تعهّد الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين، بتقديم 60 مليار دولار لتمويل مشاريع تنمية في إفريقيا على شكل مساعدات، واستثمارات وقروض، في إطار تعزيز الجهود لتنمية القارة السمراء.
جاء ذلك، خلال مشاركته في اجتماع الحوار بين مجتمع الأعمال الصيني والإفريقي، الذي يقام ضمن منتدى بكين للأعمال الصيني الإفريقي (2018) في العاصمة بكين.
وقال جين بينغ إن الرقم المخصص يتضمن؛ 15 مليار دولار على شكل منح، وقروض بدون فوائد، وقروض ميسرة، و20 مليار دولار في شكل خطوط ائتمان، و10 مليار دولار لـ "تمويل مشاريع تنمية"، و5 مليار دولار لشراء واردات من إفريقيا.
وأضاف أن بلاده ستشجع الشركات الصينية على استثمار 10 مليارات دولار على الأقل، في إفريقيا في الأعوام الثلاثة المقبلة.
وفيما لم يقدم الرئيس الصيني أية تفاصيل حول مشاريع محددة، قال إن بلاده تخطط لمشروعات في 8 مجالات، من بينها تقديم مساعدات غذائية طارئة بقيمة 147 مليون دولار، وإرسال 500 خبير زراعي إلى إفريقيا، وتقديم المنح الدراسية، والتدريب المهني، وفرص تعزيز التجارة.
ويأتي التعهّد الصيني، على رأس وعود قدمتها بكين في 2015، بتوفير 60 مليار دولار للدول الإفريقية لتمويل مشاريع التنمية هناك.
ولفت الرئيس الصيني في حديثه اليوم، إلى عزم بلاده بناء الموانئ والبنى التحتية الأخرى، كأداة لتحقيق "الرخاء المشترك" في عالم يواجه تحديدات من الحمائية التجارية.
والحمائية هي السياسة الاقتصادية القائمة على تقييد التجارة بين الدول، من خلال رفع الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، و تحديد كمياتها، والحصص التقييدية، ومجموعة متنوعة من غيرها من الأنظمة الحكومية المقيدة التي تهدف إلى تثبيط الواردات، ومنع الأجانب من الاستيلاء على الأسواق المحلية والشركات.
جدير بالذكر أن الاستثمارات الصينية في إفريقيا، تثير انتقادات متزايدة من الغرب، الذي يشير إلى ارتفاع مديونية بعض الدول الإفريقية بشكل كبير، ما يثير قلق صندوق النقد الدولي أيضا.
وبحسب المكتب الأمريكي، "مبادرة الأبحاث الصينية-الإفريقية"، التابع لجامعة جونز هوبكنز، في واشنطن، فإن الصين أقرضت إفريقيا ما مجموعه 125 مليار دولار بين 2016 و 2000.
لكن الرئيس الصيني، نوّه في تصريحاته إلى أن "استثمارات الصين في إفريقيا لم يصاحبها أية شروط سياسية"، وشدد على أن بلاده "لا تتدخل في الشؤون الداخلية لإفريقيا، ولا تملي عليها إرادتها".
وأصبحت الصين منذ 2009، الشريك الاقتصادي الأكبر والأهم لإفريقيا، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما من 12 مليون دولار في 1955، إلى 166 مليار دولار في 2005، و210 مليارات في 2013، وفق البنك الدولي.