عادت أصوات الاشتباكات تسمع مجدداً في العاصمة الليبية طرابلس بعد هدوء حذر دام ثمانية أيام إثر الإعلان عن وقف إطلاق النار برعاية أممية يوم 4 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وسمعت أصوات اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في عدة أماكن بالعاصمة الليبية من بينها منطقة بوابة الجبس بضواحي طرابلس، فضلاً عن طريق المطار.
ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" (خاصة) عن مصدر أمني (لم تسمه) بمطار معيتيقة الدولي بطرابلس استهداف المطار بعدد من القذائف العشوائية دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
في السياق ذاته، أعلنت الصفحة الرسمية للمطار على "فيسبوك" تحويل مسار طائرة الخطوط الجوية الليبية لمطار مصراتة الدولي، حيث كانت قادمة من مطار برج العرب بمحافظة الإسكندرية شمالي مصر.
والسبب الأرجح في تحويل مسار الطائرة هو استهداف المطار والوضع الأمني، بحسب مراقبين.
وبينما لم يتسن لـ"الأناضول" الحصول على تصريحات من مسؤول ليبي حول هذه الاشتباكات، لم يصدر أي بيان رسمي يوضح ملابسات ما يجري.
وفي وقت سابق الثلاثاء، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كافة الأطراف في البلاد إلى عدم إصدار بيانات تحريضية أو استفزازية.
وجاء ذلك في تغريده نشرتها البعثة على حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، مساء الثلاثاء.
وأتت التغريده بعد ساعات من إصدار "اللواء السابع"، والمعروف بالكانيات (كثير من عناصره الذين ينتمون لعائلة الكاني بمدينة ترهونة القريبة من طرابلس)، بيانا متلفزًا قال فيه إن "ساعة الخلاص من المليشيات، وعصابات الإجرام، ودواعش المال العام ها قد دقت".
وأضاف بيان "اللواء السابع" مخاطبًا الليبيين: "فهبوا للالتحام مع إخوتكم في اللواء السابع لنصرة الوطن وتخليصه من العبث والإجرام".
البعثة الأممية قالت في تغريدتها: "بينما يتم تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماعي الزاوية (غرب طرابلس) من وقف إطلاق النار في طرابلس، ومن إجراءات جذرية سيبدأ صدورها الأربعاء (دون توضيح تلك الإجراءات)، فهي تهيب بكافة الأطراف عدم إصدار البيانات التحريضية أو الاستفزازية".
ونبهت البعثة إلى ضرورة "الاعتدال في التصريحات والبيانات؛ لاسيما تلك التي صدرت اليوم (في اشارة لبيان اللواء السابع)، والتي تناقض تماما تلك الالتزامات، وتضعهم تحت طائلة المسؤولية".
ورحبت البعثة باحترام جميع الموقعين للاتفاقات المعقودة بشأن وقف إطلاق النار.
وشهدت المدينة اشتباكات بين مجموعات مسلحة متنافسة على نفوذ ونقاط تمركز؛ أبرزها: "اللواء السابع"، وهو فصيل مسلح من مدينة ترهونة (88 كلم جنوب شرق العاصمة)، وكتيبة "ثوار طرابلس" التابعة لوزارة الداخلية بحكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دوليًا.
وبينما أعلن "اللواء السابع" أنه "يسعى لتطهير العاصمة من المليشيات"، تنفي حكومة "الوفاق" تبعية "اللواء السابع" لقواتها، وتقول إنها قامت بحله في أبريل/ نيسان الماضي.
وفي السياق ذاته، أعرب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عن استغرابه الشديد "لما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام من تهديد جديد للعاصمة من قبل بعض الأطراف (في إشارة للواء السابع)، بما فيه من نقض غير مبرر لما تم الاتفاق عليه من وقف إطلاق النار والتهدئة".
وأضاف المجلس، في بيان له الثلاثاء، أن "هذا الخطاب المستفز يؤدي إلى المزيد من التصعيد، ويعرض سلامة الوطن وأمن المواطنين للخطر".
ودعا المجلس إلى "الاحتكام للعقل، والتقيد بما ورد في اتفاق الهدنة الذي أشرفت عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تجنيباً لشعبنا المزيد من المآسي".
كما دعا كافة وسائل الإعلام إلى "وقف التحريض الإعلامي فورًا، والالتزام بثقافة الوحدة والسلم الأهلي والحوار والتسامح".