بداية، ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو حبي لفلسطين ولمدنها من الشمال إلى الجنوب فهي جزء لا يتجزأ من وطني المسلوب من الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى عدم موافقتي لسياسة التطبيع مع الاحتلال أيا كان نوعها ومكانها.
إعلام الاحتلال نشر خبرا أمس مفاده أنه من المقرر أن ينفذ مجموعات من الطلبة الإسرائيليين جولة بمدينتي روابي ورام الله وسط الضفة المحتلة، حيث ستقام الجولة يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري في خطوة تطبيعية جديدة، ما يطرح تساؤلا هل تقبل روابي على نفسها بهذه الزيارة؟
كثيرة هي التساؤلات التي تُطرح من منطلق الغيرة والنخوة على الوطن، حيث تعلمنا منذ الصغر من أجدادنا أن فلسطين لا تقبل للقسمة على أحد، وأن الاحتلال الإسرائيلي هو عدو لنا ولا يمكن القبول به صديقاً أو شريكاً في يومٍ من الأيام.
وتأتي توقيت هذه الزيارة تزامنا مع سعي إسرائيل إلى أسرلة التعليم في القدس، وهذا ما ظهر مؤخرا خلال افتتاح العام الدراسي في مدرسة العلا في محاولة لصبغ المناهج التعليمية بالصبغة القومية الإسرائيلية وتحريف وتزوير التاريخ والجغرافيا حول فلسطين المحتلة.
هذه الزيارة التي يُخطط لها في حال لو تمت، بمثابة تأكيد على حجم التطبيع في كافة المجالات مع الإسرائيليين وليس فقط الأمنية، كما يفتح المجال للسؤال عن أسبابها؟ وهل ستتم بعلم إدارة المدينة؟ ومن يقف ورائها وإن كان كذلك فما هو دافعها؟
ونشرت كتلة “أفق” الطلابية في جامعة “أريئيل”، دعوةً للطلاب على صفحتها عبر فيسبوك، للمشاركة في جولة تعريفية داخل مدينة روابي قرب رام الله، حيث سيقوم نائب رئيس مجلس المدينة بتعريفهم بروابي، وسيجرون جولة داخلها.
لا أرى أي مبرر لهذه الزيارة وفي حال وافقت عليها روابي ستضر بتاريخ وسمعة الشعب الفلسطيني، بل أن هناك أهداف وأبعاد مستقبلية يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتحقيقها من هذه الزيارة التي تأتي في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها أهلنا في كافة أمكان تواجده من اعتقال وتضييق وخناق.
لم يكتفٍ الأمر هنا بل أن المجموعة ستتوجه بعد روابي لزيارة مدينة رام الله، وسيجري لقاءً بين لجنة التواصل بين المستوطنين ولجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي التابعة للسلطة الفلسطينية، وسيشارك في اللقاء وزير فلسطيني لم يذكر اسمه.
الكارثة الأكبر أن جامعة “أريئيل” تم تأسيسها داخل مستوطنة “أريئيل” المقامة على أراضي محافظة سلفيت، ويقدر عدد الطلاب داخلها بالآلاف، وتعتبر الجامعة الإسرائيلية الوحيدة في الضفة المحتلة.
يا عزيزي، كيف لنا القبول كفلسطينيين بهذه الزيارة وهم يقطنون على أرضنا وسلبوها منا بالقوة وأقاموا جامعتهم عليها بقوة السلاح والعربدة الإسرائيلية، وبالتالي علينا أن نذكر أنفسنا بتاريخ أجدادنا الذي أورث لنا حب الأرض وكره الاحتلال.
من جهة أخرى، نفت مدينة روابي وسط الضفة المحتلة وجود زيارة لها من قبل مجموعات طلابية إسرائيلية، قائلة "إن لا علم لديها بما هو منشور حول الموضوع".
علينا الحذر من هذا الخبث الإسرائيلي الذي تفوح رائحته في كل مكان وزمان، حيث لم يترك وسيلة من الوسائل لنشر سمومها في كل مدينة وشارع وبيت فلسطيني.
وأخيرا، رسالتي إلى كل مسؤول فلسطيني حريص على هذا الوطن بضرورة عدم تفويت الفرصة للاحتلال بقبول أفكاره وتبادل الخبرات التعليمية معه والدعوة إلى بث الروح والمعنوية وتوعية الطلبة الفلسطينيين بخطورة هذه الزيارات وتبعاتها المستقبلية.