يعتبر الزي المدرسي من أكثر أنواع الملابس التزامًا، حيث إنه يوحِّد جميع الطَّبقات في المجتمع، ويُلغي الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، ويؤسس الطلبة منذ صغرهم على فكرة عدم التعالي على الآخرين.
عائلات كثيرة رغم اختلاف مظاهر حياتها، تعتبر الزي المدرسي الحل الأمثل للتربية الصحيحة وتخفيف التكلفة المالية، فيما آخرين يعتقدون أن عدم الالتزام بالزي المدرسي يعتبر وجهًا من أوجه الحرية والتحضُّر.
ولوحظ خلال السنوات الأخيرة انتشار أزياء مدرسية تابعة لمدارس وكالة الغوث "الأونروا" والحكومية أيضاً، وقد وضع عليها خطوط من التراث الفلسطيني "التطريز الفلاحي" بشكلٍ مبالغٍ فيه، الأمر الذي قد يؤدي إلى رفض بعض المدارس لمثل هذه الموديلات.
وبالحديث عن وجهات نظر أولياء الأمور من الأمهات في قطاع غزة، عن موضوع الزي المدرسي استعرضت وكالة "خبر" الفلسطينية عددًا من هذه الآراء، حيث إن معظم الأمهات وافقن على ضرورة التزام الطلبة بالزي المدرسي الموحد.
"هديل المصري"، قالت: إن "الزي المدرسي يجب أن يكون بسيطًا وموحدًا، وألا يكون كل طالب/ة بزيٍّ يختلف عن الآخر".
بدورها، أشارت "هيا الريس"، إلى أنها لاحظت في الآونة الأخيرة موديلات مختلفة في الزي المدرسي، والتي رفضتها بشكل قاطع، متسائلةً "كيف تقبل وزارة التربية والتعليم بمثل هذه الملابس داخل المدارس، بغض النظر عن أنها تمثل التراث الفلسطيني؟!".
كما أن "ريم عابد" رفضت من جانبها الاختلاف في الزي المدرسي بين الطلبة، معتبرةً إياه بأنه شبيه بفستان السهرة أو العيد؛ لكثرة زخارف التطريز عليه.
فيما اختلف رأي "أم محمد حمدقة" حول الزي المدرسي بشكلٍ بسيط، حيث طالبت بأن تكون كل مرحلة – وخاصة مدارس وكالة الغوث- الزي الخاص بها، في حين أن للمرحلة الابتدائية زيَّا يختلف عن المرحلة الإعدادية، والتي رأت من جانبها أن الطالب/ة يشعر بالملل حين يرتدي نفس الزي لـ9 سنوات متواصلة، بشرط أن يكون موحدًا وبسيطًا.
ورأت "آمال حميد"، وهي معلمة بإحدى مدارس وكالة الغوث، بأنها مع الزي الموحد للطلاب؛ لكونه يضفي شعورًا بالانتظام بالمدرسة، ويزيل الفوارق الاجتماعية فيما بينهم، من ناحية، كما أنه يميزهم ويعلمهم الالتزام بالقوانين واحترامها من ناحية أخرى.
وفي سؤال لأحد أصحاب المحلات التجارية التي تقوم ببيع الزي المدرسي في محافظات الوسطى، حول أسعار الزي المدرسي الذي يشتمل على خطوط من التراث الفلسطيني، أشار إلى أنه يزيد سعره عن الزي التقليدي، حيث سعره ما يقارب الـ60 شيقل، مؤكدًا على أن هناك إقبال كبير من قبل الجمهور على مثل هذه الملابس، حيث إنه لا يوجد أي اعتراض على لبسه من قبل الجهات الرسمية.
ومما لا شك فيه، أن لتوحيد الزي المدرسي فوائد جمَّة لا يدركها كثير من أفراد المجتمع، فمنها أنه ينَّمي لدى الطَّالب مبدأ حب النظام، والالتزام للدخول في أجواء المدرسة، والتعلم منذ الصباح الباكر، ومن أبسط هذه الأمور ارتداء الزي المدرسي الذي يعكس من خلاله مدى استعداد الطالب النفسي للانضباط السلوكي داخل المدرسة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، إضافة إلى أنه يتميز عادة بتصميمات فنية تمكِّن الطلبة من الحركة وأداء الأنشطة المدرسية كافة براحة ودون أية عوائق، بالإضافة إلى خلوِّه من أي زخرفات تجعل من الطالب/ة مختلفًا عن أقرانه.