن سوانا منْ يأخذُ في العيد من بلادهِ إجازة
ويتركها ليتوه في دروبه
كمن يبحثُ عن فرحٍ في جنازة !
*****************************
من ها هنا ابدأ نهاركْ
وقل: أضحى مباركْ
لكلّ الأهل الطيبينْ
وليكنْ أول مشواركْ
لمعايدة جاركْ
وقلْ: أضحى مباركْ
لكلّ من تلقاهُ في الطريقْ
قلها لشرفات البيوتْ
لأشجار الحقولْ
لسنابل القمح في السهولْ
لرف الحمام على القرميدْ
للطيور المغردة في الصباحْ
لكل ريشةٍ في الجناحْ
قلْ: عيدٌ سعيدْ
يا أيها الوطنُ القريب البعيدْ
أنتَ العيد حين تحتضن الشهيدْ
وحين تضمّنا في حضنك الوسيع المديدْ
أنت أبانا.. أنت أمّنا
ولا عيد لنا إلّا هنا.. وهنا تسمو بنا
وتعلو بنا
وأنت على شفاه العاشقينْ نشيدُ الأناشيدْ