بقلم: بسام أبو شريف

فلسطين تتعرض للهجمة الكبرى

بقلم: بسام أبو شريف
حجم الخط

فلسطين تتعرض للهجمة الكبرى والأمة العربية مطالبة بالدفاع عن فلسطين والمقدسات الاسلامية والمسيحية

- الرئيس محمود عباس يتعرض للهجمات لأنه رفض مخطط صفقة القرن – نتنياهو يسعى في هذا الظرف للحصول على اعتراف اميركي بضم الجولان والضفة الغربية .

- مستوطنات الضفة الغربية شبه خالية رغم الاغراءات والاعفاءات الضريبية ، والقروض طويلة الأجل بدون فوائد .

في ندوة محدودة الحضور تناول بسام ابو شريف الوضع الراهن في فلسطين ، واحتمالاته المستقبلية ، وذلك ضمن سلسلة من الندوات في مواقع مختلفة من الضفة الغربية لشرح أبعاد مخطط الحركة الصهيونية ، الذي عين ترامب رئيسا للولايات المتحدة كي ينفذه .

ترامب يشعل الحروب لحماية نفسه :-

استهل الندوة بلفت النظر الى خطورة ترامب في هذا الوقت بالذات ، فهو يتعرض الآن لاتهامات قد تطيح برئاسته ( رغم اسناد مؤسسات اليهود والصهاينة لحمايته ) ، فالألاعيب والخدع والتحايل الذي مارسه ترامب وزمرته الصهيونية أوصلته للبيت الأبيض ، وهو يهدد الآن بانهيار الوضع المالي في اميركا ان أطيح به ، وذلك لمنع المحققين من الوصول الى الحقيقة ، وهي تبييض أموال بعض اليهود الروس " مليارات " ، ودور " لاس فيغاس " ، في تمويل حملته الانتخابية " أديلسون " ، ودور زوج ابنته وابنه في هذه العمليات .

وقال : ان ترامب مريض بالأنانية المفرطة التي لايتورع صاحبها عن قتل مئات الآلاف كي يبقى هو رئيسا ، لذلك فانه يسير باتجاه تصعيد  التوتر نحومعارك دامية وان كانت محدودة حسبما يخطط هو ، ومن هذه المعارك  سوريا وأولها فلسطين وذلك لارضاء داعميه من اليهود والصهاينة .

وطالب بسام ابو شريف من تبقى من حكام العرب الذين لم يركعوا للصهاينة بالتنبه الشديد والاستعداد لهذه المعارك قائلا : قد لاتكون سياسة الدفاع اذا اعتدت اميركا واسرائيل هي الموقف الكفيل بردع العدو ، وربما نكون بحاجة الى موقف جديد نلخصه بالقول : اذا كنت ترى العدو يهيء للاعتداء عليك بادر بالهجوم كي تحبط مخططه .

الوضع الفلسطيني :-

وتناول مخطط ترامب نحو الفلسطينيين وقال : ان ترامب رجل مريض ، ويعتبر أن تحكمه بالفلسطينيين ماليا يمكن أن يؤدي الى شل حركتهم ونضالهم لذلك أوقف المساعدة المالية التي تدفع لوكالة الغوث ( وهذا أمر مرفوض دوليا بناء على قرار الأمم المتحدة ) ، وأوقف المساعدات للسلطة الفلسطينية ، وهذا أمر تعهدت به الولايات المتحدة عند توقيع اتفاق واشنطن ، ورتب مع اسرائيل عدم السماح بتحويل أموال عربية للسلطة !!! .

انه الحصار المالي ، وفي نفس الوقت يلوح لقطاع غزة عبر مبادرة السيسي بالسمن والعسل ، اذا المخطط هو فصل غزة عن الضفة ، وتسليم اسرائيل الضفة لقمة سائغة ، وما المستوطنات التي تبنى قياما قعودا في الضفة وعلى الأرض الفلسطينية " سواء أرض دولة أو أرض خاصة " ، سوى مواقع عسكرية شبه فارغة من السكان ولكن يتموضع فيها جنود من الجيش الاسرائيلي يلبسون الثياب المدنية .

