اعتبرت حركة حماس، أنّ "ما تحدث به الرئيس محمود عباس من مضامين في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، هو إعلان صريح لفشل سياسته، وعجز مسار التسوية".
وقالت الحركة في بيان صحفي تعقيباً على خطاب الرئيس محمود عباس، مساء اليوم الخميس: إنّ "الخطاب اعتراف واضح بعجز مسار التسوية عن الوصول لأي حلول عادلة أو تحقيق أي إنجاز للشعب الفلسطيني".
وأضافت: أنّ "تساؤله عن حدود دولة الاحتلال كان أجدر أن يطرحه قبل تورط فريق أوسلو في رسالة الاعتراف بهذا الكيان"، مُشيرةً إلى أن الخطاب كان في مجمله مكرورًا ويستعرض الحال التي أوصلتنا إليه سياساته ونتجت عن أخطائه في عدم توقع سلوك الأطراف المختلفة رغم تحذيرات كل الفصائل وأحرار الشعب الفلسطيني.
وبيّنت أن الخطاب كرر المطالب ذاتها من المجتمع الدولي، شاكيًا تجاهل الإدارة الأمريكية وانحيازها، وحكومة الاحتلال وتنكرها لكل الالتزامات التي قطعها على نفسه عبر الاتفاقات التي كبَّلت الشعب الفلسطيني، وتنازل بها عن غالبية الحقوق الوطنية.
وأكدت على أنّ تجاهل عباس في خطابه لمسيرات العودة وكسر الحصار والتضحيات الكبرى التي يقدمها شعبنا في مواجهة الاحتلال، واستثناء غزة وبطولاتها وأهلها من خطابه هو تجسيد وتكريس لحالة الانقسام، وإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لمزيد من الجرائم والقتل وتسهيل تنفيذ "صفقة القرن".
وأوضحت أنّ تأكيده الاستمرار في مسار المفاوضات بعد مئات المؤتمرات والجولات وتكرارها ما هو إلا استنساخ للفشل ومضيعة للوقت.
وأشارت إلى أنها "فرصة ممنوحة للعدو يستغلها لتغيير الواقع السياسي عبر الاستيطان والتهويد، ومحاولة تقويض حق العودة بالانقضاض على الأونروا".
وشدّدت على أن كل ذلك يحدث والتنسيق الأمني مستمر، والمقاومة في الضفة مكبلة، والشعب مقيد في التعبير عن رفضه للتهويد والاستيطان حتى ولو بشكل شعبي وسلمي.
ولفتت إلى أن وصف المقاومة من على منبر الأمم المتحدة بأنها "ميليشيا وإرهاب"، ورفضه لسلاحها هو طعنة نجلاء في خاصرة الشعب وتاريخه ومقاومته وشهدائه، وهدية مجانية للاحتلال.
وقالت: إن "استخدامه هذا المنبر (الجمعية العامة) لإعلان الانفصال عن قطاع غزة، وتهديد أهله وسكانه بالمزيد من العقوبات يشكل خطرًا على النسيج الوطني الفلسطيني ومستقبل المصالحة، وهو تهديد لا ينسجم مع المساعي المصرية الكريمة لاستعادة اللحمة والوحدة الوطنية".
وتابعت: "الأجدر بعباس أن يعمل على دعم هذه الجهود والمساعي، ويعلن انتهاء الانقسام والعقوبات على شعبنا"، محملةً الرئيس عباس وفريقه كل التبعات المترتبة على أي خطوات تستهدف قطاع غزة.
وأضاف بين الحركة: "أصبح من الضروري توقف الرئيس عباس عن مسار أوسلو الفاشل الذي ألحق بالقضية الفلسطينية الضرر البالغ، وإعادة النظر بحالة الإقصاء التي يمارسها، وأن يصغي لصوت الشعب وكل القوى الفلسطينية بالتوجه نحو تطبيق اتفاقات المصالحة، وفي المقدمة منها 2011".
وفي ختام بيانها، أكدت على ضرورة استعادة وحدة الشعب الفلسطيني وترتيب بيته الداخلي على قاعدة الشراكة، والتوافق على برنامج سياسي على قاعدة الإجماع الوطني لاستعادة الحقوق الوطنية الثابتة.