لا تؤثر مضادات الاكتئاب على شذوذ السلوكيات البشرية فقط، بل إن بحثا جديدا أثبت أن هذه الأدوية تنعكس سلبا على سلوكيات الحيوانات البرية والبحرية على حد سواء.
ووجد البحث أن الزرزوريات الإناث التي حصلت على غذاء يحتوي على هذه المضادات كانت أقل "جاذبية للذكور"، ونتيجة لذلك فإنها كانت أقل عرضة للتزاوج، وهذا ما كشفه آخر بحث يسلط الضوء على الأضرار المحتملة للأدوية التي نطلقها في البيئة المحيطة.
ومثل العديد من الأدوية التي نستهلكها، فإن مضادات الاكتئاب لا تتحلل بالكامل في أجسادنا فتخرج بعض تركيباتها من خلال البول، حيث تجد طريقها إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي، والتي بدورها لا تملك مرافق قادرة على تحليل الأدوية بشكل كامل، فتدخل بعد ذلك إلى الأنهار ومصبات المياه، وتتداخل مع الحياة البرية.
ومع ارتفاع عدد الشباب والشيوخ الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، والزيادات السريعة في وصف مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق، فإن مشاكل تلوث المياه هذه ستزداد سوءا.
وتوصل الباحثون إلى أن لتلوث المياه آثارا على سلوك الحيوانات، حيث يمكن للمواد الكيميائية أن تجعل الحيوانات عنيفة، وتؤثر على قدرتها على الشم ورد الفعل على المنبهات مثل الضوء، مع العلم أن سلوك الحيوان شديد الحساسية تجاه محيطه.
واعتمد العلماء خلال هذا البحث على عدد من التقنيات مثل تتبع حركة الحيتان الزرقاء العملاقة والسلاحف وهجرة الطيور، عن طريق الأقمار الاصطناعية بواسطة نظام تحديد المواقع GPS، بالاضافة إلى اعتماد عينات من أنسجة الحيوانات التي تعطي بعض التفاصيل حول السلوك غير الطبيعي للحيوانات البرية والبحرية.
المصدر: إنديبندنت