هـــدم البيـــوت فــي بيــت إيــل: الـتــوازن الصـعـب

يهود
حجم الخط

وقفت الشمس في السماء دون رياح، ووقف الجنود والشباب قبالة بعضهم دون حركة ايضا. المنشور من بيت ايل طلب من الجنود والشرطة عدم التشويش على بناء «أرض اسرائيل»، لم ينجر أي أحد للنقاش في هذا الحر القائظ.
المقاول، الذي بنى البيت المختلف حوله، مئير دراينوف، جلس في الخيمة المقابلة، وأعلن أنه سيجلس سبعة أيام حداد. الحداد على ماذا؟ على المبنى، وقد يكون من اجل البناء في البلاد. مم سيرتزق؟ لقد بنى دراينوف ما يكفي من البيوت، واذا لم يسمحوا له ببيع شقق واسعة وبسعر رخيص للمحتاجين في بيت ايل فلن يعود الى مهنته. فهو سيُضرب وسيقاطع وسيكون متقاعدا ذاتيا، لكنه طلب من الاولاد توزيع الورود على رجال الشرطة والجنود.
لم يكن هذا ما حدث في وقت متأخر عندما زادت الانتقادات ضد موشيه يعلون من داخل صفوف الائتلاف، ورشق المستوطنون الحجارة على رجال الشرطة، ووصلت المواجهة ذروتها في المساء عندما حصل المستوطنون على التشجيع من كلام نفتالي بينيت ضد الحكومة التي هو عضو رئيس فيها.
لم يترك دراينوف المكان منذ ايام. عندما كان شابا لعب مع بيتار، لكن الفريق لم يكن كما هو اليوم، وقد أقلع بعدما أجرى ست عمليات في القلب لابنه. «الصمت دليل على الحكمة»، قالت زوجته. لكنه بقي على حاله، متفائلا أبديا، وغاضبا أبديا ايضا، على الاقل في هذه المرحلة.
قبل اسبوع سكن الشباب في المبنى الشاغر منذ خمس سنوات. وقد تواجد هناك، أول من أمس، مئير بارتلر، أحد قادة شباب التلال. أمسك قائد المنطقة الوسطى روني نوما بيده، أول من أمس، قرار محكمة العدل العليا الذي يقضي بهدم البيوت حتى 30 حزيران، وعرف أن يعلون اختار نهجا متوازنا، ألا يهدم بيوت دراينوف حتى اللحظة الاخيرة. وقد كان بوغي يعلون شريكا في استكمال التخطيط لاقناع رئيسة محكمة العدل العليا، مريم ناؤور، بتغيير القرار حول هدم البيوت، لكن القانون سيتغلب في نهاية المطاف.
في مساء الاثنين استعد نوما للسيناريو الصعب. وتم تعليق شعارات تدعو للحرب على جدران البيت، وعدم التوصل الى حلول وسط في «يهودا» و»السامرة». يعلون وغادي آيزنكوت ونوما فهموا أنه اذا وصل 30 حزيران وما زال أمر المحكمة ساري المفعول فمن الافضل أن يسيطر الجيش على المبنى وليس شباب «يهودا» و»السامرة»، الذين اعتصموا فيه؛ لأن جرهم أمام العدسات سيتسبب بضرر كبير. لهذا حصل نوما على الاذن من يعلون وآيزنكوت للحصول على البيت مسبقا، ليس من اجل هدمه بل استعدادا لهدمه. 
الاسرائيليون يذكرون ليس فقط غوش قطيف وانما ايضا الخيول التي داست في عمونة.

التوازن صعب
هذا موضوع معقد. اييلت شكيد مثل يعلون تحاول منع هدم البيوت، لكنها تتصرف بحذر، وهي تفهم ماذا سيحدث عند جزء من المجتمع الاسرائيلي والعالم الغربي اذا انهارت محكمة العدل العليا، إلا أن نفتالي بينيت وأوري اريئيل وبتسلئيل سموتريتش وأورن حزان يتصرفون مثل فيل في حانوت للفخار، ومن يصعّب على نتنياهو ويعلون تطبيق القانون الذي هو ضروري لاسرائيل في الداخل والخارج، هم اعضاء الائتلاف، وزراء واعضاء كنيست، وقد حرضوا من كل صوب وأرسلوا المتظاهرين الذين يرددون الشعارات ضد نتنياهو – «وعدت، فنفذ الوعد»، وضد المحكمة التي قيل عنها «عنصرية». 
هكذا على طول الطريق الجميلة من مفرق تفوح حتى مشارف القدس بما في ذلك مدخل قيادة الجيش في «يهودا» و»السامرة» التي هي معسكر.
قضية بيوت دراينوف ستجد حلها، لكنها الاسهل، لأن موضوع ملكية الارض سيختفي من برنامج العمل اليومي ويبقى موضوع التخطيط حسب القانون. ستكون هناك قضايا اخرى أصعب. 
المستوطنون – بمساعدة مؤيديهم داخل الحكومة والذين لهم حساب مع يعلون – لا يفهمون أنه يعمل من اجلهم في اطار الحفاظ على سلطة القانون وأن هذا التوازن لا يمكن تحمله.

عن «إسرائيل اليوم»