دعا لنظام سياسي قائم على الشراكة

أبو مرزوق: الرئيس يستطيع إنهاء القضايا الخلافية ويعلن المصالحة خلال أيام

ابو مرزوق.jpg
حجم الخط

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، على أن الرئيس محمود عباس، يستطيع إنهاء كل المشاكل والقضايا الخلافية الداخلية بمنتهى السهولة واليسر وخلال أيام إذا قرر ذلك.

وأضاف أبو مرزوق، في تصريح صحفي ظهر اليوم الأحد، أن الرئيس يستطيع الذهاب إلى قطاع غزة في أي وقت وفي أي لحظة يشاء وينهي كل مظاهر الخلافات الموجودة وينهي العقوبات ويعلن المصالح.

وأوضح، بأن الرئيس يستطيع أن يبث في شعب غزة مبادئ الإخاء والمحبة والتراحم وليس العداء والتهديد والقطيعة، مؤكدًا على أنه سيجد الناس قد نسيت وتناست كل الماضي بصورة إيجابية.

وقال أبو مرزوق فى تصريحه، إنّ حركة حماس منفتحة جدا علي كل الفصائل ومكونات الشعب الفلسطيني من أجل الوصول إلى نهايات لكل الملفات الخلافية المطروحة بطريقة تضمن فيها الوحدة الوطنية والشراكة ووحدة النظام السياسي وتوفير الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب الفلسطيني .

وأضاف، الرئيس يستطيع ان ينهي كل الخلافات ببساطة وسيتجاوب معه الناس ولايجب أن يصر على قضايا مستحيل تحقيقها أو أهداف من المستحيل إنجازها ، بإمكانه فعل كل ذلك وأن يشرع بترتيب البيت الفلسطيني ترتيبا يرضي الكل الفلسطيني ، فلا يجوز ولا يصح ولا يستقيم أن نختلف ونحن  تحت الاحتلال، ولا مصالحة تحت التهديد والحصار والعقوبات.

وحول المباحثات مع المسئولين المصريين، وصف أبو مرزوق لقاء حماس مع الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية ومساعديه بأنها شفافة ومثمرة ، وإعتبرها من أفضل اللقاءات  التي جمعت الحركة  بالمسؤلين في المخابرات العامة المصرية .

وأضاف أبو مرزوق، أن اللقاءات تناولت كل القضايا التي ممكن ان يتناولها حوار سياسي بين اشقاء واختتمت هذه اللقاءات التي استمرت أربعة ايام بلقاء رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، وهذه اللقاءات عرضنا خلالها العلاقات الثنائية بيننا واستعرضنا أيضا ملف المصالحة وملف التهدئة والأوضاع في قطاع غزة وأوضاع القضية الفلسطينية السياسية بشكل عام .

كما وأعرب عن إعتقاده بأن هذا اللقاءات سيكون لها آفاق طيبة على كل الملفات التي تم استعراضها لاسيما ملف المصالحة ، لأن حماس تريد أن تصل إلى نهاية هذا الملف النهاية الطبيعية وهي إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية لشعب واحد وحكومة واحدة ومجلس تشريعي واحد وقانون واحد ونظام أمني واحد.

وتابع حديثه، أن مصر أبلغتنا بأنها ستبذل كل جهد ممكن من أجل إنهاء هذه  الملفات ونحن نثق في قدرتها علي ذلك، فمصر تقدم و قدمت علي مر التاريخ تضحيات كبيرة من أجل القضية الفلسطينية، ودفعت  ثمنا غاليا من أجل فلسطين ولازالت  تقدم وهذا ما نتوقعه من المسؤلين المصريين فهم دائما حاضرين من أجل خدمة القضية الفلسطينينة لأنها قضية العرب والمسلمين الأولى .

وفيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية، شدد أبو مرزوق على، حديث حركته مع المصريين، عن موضوع الحكومة ونحن موقفنا هو موقف الفصائل الفلسطينية  التي التقت في يناير 2017 في بيروت، بما فيها حركة فتح وهيئة المجلس الوطني ومعظم الأمناء العاميين للفصائل الفلسطينية وبعض أعضاء اللجنة التنفيذية عندما اجتمعنا فى بيروت وقررنا  تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأكدنا على ضرورة أن يباشر الرئيس عباس مشاوراته مع الفصائل لتشكيل هذه الحكومة، فنحن نريد حكومة وحدة وطنية  يشارك فيها الجميع، حكومة قوية وتستطيع أن تنهي مكل معاناة المرحلة وأن تجرى انتخابات عادلة وشفافة وسنحترم نتائجها .

