من عتبة الجدِّ والاجتهاد، إلى قائمة الأحلام التي يُسْندها طلابُ الثانوية العامة في خطواتهم، لتكونَ واقعًا ملموسًا بعد تخرجهم وحصولهم على معدلاتٍ تؤهلهم للالتحاق بتخصصاتٍ جامعية، وفق معايير مختلفة، منها ما كان في حسبانهم، ومنها ما جادت به ظروف المجتمع الفلسطيني.
تخصصاتٌ مختلفة كانت تتصدر قوائم القبول والتسجيل في جامعات قطاع غزة، لكنَّ الأزمة الحقيقية بدأت من تساؤلات الطلاب حول احتياجات السوق لخريجي هذه التخصصات، تخوفًا من شبح البطالة الذي بتر أحلام من سبقوهم على المقاعد.
من هذه المشكلة، ارتأت قطاعات التعليم اتجاهًا مغايرًا في تخصصاتها، لتنطلق بتخصص تكنولوجيا المعلومات بأقسامٍ جديدة، تمزج بين التطبيقية والعصرية، ومنها قسم الشبكات والموبايل، وتكنولوجيا المعلومات التطبيقية.
وفي هذا السياق أكد عميد كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة الأقصى الدكتور محمد عوض الله، على أن التطورات التي أحدثها الخبراء على تخصص التكنولوجيا، جاءت لتلاءم حاجة السوق المُلِحة لكلِّ ما له علاقة بالعالم الإلكتروني والتغييرات التي يحتاجها المجتمع العصري يومًا بعد يوم.
وأوضح عوض الله لمراسلة وكالة "خبر"، أن التحاق الطالب بهذه الشبكات سينتج مهارات كبيرة في التعامل مع شبكات الحواسيب من جهة وشبكات الهواتف النقالة من جهة أخرى، بشكلٍ يمكِّن الطالب من تطوير صفحات الإنترنت، وقواعد البيانات.
من جهته، أشار المحاضر في قسم الشبكات والموبايل الدكتور تامر فطاير، إلى أن إقبالًا واضحًا شهدته أقسام التكنولوجيا في الجامعات، وذلك لما توفره هذه الأقسام من امتيازات فريدة تتحدى فيها ظروف الزمان والمكان.
وبيَّن فطاير، لـ"خبر"، أن هناك مجالاتٍ واسعة أمام الطالب الملتحق بالعالم الالكتروني، ومنها، إعداد طالب مؤهل للخروج إلى سوق العمل بأشكالٍ جديدة متمثِّلة في العمل عن بعد، والدخول الرقمي للبرامج، إلى جانب منصات العمل الحر، الأمر الذي يفتح مجالًا جديدًا يحارب البطالة، ويتحدى الوضع الاقتصادي الصعب.
وفي سياق متصل، أكد مشرف تكنولوجيا المعلومات في وزارة التربية والتعليم، المهندس أيمن العكلوك، على أن مجال التكنولوجيا لم يعد مجالًا منفردًا، حيث أصبح جزءًا أساسيًا مرتبطًا بمجالاتٍ مختلفة، واصفًا إياها " بالتخصصية الدقيقة" التي تجاري العصرية الالكترونية.
وقدَّم العكلوك مجموعة من النصائح التي تُسهِّل خطوات الالتحاق بهذا التخصص، ومدى ملائمة قدرات الطالب مع السرعة والعصرية التي تتمتع بها التكنولوجيا، كقدرته على التعامل مع البرامج الأساسية في الحاسوب، وكفاءة لغوية انجليزية ليتمكن من التفاعل مع العالم الخارجي والانطلاق إلى اللامحدودية.
وختم العكلوك حديثه، بتوقعاتٍ واعدة لهذه المجالات، وإبداعاتٍ كبيرة سيشهدها القطاع الغزي بعد الإدراك التقني لحاجات المجتمع التكنولوجية.