يديعوت : داعش لم يقتل الأقباط على البحر والكساسبة مات بالرصاص

الكساسبة
حجم الخط

يقول خبراء في الإرهاب والسينما، ومدونون ورواد إنترنت بسطاء إنهم وقفوا على سلسلة من السقطات في أفلام داعش، تشير إلى خدع صممت بهدف زيادة الصدمة العالمية.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" تتبعت قصة الخدع المزعومة التي قالت إن تنظيم "داعش" ينتهجها في أفلامه المرعبة بدءًا من فرقة إعدام يصل طول الفرد فيها إلى 2.10 متر، مرورًا بقفص حديدي تم زرعه بواسطة الحاسوب، وصولاً إلى طيار ربما لم يُحرق وهو على قيد الحياة. وتساءلت " أهكذا يلعب داعش بنا ويمجد نفسه؟".

"يديعوت" أضافت: "تتزايد التقديرات في الغرب بأن جزء من أفلام إعدامات تنظيم" الدولة الإسلامية" ( داعش) يحتوي على "فبركات" كبيرة وخدع بالجرافيك، تجعل الإعدامات صادمة بصورة أكبر ومؤثرة بشكل يفوق ما هي عليه".

وتابعت: "لنوضح من البداية: مازال داعش ينفذ أعمالاً بشعة لم يسبق لها مثيل ويقطع رؤوس ضحاياه، لكن على الأقل في بعض الحالات على ما يبدو يضم لأفلامه الدعائية مؤثرات أكثر أو أقل تطورا لزيادة الاهتمام الدولي الذي يحظى به كتنظيم جهادي. الآن هناك من يقولون إنه ليس دائما يميز الجمهور العريض هذه المكملات الصناعية".

آخر من كشف عن تلك الخدع البصرية التي نفذها داعش على ما يبدو كانت شبكة "فوكس نيوز" التي نشرت قبل بضعة أيام تحقيقًا تم تداوله بكثافة على الشبكة العنكبوتية، ارتكز على فيديو الإعدام الأخير لداعش والذي يظهر فيه عناصر التنظيم وهي تذبح 21 عاملاً قبطيًا مصريًا على شاطئ البحر، لكن يُحتمل بشدة ألا تكون الأمور قد جرت هكذا.

"ريان خان" المحللة في مركز أبحاث الإرهاب لفتت الانتباه إلى أن مشهد البداية للفيلم أظهر عناصر داعش الذين يرتدون ملابس سوداء أطول بكثير من الضحايا ذوي الملابس البرتقالية، الذين قادوهم إلى حتفهم على الشاطئ.

وتقول"خان" إذا كانت الصور حقيقية، فهذا يعني أن طول كل واحد من فريق الإعدام المكون من 21 شخصًا يتعدى 2,10 متر، وإلى جانبهم يظهر الضحايا كأقزام. وتضيف أنه في إحدى المشاهد تبدو رأس أحد عناصر داعش الذي كان يتحدث للكاميرا كبير بشكل غير متكافيء مع البحر.

وتوصلت المحللة إلى نتيجة مفادها أن الفرق في الأطوال بين القتلة والأقباط ورأس المتحدث الكبير قد تشير إلى أن جزء كبير من الفيديو على الأقل لم يتم تصويره على البحر وإنما في "استوديو شاشة خضراء" ( كروما)، وهي تقنية تلفزيونية وسينمائية معروفة يتم من خلالها وضع الخلفية المناسبة بعد تصوير الموضوع الأساسي للصورة, وتقول إحدى التقديرات إن البحر الذي يظهر في الخلفية تم تصويره في توقيت آخر بخليج سرت، وهي المنطقة الليبية التي يحتفظ التنظيم فيها بحضور مكثف.

ووفقا لتحقيق "فوكس"، فإن صوت الأمواج الذي سمع في الخلفية هو مؤثر صوتي مألوف جدا في صناعة السينما. وفي المشهد الأخير بدا أن البحر قد تلون بلون الدم، وقال قائد فرقة الإعدام إن التنظيم سوف يملأ البحر بدماء المسيحيين مثلما ألقوا في البحر جثة مؤسس تنظيم القاعد أسامه بن لادن. لكن وفقا لمخرجة أفلام الرعب" ماري لمبرت" فإن تحويل البحر إلى الأحمر يمكن أن يتم بواسطة أجهزة مؤثرات بسيطة ورخيصة للغاية، بل حتى يمكن تنفيذه عبر الهواتف المحمولة، مشيرة إلى أنه في هذا الفيلم حدث ذلك بواسطة الحاسوب.

"خان" قالت إنه ربما اضطر داعش لفبركة الأفلام لأن التجمهر بهذا العدد في مكان مفتوح كان سيعرض أعضاء التنظيم للقصف أو تحديد موقعهم عبر الأقمار الصناعية. إذا كان داعش بحاجة لكل هذه المساعدات التكنولوجية "لترميم" فيلمه، فأغلب الظن أن يكون التبجح والثقة بالنفس التي يظهرها في تصوير الأفلام بالفضاء الطلق ليس لهما أساسا من الصحة.

لم يقتصر اتهام داعش بممارسة خدع بصرية على فيلم إعدام الأقباط المصريين، بل كانت البداية في الفيلم الذي وثق الجريمة المروعة التي تم خلالها إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا.

موقع thomaswictor استعرض بعض من هذه الادعاءات وقال إن عملية الإعدام كانت "مفروشة" بفبركات الجرافيك التي تمت عبر الحاسوب. كذلك أكد الموقع أن الطيار لم يتم حرقه حيا، وإنما أطلق النار عليه أولا.

أصحاب هذا الرأي يلفتون الانتباه إلى أنه في جزء من الفيلم يظهر ثقب في رأس الطيار، ما يدل على أنه قُتل رميا بالرصاص قبل حرقه، ويشيرون أيضا إلى أن القفص الذي ظهر الكساسبه داخله لم يكن موجودا في الأساس، بل تم وضعه بواسطة الجرافيك بعد التصوير.

في مراحل معنية بالفيديو يظهر ما يمكن وصفه بالـ" الانكسار" أو "القفز" في مشهد القفص، تماما كما يحدث أحيانا نتيجة حدوث خلل في ألعاب الكمبيوتر. من يعتقدون أن القفص كان مزيفا، يؤكدون أنه مهما كان رسامو الجرافيك التابعون لداعش بارعين ففي مواضع معينة من الفيلم قد تقاعسوا، وهو ما فتح الباب لكشف هذا الاحتيال.

وبحسب هذه الادعاءات طلب داعش من الطيار أن يحاكي حركات من يُحرق حتى الموت، لأنه لم يكن من الممكن التكهن بطريقة تصرف شخص تلتهمه النيران، حيث كان من المتوقع أن يركض في كل مكان وبذلك يفضح العملية لأنه لم يكن هناك من قفص في المكان، بل تم وضعه بالفيلم بعد تنفيذ الكساسبة الحركات المطلوبة منه، ثم قُتل بعد ذلك، وبعدها تم حرقه، وعرض الفيلم وكأنه يُحرق حيا من خلال إضافة النيران للمشهد.

في حالة أخرى تظهر الشعلة التي من خلالها يشعل أحد عناصر داعش اللهب الذي يقتل الطيار، لكنها لا تظهر مشتعلة كما هو متوقع.