وأضاف، آمل في مرحلة قادمة نرى حكومة فلسطينية واحدة تبسط سيادتها كاملة وتقوم بمهامها كافة  ومسئولة عن جميع المواطنين بلا تمييز كجزء من نظام سياسي فلسطيني ديمقراطي موحد تشارك فيه جميع القوى لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثل لهذا الشعب الفلسطيني والدور محفوظ للمجلس التشريعي والمجلس الوطني كلا في اختصاصه.

وأوضح أبو مرزوق، أن حركة حماس أبلغت الأخوة المصريين أنها  تريد  نظام سياسي فلسطيني قائم علي  الشراكة وأن يتحمل كل واحد منا  مسؤولياته عن هذا الوطن وهذه القضية ومجابهة كل الأضرار والمؤشرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، فنحن نريد أن نتوافق جميعا على برنامج للمقاومة ولإدارة الصراع ويكون قرار الحرب وقرار السلم بلاشك متفق عليه ويكون هناك توافقا وطنيا عليه لا نتنازع في أي قضية من القضايا، ونحن لانريد محاصصة بل نريد مشاركة مع الجميع لا يهيمن أحد على أحد ولايؤدي هذا في النهاية إلى سيطرة احد أو استئثار بالقرار على حساب الأخر.

مؤكدًا، على أننا نريد نظام سياسي قوي وحماس مستعدة للاتفاق مع فتح على آليات للتحرك خلال الفترة القادمة لمواجهة كافة التحديات بما في ذلك أوسلو ومكانة المقاومة، هذا بالنسبة لملف المصالحة والذي عكسناه بكثير من المسؤولية واعتقد أن هناك نوايا عند الأشقاء في مصر لبذل أقصى الجهد في هذا الموضوع .

وفيما يتعلق بموقف الحركة من منظمة التحرير، قال أبو مرزوق، إن حماس لاتريد أن تستأثر بمنظمة التحرير ولاتسعى لأغلبية في المجلس الوطني، بل  نريد شراكة وطنية للكل الفلسطيني وأن يكون الكل الفلسطيني مجتمع في بوتقه واحدة هذا الذي عبرنا عنه بوضوح في هذه المرحلة بالذات،  ونؤكد أمام الجميع على أننا لن ولا نريد أن نستحوذ  علي الأغلبية في المنظمة، وسنكون مثلنا مثل الفصائل الأخرى، ومن يتحدث عن نقل الانقسام إلي المنظمة نقول له إننا اتفقنا في ٢٠٠٥ على دخول المنظمة قبل الانقسام، فكيف بنا ننقل انقسامًا لم يحدث بعد.     

وأضاف، ولا ننسى أننا كحركة تحرر وطني نحترم كل الالتزامات الدولية المنصفة لقضيتها الوطنية ونسعى لكسب الرأي العام الإقليمي والدولي.

وقال أبو مرزوق، نحن لانرى أن قضية المصالحة مرتبطة بالتهدئة نحن نقول إنهما قضيتان منفصلتان، فقضية التهدئة شيء وقضية المصالحة شيء آخر، قضية المصالحة شأن فلسطيني داخلي بين مكونات الشعب الفلسطيني، وقضية التهدئة هى نتاج لحرب بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني، هذه الحرب أنتجت اتفاقية لم يلتزم بها العدو في ٢٠١٤ وبالتالي ما جرى في ٢٠١٤ وما تم الاتفاق عليه سواء كان من فتح المعابر أو حرية الحركة أو حرية التنقل أو مساحة الصيد وإلى ذلك من قضايا المفروض تطبيقها لم تطبق، ومسيرات العودة تعالج هذه القضية وتعالج ما استحدث بعدها من شدة الحصار وشدة العقوبات حتى يعيش المواطن الفلسطيني عيشة كريمة

وأوضح، نحن نتحدث التهدئة ولا تمانع حماس بأن تكون هذه التهدئة هى أيضا على المستوى الوطني بل بالعكس نحن نحبذ هذا لكن لابد أن تكون الأمور موضوعية ومسؤلة وحماس تقوم بمسؤولياتها في هذا الصدد لأنها هى المعنية رقم واحد في موضوع التهدئة .

وقال أبو مرزوق، نحن نريد مصالحة  شاملة وكاملة في كل أجزاء الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، مصالحة تعكس صورة الفلسطيني القوي الموحد الذي يجابه قضاياه بمسوؤولية ويجابه ما يحاك من مؤامرات بتضحيات والقيام بواجبه على أكمل وجه.

