قد يبدو للكثيرين أن التفكير والتخطيط لمواكبة التطورات أمرٌ صعب في قطاع غزة، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ 12 عاماً، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية عقب فرش السلطة الفلسطينية عقوبات كبيرة على موظفيها تمثلت باقتطاع نصف رواتبهم، لكن شرف المحاولة خير بكثير من عدمه وهي أولى خطوات النجاح.
الشاب حمادة حرب، البالغ من العمر 21عاماً، والحاصل على الدبلوم المتوسط من كلية فلسطين التقنية، تمكّن من صناعة "روبوت" حامل للأفراد والمعدات الثقيلة، باستخدام إمكانات بسيطة، حيث يتم التحكم به عن بعد، ويحتوي على كاميرا محمولة فوقه.
قال حرب: "أرغب عالم الإلكترونيات وقمت بمحاولات تجريبية سابقة قبل اختراع الروبوت"، مشيراً إلى أن أول محاولة قام بها في سن الـ12 عاماً، وهي إصلاح "راديوهات"، وتشغيل دراجة هوائية على ماتور بعد تجارب ومحاولات عديدة.
وأطلق الشاب الفلسطيني المقيم بمدينة غزّة، على اختراعه اسم "سكوتر مطور" و "روبوت ذكي"، وذلك بعد تطويره ليكون متعدد الاستخدامات ويحمل عدة أوزان في عدة مهام.
وأوضح حرب، لمراسل وكالة "خبر"، أن الجهاز يتكون من مقود تم استخدامه من جهاز رياضي لتخفيف الوزن، وأرضية واسعة للروبوت، تحتوي بداخلها على مولد وقلب الجهاز الذي يحرك العجلات، بالإضافة لبطاريات تُمكن الجهاز من السير خمس ساعات في الشارع، ودفعه على سحب أجهزة ثقيلة خلفه.
وبيّن أنّ الروبوت بإمكانه الدخول إلى الأماكن البعيدة والخطيرة وإرسال الصور والفيديوهات للهاتف المحمول، مشيراً إلى أنّ المشروع استغرق خمسة شهور خلال جمع الأفكار والدوائر الإلكترونية، نظراً للإمكانيات الصعبة التي يُعاني منها قطاع غزة.
وذكر حرب، أنه قام بوضع مميزات على الروبوت من خلال حمل 200 كيلو غرام، والتحكم فيه عبر جهاز لا سلكي بمسافة تصل ما بين 150 إلى 200 متر، موضحاً أن الروبوت يتم التحكم فيه عن طريق تصميم دائرة لا سلكي وكاميرا.
وحول استخدامات الروبوت، قال: إنه "يستخدم في مجال الصحة من خلال نقل المصابين في المناطق التي يصعب المسعفين الوصول إليها، وفي أوقات الخطر، وفي مجالات الدفاع المدني تحديداً بحالات الطوارئ، وذلك من خلال أخذ إحداثيات جديدة عن الحريق".
وفي ختام حديثه، أكد الشاب حرب، على أنه يسعى لصناعة سيارة كهربائية صديقة للبيئة، معبراً عن أمنيته بأن يتم توفير الدعم اللازم له لتطوير خبرته بما يخدم الوطن.