عم الإضراب الشامل اليوم الإثنين، في كافة مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمحافظات قطاع غزّة، ضمن خطوات تصعيدية أقرها اتحاد الموظفين، رفضًا لسياسات التقليص المتبعة وتأكيدًا على حقوق الموظفين.
وشمل الإضراب المدارس والعيادات الطبية وغيرها من المرافق التابعة لـ "أونروا"، بمشاركة أكثر من 13 ألف موظف من كافة القطاعات.
بدوره، قال رئيس اتحاد الموظفين في "أونروا" أمير المسحال: "رسالة الإضراب واضحة فحواها أنه يجب على البيت الفلسطيني وبصفته دولة مضيفة، الضغط على (أونروا) استجابة للحقوق ورد المظالم لأهلها، لا سميا وأن موظفي الوكالة قد تعرضوا لقرارات قاسية رغم عملهم لأكثر من 20 عامًا على التوالي في مؤسسات أونروا المختلفة".
وأضاف المسحال لوكالة "خبر"، "بعد تهديد الأمن الوظيفي لـ 956 لاجئ في نهاية يوليو الماضي، تم التوصل عبر وسطاء عن طريق إدارة الوكالة لانتزاع فتيل الأزمة والتي تعاطى وتفهم لها اتحاد الموظفين، مؤكداً على جاهزية الاتحاد لاحتوائها، وأنه ليست هناك أية عداوات ما بين الاتحاد وإدارة أونروا، لكن النتيجة كانت غير محمودة".
قدمنا كل شيء
وتابع: "قدمنا كل شيء طرفنا بما في ذلك دفع فاتورة عاجلة تقدر بـ 400 ألف دولار من صندوق الضمان الاجتماعي لتمديد عقود الموظفين حتى نهاية سبتمبر، بالإضافة لجمع التبرعات، لكن في 8 سبتمبر الحالي وبعد وصول المفاوضات حيز التنفيذ فإذا بالوكالة تقول لن يكون هناك تمديد لوظائف عام 2018 ولا رؤية لعام 2019 المقبل".
وأشار المسحال، إلى أن "أونروا" خذلت الوسطاء واتحاد الموظفين، وتنكرت للتفاهمات ما اُضطر اتحاد الموظفين، إلى تنفيذ الإجراءات التي أعلن عنها قبل شهر ونصف، وكان أولها مسيرة حاشدة انطلقت الأربعاء المنصرم بمشاركة 13 ألف موظف.
وانطلقت المسيرة تحمل شعار "الجدار الأخير"، وردد المشاركون فيها شعارات تؤكد على تمسكهم بحقوقهم الوظيفية، وتطالب باستمرار تقديم الخدمات الإغاثية للاجئين بالقطاع.
وارتدى عدد من الموظفين الذين تضرروا من التقليصات الأخيرة، "زيا برتقاليا" ووضعوا حول رقابهم حبلا، في إشارة إلى أن الوكالة في إجراءاتها تحكم عليهم بالإعدام.
خطوات تصعيدية
من جانبه، قال نائب رئيس قطاع الخدمات في اتحاد الموظفين، الحكيم أحمد لبد: "عم الاضراب جميع المؤسسات التي تشمل قطاع التعليم والخدمات الصحية وغيرها، بحيث لم يسمح لأي موظف أن يتواجد على رأس عمله خلال فترة الإضراب".
وأوضح لبد، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أنه لم يتوجه اليوم 270 ألف طالب لمقاعد الدراسة بسبب الإضراب، بالإضافة إلى أنه لم يتم فتح أي عيادة تتبع لأونروا، ناهيك عن أنه لم يتلقى اللاجئين في قطاع غزة أية مساعدة غذائية.
ولفت إلى أنه سيُعقد الخميس المقبل مؤتمرًا صحفيًا، أمام المقر الرئيسي لأونروا غرب مدينة غزة، وسيتم الإعلان خلاله في حال استمرت الأزمة، عن خطوات تصعيدية غير مسبوقة ستفاجئ إدارة الوكالة والجهات المعنية.
وبيّن أن إدارة الوكالة تحاول إيصال، "تهديدات من هنا وهناك، توحي بعدم التزامها بمهامها"، ما يهدد حياة مليون و300 ألف لاجئي بما فيهم 13 ألف موظف، داعياً إلى تراجع الوكالة عن الأزمة التي افتعلتها بنفسها.
وتعاني الوكالة الأممية من أكبر أزمة مالية في تاريخها، بعد قرار أميركي، قبل أشهر، بتقليص المساهمة المقدمة لها خلال 2018، إلى نحو 65 مليون دولار، مقارنة بـ 365 مليونا في 2017، وذلك قبل أن تعلن واشنطن نهاية شهر أغسطس الماضي قطع كامل مساعداتها عن المنظمة الأممية.
يُذكر أن "أونروا" تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.