ليتها تعود البندقية والبدلة العسكرية التي صنعت هيبة الثورة والقادة الثوار

محمود أبو شنب
حجم الخط

كل مشاكلنا وأزماتنا ومعاناتنا طبيعية لشعب تحت الاحتلال الصهيوني المجرم ولكن الغير طبيعي والكارثي والجريمة أن تكون القيادة تمارس دورها وكأنها دولة مستقلة ؟؟؟

لو كنا دولة لأخذنا أموالنا وهي حق لنا ولم يتحكم فينا الاحتلال , كيف ندعي تحرير وطن وشعب ونحن غير قادرين على تحرير أموالنا , لا تشتتوا أفكار شبابنا في سلطة غير قادرة على انتزاع ولو جزء بسيط جداً من ما تبقى .

أعيدوا مفهوم الثورة والتحرير لعقول شبابنا قبل ضياع عقولهم لسلطة تمارس كل مهامها تحت احتلال دون مقاومته .. الارض لن تعود إلا بمقاومة الاحتلال بكل الوسائل العسكرية والسياسية والانتفاضات الجماهيرية لأننا نعيش أسوء مرحلة في تاريخ ثورتنا وقضيتنا , فالذل والهوان الذي نعيشه من الحصار ونتائجه الكارثية .. الموت في مواجهة الاحتلال والخلاص منه أهون علينا ألف مرة مما نحن فيه .

أعيدوا لنا هيبة الثورة والثوار وعزة وكرامة الفلسطيني الذي كانت كل شعوب الارض تهابه وتخشي غضبه . له مليون حساب نحن ثوار فلسطين من لقنوا العالم دروس في رجولة وعظمة الثائر .

وأن لم تصنعوا ذلك , فمن حق الشعب الفلسطيني المطالبة بكامل حقوقه الأساسية كدولة كما تدعون يا سادة ؟؟؟

كم كنا أغبياء حين اعتقدنا وصدقنا ذلك ونحن ما زلنا تحت الاحتلال الصهيوني دون سيادة على أراضي سلطة يتحكم بكل شيء فيها الاحتلال , براً وبحراً وجواً , فإذا كنا غير ذلك لنثبت لأنفسنا وشعبنا بأننا ثورة ومقاومة , أما المفاوضات لن نقبل بها إلا بإنهاء الاحتلال عن أرضنا ولو دفعنا أرواحنا جميعاً ثمن لتحرير فلسطين , قبل ضياع شعبنا وقضيتنا ومستقبل شبابنا والذين هم عنوان تحرير فلسطين ، وبناء دولتنا الفلسطينية كاملة السيادة على أراضيها وعاصمتها القدس الشريف ،

علينا مغادرة الوهم والتضليل وتجيير كل الوطن ومكتسباته وخيراته لأشخاص همّها الوحيد الاسترزاق والبقاء على كراسي الحكم الى ان يأخذهم الله اخذ عزيز مقتدر ، لا الشخصيات والتنظيمات والأحزاب تساوي نقطة دم شهيد ولحظة من صمود أسير في سجون الاحتلال ومعاناة عائلة دمر بيتها وتعيش في الخيام في برد قارص وعواصف لا يحس فيها غيرهم , وآلام جرحى الحروب الذين فقدوا جزء من أجسادهم ولم يجدوا من يداويها ولا عوائل فقدوا من أحبوهم شهداء في الحروب الثلاثة على غزة الأبية والصامدة والجريحة والمكلومة ، ولا إعمار يعيد العوائل المشردة الى بيوتها ليعيشوا بكرامة ..

فيا كل المسؤولين والقيادات هل أنتم حقاً لديكم إحساس ومشاعر الانسان وضمير ووجدان المسؤول عن شعبه وقضيته ؟؟

أكاد أجزم بأنكم دون إحساس بالمسؤولية. فأسلافكم من القادة العظام وعلى رأسهم القائد والرمز أبو عمار والقائد الشيخ أحمد ياسين والحكيم جورج حبش والمعلم فتحي الشقاقي وكل الشهداء القادة الذين كانوا في مقدمة الفدائي والمجاهد والمقاتل والمناضل في كل المواقع للدفاع عن الأرض والقضية والشعب ونالوا شرف الشهادة في ميادين الشرف والعزة والكرامة .

فيا من تدعون بأنكم قيادة شعبنا العظيم أنتم تسيرون بنا الى نهاية مأساوية لا تصل بنا لدولة ولا تحرير ولا سلطة دفعنا ثمنها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين والفقراء والبؤساء فأنتم بعد استشهاد القادة العظام جعلتمونا نمشى ونحن سكارى والحليم فينا حيران والمتعلم جاهل .

هنا نتساءل هل هذا مخطط لمؤامرة أنتم منفذوها لتدمير منظمة التحرير الفلسطينية وكل حركات المقاومة المناضلة واجنحتها العسكرية وتاريخها لصالح ومصالح شخصية ودولية وصهيونية ؟ , أم أنتم الى هذا الحد من الغباء السياسي ؟ , أم هو انتقام لشخوصكم المريضة ؟ ,

لأنكم كنتم صغاراً في زمن الكبار وعمالقة العمل الوطني والثوري والعسكري واتهمتم بالفساد والجبن والحياد لحظة ما كان الحياد خيانة .

رحمكم الله أيها القادة العظام وعلى رأسكم القائد والرمز والمعلم والأب أبو عمار حين كنت تقول دائما بأن شعبنا دوما أكبر وأفهم وأعظم من قيادته والدليل على صدق كلامك أفعالك التي كانت تعطي كل ذي حق حقه , وكنت تتلمس حاجات المواطنين , كل من طرق بابك او بعث لك بكتاب لم ترد أحد خائب من حسن عطائك وكنت على الدوام تقول كل شيء نملكه هو حق لكم ونحن حراس عليه من اللصوص فقط .

وزهدت عن كل شيء يخصك طوال سنين حياتك النضالية , فأنت الوحيد الذي كنت محط احترام الشيخ والمرأة والشبل والزهرة والشباب كنت و ما زلت في وجداننا وذاكرتنا ما حيينا لأنك كنت خير القائد والأب الحنون على كل أبناء شعبك دون حقد وغل وانتقام , كنت تسامح وتغفر لأنك دائما المتواضع أمام الصغير والكبير , وأنت الذي تعفو عند المقدرة وهذا من شيم الرجال المؤمنين الواثقين بأنفسهم وبالله .

أنهم على الحق فأنت القائد الذي لا ولن يموت فينا أبد الدهر لأنك حكاية شعب وقضية وثورة أنت الماضي والحاضر والمستقبل الذي نستلهم منه شجاعة المقاتل وحنكة السياسي وشموخ الفارس ورجولة الأب الذي يفتخر فيه كل ابن في الدنيا .

سلام لروحك الطاهرة يا معلم وملهم الأجيال الثوار والثورة التي وجدت لتبقي وتنتصر بإذن الله.