زعم القائد السابق لسلاح المدرعات بجيش الاحتلال الإسرائيلي رونين إيتسيك،، أن بدء المواجهة العسكرية بين إسرائيل وقطاع غزّة هي مسألة وقت ليس أكثر، مضيفاً أنّه إذا قررت إسرائيل القيام بها فيجب أن تخوضها بصورة مبادرة ومفاجئة، دون الاستدراج العملياتي.
وقال إيتسيك، في مقال تحليلي بصحيفة "إسرائيل اليوم": أنّه "يجب الاستفادة من دروس عملية الرصاص المصبوب في غزة عام 2008، حين نفذ الجيش عملية قصف جوي شاملة في كل أرجاء القطاع دفعة واحدة، لكن يجب أن تكون نهايتها مختلفة كلياً عن السابقة".
وبيّن أنّه "منذ اندلاع مسيرات العودة في آذار/ مارس تحاول حماس جلب إسرائيل لإبرام تسوية أو تهدئة، من خلال إبقائها تحت ضغط المسيرات والاندفاعات الجماهيرية باتجاه الحدود والبالونات الحارقة، فيما تحاول قيادة المنطقة الجنوبية التعامل مع ذلك بهدوء، ويواصل مستوطنو الغلاف المعاناة".
ولفت إلى أنّ "إسرائيل ستُحيي بعد فترة قليلة الذكرى السنوية العاشرة لحرب غزة الأولى 2008، التي استخدمت فيها كثافة نارية غير مسبوقة، ودخلت قلب القطاع".
وقال: إن "إسرائيل برئاسة رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيفي ليفني ووزير الحرب ايهود باراك، كانت لديهم أقدام باردة، وهربوا جميعاً من القطاع، دون أن يحدثوا تغييراً جدياً ذا مستوى استراتيجي، ومنذ تلك الحرب افتتحت إسرائيل مشروعاً للرد على القذائف الصاروخية ذات المدى الطويل والأنفاق العميقة التي تمتلكها حماس بغزّة".
وأشار إلى أنّ "الوضع الأمني لم يطرأ عليه تغير كبير خلال العقد الماضي بعد انتهاء الحرب الأولى، حيث إن مستوطنات غلاف غزّة تعاني من حماس، والجنوب لم ينعم بالاستقرار، والمستوى السياسي حظي بشريك مثل عبد الفتاح السيسي يقدم لنا مساعدات جدية لوقف تنامي حماس عسكرياً بسيطرته المحكمة على بوابة صلاح الدين بين غزّة وسيناء، حيث تقلصت قدرات حماس العسكرية جداً في تهريب الأسلحة".
وأوضح أنّه منذ آذار/ مارس الماضي بدأ يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة فعاليات حدودية بقيادة حماس، تارةً عبر المسيرات، وأخرى عبر العبوات الناسفة، وثالثة من خلال التصعيد الميداني المستمر 24-48 ساعة، والتي تتضمن إطلاق قذائف صاروخية باتجاه الغلاف".
وتابع: "بعد فشل الوصول إلى اتفاق التهدئة سنكون في قادم الأيام أمام تصعيد جديد، ما يتطلب طرح أسئلة عما يمكن أنّ يتغير من هذا التصعيد القادم، الإجابة قد لا تكون مفاجئة، فإن شيئاً لن يتغير، إلا إذا قررت إسرائيل المضي حتى النهاية في عملية مكثفة تعمل على تغيير الوضع من أساسه، وعلى حماس أن تدرك أنها المواجهة الأخيرة لها".
وأضاف: "يجب ألا تتوقع حماس حجم هذه الحرب، وإسرائيل من جهتها عليها أن تكون مستعدة لانتهاء هذه المواجهة بطريقة مغايرة عما انتهت إليه حرب غزة الأولى 2008، لأنّ الجيش لا شك لديه القدرة العملياتية، لكن تبقى الإرادة السياسية".
وأكمل تحليله بالقول: إنّ "أجندة الحرب القادمة يجب أن تمر عبر عدة مراحل، الأولى القيام بعزل مناطق قطاع غزّة بصورة مجزأة، وإغلاق نقاط الانسحاب أمام حماس، والثانية الدخول بصورة مكثفة داخل هذه المناطق، بما في ذلك مدن غزة وخانيونس ورفح، وتدمير معاقل حماس".
ونوه إلى أن "هاتين المرحلتين تتطلبان أسابيع معدودة، ولن تكون بسيطة وسهلة، لكنها ستمهد الطريق للمرحلة الثالثة، وهي البقاء في تلك المناطق لاستكمال عملية تطهيرها بالكامل، مستعينة بما لديها من معلومات استخبارية".
وتساءل: "هل أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت الذي ينهي مهامه في كانون الأول/ ديسمبر القادم، سيكون متشجعاً للقيام بها؟"، مجيباً "أشك في ذلك، لكنها تبقى عملية لا خيارية، وسيكون الموضوع مسألة وقت".
وفي ختام حديثه، أكد على أنّ هذه العملية لن تزيد عن عام كامل، لأنها في النهاية ستعمل على تغيير جوهري في وضع المنطقة الجنوبية، وحينها ستكون إسرائيل صاحبة اليد العليا في تقرير طبيعة الحالة التي ستسود في غزّة