تطرق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني عن الخطوات التي ستتخذها القيادة "حال وقعت حماس اتفاق تهدئة مع إسرائيل" في قطاع غزة، متوقعا أن تعلن مصر الطرف المعطل للمصالحة الفلسطينية.
وقال مجدلاني في لقاءْ عبر تلفزيون فلسطين، مساء أمس الأربعاء : " لو انزلقت قيادة حماس في هذا المشروع، ووقعت اتفاقا للتهدئة يؤدي لتعزيز وتركيز حكمها في غزة، تتحمل أولا المسؤولية السياسية والوطنية والتاريخية عن عملها".
وأضاف مجدلاني : "أيضًا، لن نتحمل مسؤولية أي شيء في غزة ، حماس عملت خطوة بكيان سياسي، وتحمل كل المسؤوليات".
وتابع : "سنواصل أيضًا جهدنا وإجراءاتنا لفك الارتباط مع المرحلة الانتقالية وتبعاتها؛ لأن نعتبر هذه المرحلة قد انتهت من جانب إسرائيل"، موضحًا أن "إعلان قانون القومية كان الضربة القاضية لها".
واعتبر أن كثير من الإجراءات التي اتخذت بشأن إنهاء الانقسام "كان يجب أن تتخذ من الأسبوع الأول".
صفقة القرن والتهدئة
وذكر أن "فصل غزة عن الضفة، لا ينفصل عن المشروع الامريكي التصفوي، إنما هو جوهر صفقة العصر"، مبينا أن ذلك يعني "إنهاء الحل السياسي القائم على أساس الدولتين"، مشددًا في الوقت ذاته على أن "مواجهة صفقة القرن ليس فقط في رفضها، لكن المهم كيفية المواجهة".
وعدّ أن "نقطة الارتكاز في المواجهة، تتمثل بإحباط وإفشال قناة تمريرها، والمسماة بالتهدئة، وإنشاء كيان سياسي في غزة"، وفقا له.
ووفق مجدلاني، فإن ذلك يعني، ضرب التمثيل الموحد لمنظمة التحرير، وحل جزئي للقضية الفلسطينية، وأن الموضوع الفلسطيني سيتم التعامل معه بالقطاعة وليس بالجملة كحق تقرير مصير للشعب الفلسطيني، ومن زاوية إنسانية وإغاثية.
وجدد التأكيد على أن "الوضع في غزة قضية سياسية وليست اغاثية وانسانية". بحسب سوا.
وأوضح أن ما نشر بشأن المطار والممر البحري "صحيح مئة بالمئة"، لافتًا إلى أنه "وفق معلومات مؤكدة لديهم، هناك اتصالات إقليمية مع اسرائيل وأمريكا، نقلت هذه المقترحات بشأن ثمن التهدئة".
وتابع : "بالتالي عرض هذا الموضوع كنوع من الخيار لمعالجة انضمام حماس إلى صفقة سياسية أوسع بكثير من موضوع التهدئة ورفع الحصار".
واعتبر أن "هذا انخراط مباشر في صفقة القرن؛ لأنه في ضوء هذا الاتفاق سيكرس حكم حماس في غزة"، لافتا إلى وجود أحاديث لدى قادة بحماس لإعادة تفعيل اللجنة الإدارية "التي لم تتوقف عن عملها"، وفق قوله.
وأردف قائلا : "ليس الهدف الرئيسي من التهدئة، معالجة الوضع في غزة، إنما خلق اطار سياسي يمهد لصفقة سياسية ينشأ فيها كيان سياسي ما في غزة يكون بديلا عن حل الدولتين ويعالج الوضع في الضفة وفق المنظور الامريكي والاسرائيلي في اطار ما يسمى بالتقاسم الوظيفي".
وعد أن "حماس اتخذت موقفا انتظاريا من صفقة القرن، ولم تحدد موقفها، لترى نتيجة اشتباك القيادة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، وفي ضوء ذلك تحدد موقفها وموقعها".
وقال : "الآن كانت تعتقد أن الظرف السياسي اصبح مواتيا بعد أن وظفت كل التضحيات التي قدمها ابناء شعبنا بمسيرات العودة".
وأشار إلى أن "حماس كانت تريد مصالحة شكلية لتمرير مشروعها على الأرض"، موجها عدة تساؤلات للحركة.