من يتجول في أراضي 1948 ، يجد أنها شبه فارغة وان الازدحام هو في عدد من المدن بينما نرى في الضفة انتشارا كثيفا لمستوطنات عسكرية البناء في كل مكان لقطع أوصال القرى العربية تهيئة لضم الضفة – يهودا والسامرة كما يفكر نتنياهو .

أما في سوريا :-

فان انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه ايران وحزب الله وبدعم من روسيا العظيمة جعلت البنتاغون واسرائيل يلهثان لتنفيذ الخطط كي تستمر الحرب والنزيف ولكي يسقط مزيد من الضحايا ولكي يضرب الجيش العربي السوري الذي بدأ يشتد زنده ، وسيستغل ترامب نفس الألاعيب للتدخل المباشر بعد أن أطلق في شمال شرق سوريا حربا تحت علم " سوريا الديمقراطية الكردي " حربا استعمارية لتقيم قواعد عسكرية متقدمة تعطي غطاء جويا وحماية للارهابيين ، وتسيطر على مناطق النفط والغاز ، وبعد أن زود الارهابيين في ادلب بقبعات بيضاء تحمل ملايين الدولارات وحاويات الكلور وذلك لاعادة مسرحية الكيماوي والجرثومي .

ومنعت فرنسا واوروبا من التحرك مع بوتين لاعادةاللاجئين رابطين عودتهم بالحل السياسي الذي لايريدونه الآن، بل بعد معارك يظنون أنها ستعدل موازين القوى لصالحهم ، انهم يحرقون مزيدا من الحطب – اكراد وسوريون وجيوش الشام لخدمة أغراض اسرائيل ومصالحهم .

وأطل نتنياهو الذي يعلم بالمخطط ليطالب ترامب بالاعتراف بالجولان اسرائيلية ، وبانهاء اعتراف امريكا بحق العودة حسبما ينص ميثاق الأمم المتحدة .

وقال بسام ابو شريف : لقد أنهى ترامب ونتنياهو اتفاق اوسلو وألغيا ما وضع في البيت الأبيض ، ليس هذا فحسب بل ألغيا كون الضفة الغربية أرضا محتلة يجب تطبيق قرار242 عليها ، وهو الانسحاب الكامل وبذلك يكون ترامب ونتنياهو قد اعتبرا أن مايقره ترامب ويقره الكنيست هو القرار وليس قرار الأمم المتحدة ، وصوبا كل المدافع نحو المعارضين لهذه المعادلة وأولهم محمود عباس رئيس دولة فلسطين ، الذي وجد نفسه بعد أن راهن على الموقف الاميركي أمام رئيس مخادع  هوترامب .

واكتشف ولو بعد مراهنة خاطئة طويلة ان ترامب خادم للصهاينة ويبتز الفلسطينيين بقمة عيشهم ، وانه يفرض عليهم عقوبات كما يفرض على دول قائمة ودول غنية ، واكتشف محمود عباس الأدهى وهو مخطط فصل غزة عن الضفة وتفكيك مفاصل قضية فلسطين بالغاء حق العودة من قاموس الولايات المتحدة ، وتسليم الجولان والضفة لاسرائيل .

رفض محمود عباس صفقة القرن ولهذا أصبح مستهدفا من قبل اسرائيل وترامب وحتما من قبل دول عربية تتساوق مع اسرائيل .

لكن الشعب الفلسطيني الذي رفض الصفقة ورفض الخنوع ، ويصر على استمرار المقاومة سوف يجهض المخطط وان أعلن ترامب الشروع فيه ، ولذلك واستنادا لبرنامج " رفض صفقة القرن ومقاومتها " ، على القيادات الفلسطينية أن تلتقي لتحمي بعض القيادات في غزة من الانزلاق دون وعي نحو مخطط ترامب الذي تحمله مصر والسعودية واسرائيل ، وكي تحمي محمود عباس مما خطط له نتنياهو للتخلص من الرئيس ابو مازن .

يجب أن يلتقي الجميع لوضع خطة طوارئ لايتجاوز زمن تطبيقا شهرا واحدا ، وهي خطة تصحيح أوضاع م ت ف بعدما جرى في المجلس الوطني ، واجراء انتخابات لمواجهة صفقة القرن وشد الأحزمة على البطون ، وترتيب برنامج تحرك شعبي مستمر ومبرمج في غزة والضفة معا .

اللهم اني بلغت .