حماس .. ومخاطر النفخ والأفخاخ !!

thumb (3).jpg
حجم الخط

 

الأفخاخ التي وقعت فيها حركة حماس..ولا تعرف لها مخرجا حتي يومنا هذا ..سأتحدث بها لاحقا .. ولكن أود الحديث والكتابة عن النفخ ومحاولة تصوير حركة حماس بأنها قوة عظمي تستطيع ما لا يستطيع غيرها فعله ..وأنها قادرة على قلب الطاولة وتغيير معادلة المنطقة.. وهذا على غير الحقيقة والواقع ..ليس تقليلا من شأن وقدرات حركة حماس.. التي نتمنى لها المزيد من القوة على طريق الوحدة الوطنية.. واستكمال مسيرة التحرير الوطني الفلسطيني .

لأننا نريد لحماس أن توضع في مسارها ومكانها الصحيح..وليس محاولة مبرمجة ومخططة من قبل أقطاب حكومة اليمين العنصري بمحاولتهم لطرح قوة حماس وكأنها قوة متنامية ومتطورة ..وبإمكانها امتلاك خمسين ألف صاروخ بالعام 2021 والتي تستطيع من خلالهم ضرب كافة المواقع داخل الكيان من الشمال حتى الجنوب .

هذه النفخ المبرمج والهادف إلي محاصرة حماس ووضعها بخانة المعتدي .. وليس المعتدي عليها ..من قبل أقطاب السياسة الحزبية الإسرائيلية والذين يهدفون لتحقيق التالي :

أولا / محاولة إعطاء صورة عن حماس وقطاع غزة بأنهم داخل منطقة مدججة بالسلاح وربما امكانية واحتمالية أن تتطور دعايتهم للحديث عن الكيماوي وما يمكن أن يخرج من القطاع من مخاطر وتأثير على الامن والسلم داخل المنطقة .

ثانيا : اعطاء الضوء الاخضر لدولة الكيان وبموافقة دولية بقيام عدوان وتوجيه ضربات استباقية ومهما كان عدد الضحايا من المدنيين .. ومهما كان حجم المرافق وأماكن السكن التي سوف تدمر لإيجاد التبرير لمزاعم مثل هذا العدوان .

ثالثا : زيادة حدة التشدد بين أقطاب الحكومة العنصرية الاسرائيلية ..والدفع بانزلاق بعض القيادات الفلسطينية حتى تصبح الصورة كما يريد العدو وبما يتوافق ومصالحه وليس كما نريد نحن ومصالحنا الوطنية ومتطلباتها الأساسية .

رابعا: توفير الأجواء لحرب قادمة للقضاء على هذه القوة العسكرية التي لا يجب أن تزداد وتتطور وتصل الي قمتها بحسب أقوالهم وادعائهم وحتي يتم تهيئة الرأي العام العالمي ومؤسساته لإمكانية وضرورة القيام بمثل هذا العدوان .

خامسا : على الاقل دفع حماس لخيار التهدئة أو الهدنة بحسابات ضيقة يعملون فيها ما يمكن أن يوفر مناخ أفضل لعلاقات خارجية تخرجهم من واقع الحصار ..والي ظروف تعتبر الأفضل لاستمرار حكمهم وسيطرتهم .. مهما كانت كلفة مثل هذه الخطوة سياسيا ووطنيا وحتى تنظيميا .... وما يمكن ان يترتب من مخاطر الحسابات التغطية ..في ظل معادلة سياسية تحتاج إلي إعادة صياغة المواقف بما لا يجعلنا بموقع الانزلاق .

سياسة النفخ والتضخيم .. مستمرة وبقوة وتزداد وتيرتها عبر الإعلام وعبر بعض التصريحات واللقاءات..وكأن اسرائيل وقواتها المدججة بالسلاح والحليف الامريكي الداعم لها في أزمة.. وتصوير ذلك..ومحاولة تصديره والترويج له بعكس الحقيقة .. ومدي القوة والغطرسة العنصرية التي تمتلكها دولة الكيان وحليفتها امريكا والذين يعملون على مدار الساعة لزيادة قوة جيش الاحتلال واستمرار احتلاله وتوجيه ضرباته ....وحسم معاركه بأسرع وقت ممكن على طريق تنفيذ مخططاتهم السياسية والامنية والاقتصادية بما يوفر لدولة الكيان قوة أكبر وللولايات المتحدة نفوذ اشمل .

النفخ المبرمج.. والمستمر والمتواصل .. يأتي في سياق بعض الافخاخ التي وقعت فيها حركة حماس .

اولا : الدخول بانتخابات المجلس التشريعي دون الاستعداد السياسي والتنظيمي لمثل هذا القرار بما جعلها تتخبط وتتناقض مع نفسها وبرامجها وألياتها حتى الان .

ثانيا : لم تتوقف حماس عند الفخ الاول بل دخلت بالفخ الثاني بانقلابها على السلطة الشرعية وسيطرتها على القطاع وسكانه والفشل الذريع الذي أصابها وأحدث التراجع بشعبيتها وجعلها بموقف المخطئ والخارج عن السياق...... ولا زالت لا تعرف كيفية الخروج من هذا الفخ الذي أوقعت نفسها به ..... أو تم نصبه اليها .....فهم الأدري على معرفة الاجابة .

ثالثا : الفخ الثالث والذي ربما يكون الأخير اذا ما تم توقيع حماس على هدنة او تهدئة منفردة بعيدا عن السلطة الوطنية ومنظمة التحرير والذي سيجعلها في مهب الريح ...وسيقطع بها الحبال ...ولن تحقق النتائج المراد تحقيقها حول إمكانية فك الحصار واستقلاليتهم بحكمهم وسيطرتهم في ظل معادلة إقليمية ودولية لا تسمح لحماس أن تسيطر وتستمر بسيطرتها بعيدا عن السلطة الوطنية الفلسطينية ..حتي وان كان هذا الواقع يخدم اسرائيل وتشتيت العنوان الفلسطيني...وايجاد المخارج للتهرب الاسرائيلي من استحقاقات التسوية السياسية وحتي عدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة ما بين دولة الكيان ومنظمة التحرير .

رابعا : الفخ الرابع ومخاطر الشراكة في الوقوع به سواء بتخطيط مباشر ..أو بنوايا ومقاصد غير مباشرة..ومخاطر التوافق ....والاتفاق .. دون كتابة على أن نبقي على حالنا الانقسامي.... والذي سيعتبر الفخ الرابع والاخير.. والذي لن يوفر لنا قيام ولا حتي مقعد للجلوس على أي طاولة ....وحتى في أي عاصمة .. لأننا نكون اذا ما استمرينا على حالنا قد كتبنا على أنفسنا مثل هذا الفخ الخطير بتاريخنا ( لا سمح الله ) .

حماس حركة سياسية فلسطينية ... نختلف معها ونتعارض مع مواقفها وسياساتها ... لكننا لا يمكن أن نقبل بمحاولة حصارها أو تهميشها أو القفز عنها ....لأن حماس نريدها بمكانها الطبيعي ....وفي سياقها الوطني.... وفي ظل أهداف وطنية ثابتة وفي اطار مرجعيات ومؤسسات معترف بها فلسطينينا وعربيا ودوليا وهي منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .

حركة حماس لا نريدها ان تتعاطي مع سياسة النفخ المبرمج ..والتهويل غير المبرر والذي يهدف الي الكثير... وحتى لا ننزلق بمتاهات مثل هذا النفخ ......وحتى لا نزيد من عدد الافخاخ التي وقعت حتي الان .. وحتي تسلم الجرة !!!