وتساءل مجدلاني : "ماذا يشكي اتفاق 2014؟، وما هي الدوافع التي تتطلب توقيع اتفاق جديد؟، هل حماس مخولة باسم الشعب الفلسطيني للتفاوض والتوقيع على أي اتفاق؟".
ونوه إلى أن "اتفاق عام 2014 مازال ساري المفعول، وفيه ثغرات"، مضيفا : "لندعو مصر التي رعت الاتفاق بوفد المنظمة بتركيبته السابقة ونناقشه مجددا".
وتابع : "نحن لا يمكن أن نكون شهاد زور أو طربوش لتمرير تصفية القضية الفلسطينية"، مشددا على أن الرئيس عباس "لن يمرر أي مشروع تصفوي تحت أي بند".
إحباط التهدئة
وفي سياقٍ متصل، أوضح مجدلاني أن القيادة الفلسطينية تراهن على ثلاثة عناصر لإحباط اتفاق التهدئة المحتمل، مبينًا أن أولها يتمثل برفض وثبات القيادة على موقفها وصمودها في مواجهة الضغوط من كل الأطراف الإقليمية والدولية؛ لتمرير صفقة ما.
أما العنصر الثاني، وفق مجدلاني، يتمثل في موقف مصر، مشيرًا إلى أنها تدرك "الخطورة الاستراتيجية لوجود كيان سياسي في غزة".
وأضاف مجدلاني أن العنصر الثالث، هو "وعي شعبنا في غزة أولا، وقواه الوطنية".
وذكر أن الرؤية المصرية واضحة، وتتمثل في مصالحة وتهدئة وبعد ذلك تبادل أسرى.
إيران وقطر وتركيا
واعتبر عضو التنفيذية أن "إيران وامتداداتها في غزة" غير معنية بالتهدئة من حيث التهدئة، إنما تريد استمرار حالة التوتر، كونه يخدم سياستها المتصادمة مع اسرائيل وأمريكا..
أما قطر وتركيا، بحسب مجدلاني، لهم مصلحة في التهدئة ويرعونها، عادا أن "هذا الموقف يتعارض مع الموقف والدور المصري".
وبين أن "نتنياهو كان المايسترو" الذي يوزع الأدوار على كل الاطراف بما فيها حماس وقطر وتركيا؛ ليخرج الرابح الوحيد، وفق مجدلاني.
وكشف مجدلاني في حديثه أن المطار الذي يجري الحديث عنه "يوجد في قاعدة عسكرية بالنقب".
ثمن سياسي
واعتبر أن حماس ستدفع ثمنا سياسيا مقابل اتفاق التهدئة.
وقال : "نتنياهو يريد تهدئة، ويريد دفع ثمن بصفقة سياسية تقسم الشعب الفلسطيني وتضرب المشروع الوطني، ويريد أن يكون كيان سياسي في غزة، أقل من دولة واكثر من حكم ذاتي".
وأضاف أن "اتفاق أوسلو جلب منافع اكثر من هي الصفقة التي سيكون نتيجتها تصفية القضية". بحسب سوا.
المصالحة
وفي إطار منفصل، وصف مجدلاني رد حركة فتح على الورقة المصرية للمصالحة بأنه "متفق عليه وطنيا من حيث المقدمة السياسية، أو بتمسكه باتفاق عام 2017، واستئناف تطبيقه من النقطة التي توقف عندها، بجدول وسقف زمني جديد لا يتجاوز 3 أشهر".
وقال : "لا نريد حوارات جديدة او اتفاقيات جديدة (..) متمسكون وملتزمون بها ونريد من مصر دور الشريك وليس الوسيط".
وعدّ مجدلاني في حديثه أن "حماس تتهرب من تحديد موقفها من الورقة المصرية الأخيرة".
وذكر أن "المطلوب من مصر الآن بعد تسلمها رد فتح، ان يكون لديهم موقف من حماس وان يكونوا الحكم".
وتوقع مجدلاني أن تعلن مصر "من ضع العقبات والعراقيل أمام المصالحة".
وختم عضو تنفيذية منظمة التحرير حديثه قائلًا: "وصلنا الآن للحظة الحقيقة الحاسمة (..) إما مصالحة أو لا مصالحة والذهاب لانفصال".