نقلت مصادر صحفية، عن مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قوله، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قررت إعادة برمجة الأموال التي تقدمها لشبكة مستشفيات شرقي القدس، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأفادت صحيفة "القدس" المحلية، مساء اليوم السبت، بأن المصدر الذي رفض الكشف عنه، أضاف أن إدارة الرئيس ترمب اتخذت قرارا بتخفيض المزيد من المساعدات الأميركية للفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذا القرار استهدف هذه المرة سحب الأموال التي كانت مخصصة لدعم مستشفيات القدس.
يشار، إلى أنه في السنوات الماضية غطى تمويل الولايات المتحدة التكاليف الطبية للفلسطينيين للذهاب إلى هذه المستشفيات للعلاج غير المتاح في الضفة الغربية وقطاع غزة وهذا يشمل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، جراحات القلب والعيون، والعناية المركزة لحديثي الولادة وغسيل الكلى للأطفال، وغيرها.
ومن جهته، وصف ديف هاردن وهو مسؤول أميركي سابق رفيع المستوى كان يشرف على المساعدات المقدمة للمستشفيات الفلسطينية في شرقي القدس في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، أن خفض التمويل "عبارة عن عمل انتقامي (من الفلسطينيين) بامتياز" من قبل إدارة ترمب على وجه الخصوص.
وحذر هاردن في تغريدة عبر (تويتر)، من أن ذلك يمكن أن "يتسبب في انهيار" هذه المستشفيات بما في ذلك مستشفى أوغستا فيكتوريا الذي يديره الاتحاد العالمي اللوثري (الكنسي) ومستشفى سانت جون للعيون.
وقال هاردن في تغريدته مساء أمس الجمعة "تخبرني جهات الاتصال أن البيت الأبيض قرر تخفيض 20 مليون دولار في تمويل مستشفيات القدس الشرقية .. هذا يشكل ضغطا شديدا على مستشفى أوغوستا فيكتوريا ومستشفى سانت جون للعيون؛ هذه مستشفيات مسيحية، مرخصة إسرائيليا، وفلسطينية الهوية".
يشار، إلى أن هذه المستشفيات الست في شرقي القدس المحتلة كانت قد حظيت مؤخرا بمعاملة تفضيلية من قبل الولايات المتحدة باعتبارها واحدة من المشاريع القليلة التي استثنتها الولايات المتحدة من قانون (تايلور فورس) وهو القانون الذي قيد المساعدات المقدمة للفلسطينيين طالما واصلت السلطة الفلسطينية دفع رواتب لأسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين.
يذكر، أنه في الأسبوع الماضي، قررت الولايات المتحدة وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التي تدير مدارس وعيادات صحية للاجئين الفلسطينيين، حيث بلغت قيمة الأموال المقتطعة نحو 300 مليون دولار.
وفي الأسبوع الذي سبقه، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة قررت خفض أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات الإنسانية والتنموية التي كانت مخصصة للضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.
وكانت الأموال المخصصة لمستشفيات القدس الشرقية واحدة من آخر دفعات المساعدات للفلسطينيين التي كانت الإدارة الأميركية تدرس ما إذا كانت ستفرج عنها أم لا.
وقال هاردن، إنه تلقى مكالمة حول خفض التمويل من مسؤولي إدارة ترمب، وأن وزارة الخارجية الاميركية قالت أن قرار خفض التمويل اتخذ الخميس الماضي.
يشار إلى أن الرئيس ترمب كان أخبر مجموعة من الشخصيات اليهودية الأميركية يوم الخميس عبر الهاتف، بحضور صهره جاريد كوشنر، ومبعوثه للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، وسفيره لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، إنه قطع المعونات المالية عن الفلسطينيين في إطار الضغط عليهم من أجل دفعهم للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.
وقال ترمب في مكالمته مع اليهود الأميركيين وفق النص الذي وزعه البيت الأبيض "كانت الولايات المتحدة تدفع لهم مبالغ هائلة من المال، وأود أن أقول سوف نقدم الدعم المالي لكننا لا ندفع لكم (للفلسطينيين) حتى نتمكن من التوصل إلى اتفاق. إذا لم ننجز الصفقة، فلن ندفع".
واضاف ترمب في ذات المكالمة "لقد سألت، هل استخدمتم عامل الدعم المالي في السابق (كوسيلة ضغط على الفلسطينيين) فقالوا لي لا؛ لأن ذلك (استخدام ورقة الدعم المالي) سيظهر عدم احترام، ولكنني لا أعتقد أن (قطع الأموال عن الفلسطينيين) من غير اللائق أو يظهر عدم احترام .. بل أعتقد أنه من عدم الاحترام أن لا يأتي الناس (الفلسطينيون) إلى الطاولة للتفاوض".
وقال الرئيس ترمب "إن الفلسطينيين لا يمكن أن يحصلوا على ما يريدونه في كلا الاتجاهين؛ من ناحية ينتقدون ويرفضون المفاوضات، بينما يسعون للحصول على مساعدات مالية من الولايات المتحدة من جهة أخرى".