احتشد مئات الخريجين، اليوم الأحد، قرب مفترق "السرايا" وسط مدينة غزّة، تعبيراً عن رفضهم لتدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزّة، وانعدام فرص العمل وانتهاء حياتهم الجامعية بدون بصيص أمل بإمكانية توفر فرص عمل لهم.
وانطلق تجمع الشباب من مفترق "السرايا" إلى مقر وزارة العمل، وسط شعارات تُندد بتجاهل قضية الخريجين في قطاع غزّة ، وتطالب بالعمل على إنهاء الأزمات المتتالية التي أرهقت طاقات الشباب وسلبت مستقبلهم وطموحاتهم.
وأكد الخريجون على أن الوضع المأساوي الراهن في ظل حالة عدم الأخذ بالحسبان تطلعات فئة الشباب من قبل الأطراف الفلسطينية التي تمسك بزمام الأمور في الوطن، أدى لهدر سنين عمرهم بدون أي فائدة أو تحقيق إنجاز على مستوى الحياة العملية والاجتماعية.
وقال بيان لجنة الدفاع عن الخريجين: "نشعر بالإحباط الذي قتل طاقاتنا وإبداعنا ورغبتنا في هذه الحياة، فصبرنا كثيراً، علنا نصل إلى حل عادل لقضيتنا، وكنا نعض الأصابع يوماً بعد يوم، ونصبر ونتريث، لكن للأسف لم تكن هناك نتيجة تغير حالنا المأساوي إلى حال يليق بشباب هذا الوطن، حتى بتنا نشعر أنّ لا أحداً يُلقي لنا أو لمستقبلنا الذي يضيع أمام أعيننا بالاَ، فالكل مشغول بمعاركه السياسة والحزبية الضيقة ، التي كانت ولا زالت سبباً رئيساً في الحالة المأساوية التي وصلنا لها اليوم".
وشدّد البيان على أنّ هذا الحراك يأتي وسط صمتِ وتجاهل الكل الفلسطيني لقضية الشباب والخريجين في قطاع غزة، والتي تعد من أهم القضايا التي يجب أن تكون على رأس أولويات المشروع الوطني، مُشيرين إلى أنهم بدأوا اليوم اعتصاماً مفتوحاً للمطالبة بحقوقهم المشروعة والمكفولة كشباب وخريجين يتطلعوا للعيش بحياة سعيدة وكريمة، بأبسط مقوماتها التي كفلها الجميع.
كما دعوا كافة الفاعلين من الشباب، والنشطاء الإعلامين لمساندة حراكهم ودعم الجهود المبذولة لإنجاحه، مطالبين كافة وسائل الإعلام المحلية والدولية بنقل الصورة والرسالة التي يسعى الحراك لإيصالها إلى كل الأطراف في الساحة الفلسطينية.
وتابع البيان: "نؤكد على أن الحراك سلمي، وسيبقى سلمي، وسيستمر بصورة حضارية تليق بشباب وخريجي هذا الوطن"، مؤكدين على ضرورة تفهم الكل الفلسطيني أنّ الوضع المأساوي الذي تمرُ به غزّة، أصبح لا يُطاق، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته.
يُذكر أنّ نسب البطالة والفقر في قطاع غزة ارتفعت بشكل قياسي وغير مسبوق، حيث وصلت إلى ما بين 60 و 80% نتيجة دخول فئات جديدة لشريحة الفقراء كالموظفين وعمال المصانع والشركات التي أغلقت أبوابها، ناهيك عن وجود 175 ألف خريج من الجامعات المحلية.