يُصنف محصول الزيتون على أنه المحصول الاستراتيجي الأهم من ضمن محاصيل البستنة الشجرية نظرًا لأهميته من الناحية الغذائية والعلاجية ودوره في تعزيز الأمن الغذائي للمواطن في قطاع غزة، ويعتبر العمود الفقري للاقتصاد الزراعي في فلسطين، ويشكل مساحة 44.2 من ساحة البستنة الشجرية.
وتولي وزارة الزراعة ممثلة محصول الزيتون اهتمام خاص على مدار الموسم، حيث نفذت العديد من الأنشطة الإرشادية ابتداء من متابعة الحالة الصحية لبساتين الزيتون وصولا لمراقبة المعاصر وتقديم النصح والمشورة للحصول على زيت زيتون بمواصفات جيدة تلبي احتيجات المستهلك داخليا وخارجيا.
وذكرت الوزارة خلال حفل افتتاح موسم الزيتون لهذا العام، أنّ المساحة الإجمالية لمحصول الزيتون للعام 2018 في قطاع غزة، بلغت 38587، مها 31000 دونما مثمر و7587 دونما غير مثمر، في حين أن متوسط إنتاج الدونم لهذا العام 0.58 طن ويقدر إجمالي الإنتاج 18076 طن، كما ويقدر معدل استهلاك الفرد السنوي من الزيتون في قطاع غزة حوالي 15 كيلو جرام حث يستهلك 3 كجم للخليل و12 كجم عصير "زيت زيتون".
وأوضحت الوزارة أن الاحتياج من الزيتون 4000 طن للتخليل و14076 طن للعصير واستخراج الزيت، أما الاحتياج من الزيت 4000 طن، فضلا عن أنه يوجد ما لا يقل عن 15% من احتياجاتنا من الزيت مخزن عند المزارعين من العام، علما بأن معاصر زيت الزيتون بلغ عددها في القطاع غزة 29 معصرة.
رمز للسلام
من جهته، قال صحاب معصرة بغزة، الحاج نصر عودة: إن موسم الزيتون يعتبر موسم خير على الشعب الفلسطيني أجمع، مؤكدًا على أن حبات الزيتون تحمل بداخلها في هذا العام كمية كبيرة من الزيت ما يعود بالنفع على المزارع الفلسطيني.
وأشار عودة، خلال حديثه لـ "خبر"، إلى أنه أينما وجد مصطلح الزيتون، كانت القضية الفلسطينية حاضرة، باعتبار أنه يدل على السلام ويرمز إلى تجذر وتمسك الفلسطيني بأرضه وحقه.
بدورها، عبرت الحاجة فرحانة ياسين، عن مدى فرحتها أثناء قطفها للزيتون بصحبة الجيران والأهل والأحبة، في ظل طقوس تنتمي للرعيل الأول من التراث الفلسطيني وبحضرة الأطفال والكبار.
وشددت خلال حديثها لمراسل وكالة "خبر"، على أن موسم القطف من أجمل أيام حياتها، ففيه يتم جني الزيتون ليتم تخليله أو عصره، بحسب الحاجة، مشيرة إلى أن شجرة الزيتون ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من موطن ما يدلل على أهميتها وبركتها.
يُشار إلى أنّ نسبة الاكتفاء الذاتي من الزيت لهذا العام لا تقل عن 75% حيث كان من التوقع أن يكون الإنتاج في هذا العام غزير، إلا أن الواقع خالف المتوقع لعدة أسباب أهمها التغير المناخي، مبينة أنه بسبب الظروف الجوية لم يتم استيفاء ساعات البرودة اللازمة.