وأكد، نحن أبلغنا  للأخوة المصريين أن  المصالحة ستبقى قائمة وهدف أساسي لنا حتى تتحقق لأنه لا خيار أمامنا كشعب فلسطيني إلا الوحدة الوطنية ولا نستطيع أن نواجه أي من الملفات السياسية المطروحة على الأجندة الوطنية إلا إذا كنا موحدين.

وأضاف، يجب  تحقيق الوحدة والسعي لتكاتف فلسطيني خاصة ونحن تحت الاحتلال وأمامنا صعوبات متعددة وتحديات كبيرة وأمامنا المخطط الأمريكي لإعادة ترتيب المنطقة، ولاسيما القضية الفلسطينية أو مايسمى بصفقة القرن.

وقال أبو مرزوق، إن صفقة القرن حتي ولو تكن مكتوبة إلا أنها تطبق علي الأرض وتقرأ بوضوح خاصة حينما تتحدث عن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتتحدث أيضا عن ضغوط أمريكية ليس فقط لنقل سفارتهم للقدس بل  لنقل سفارات دول أخرى إلى القدس .

وأضاف، حينما تتحدث عن مستقبل القضية الفلسطينية تتحدث عن دولة يهودية وقانون القومية الذي طرح أخيراً في الكنيست والموقف الأمريكي من كل هذه الأحداث وتعلم تمام أن ما يحاك من مؤشرات على القضية الفلسطينية أكبر من التصدي لها فلسطينيا موحدين بل نحن نحتاج إلى المنطقة بمجملها وعلى رأسها الإخوة هنا في مصر .

وأكنل حديثه، نحن تكلمنا مع المسؤلين في مصر عن الوضع السياسي العام وطمأنا الإخوة في مصر وقولنا بوضوح أننا حينما نتكلم عن مسؤوليتنا السياسية نحن نقول إننا ضد "صفقة القرن " وضد أن تكون هناك دولة في غزة أو تكون دولة بدون غزة وضد الدولة المؤقتة، نحن مع دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعودة اللاجئين والقدس عاصمة لهذه الدولة.

وأكد أبو مرزوق، بأن كل ذلك سبق وأن أوضحناه، لأن هذا الإجماع الفلسطيني الذي توافقنا عليه في وثيقة الوفاق الوطني منذ ٢٠٠٦ وكررناها في وثيقة المبادىء والسياسات لحركة حماس وقولنا بوضوح في وثيقة المبادىء أن هذا الهدف حينما يكون محل إجماع وطني فلسطيني فنحن نتمسك به لأن هذا هدف فلسطيني مجمع عليه فنحن نريد أن نتوافق فلسطينيا على هدف ونسعى لتحقيقه ولذلك حينما نقول إننا لا نعترف بإسرائيل ولن نعترف بها معناه أن فلسطين بحدودها التاريخية هى ملك الشعب الفلسطيني أولا والأمر الثاني أنه ليس مطلوب من أي فصيل فلسطيني أن يعترف بإسرائيل.

وقال أبو مرزوق، نحن نقول إن وثيقة المبادىء والسياسات التي أصدرتها الحركة في 2017 شكلت النضج السياسي للحركة بعد تجاربها عبر السنوات السابقة صحيح تجاوزنا الميثاق في كثير من المواقف وكثير من السياسات وكثير من التعبيرات وكثير من الخلط بين الثقافة والأيدولوجيا وبين السياسات والمباديء تجاوزنا كل ذلك.

واستدرك بالقول، ونحن نتكلم عن ما يسمي  صفقة القرن في جانبها السياسي أيضا نتحدث عن أصحاب الحقوق الذين أخرجو من ديارهم بغير ذنب ارتكبوه منذ عام ١٩٤٨ واليوم تتنكر أمريكا لهؤلاء وتريد أن تحدث تعريفا جديدا للاجيء الفلسطيني حتى تطمس قضيته .

فهناك ستة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين الذين عاشوا من مخيمات خارج وطنهم تريد أن تطمس قضيتهم بل وتلاحقهم في تلك المخيمات لتحرمهم التعليم ولقمة العيش والبرامج عن طريق وقف دعمها للأونوروا، ولكي نواجه صفقة القرن لابد أن نكون موحدين ولابد أن يكون هناك وحدة وطنية متحققة في هذا الأمر.

وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على قطاع غزة، قال أبو مرزوق، حينما نتكلم عن أزمات قطاع غزة وخاصة الإجراءات الأخيرة أو العقوبات المفروضة على القطاع، بلاشك المصالحة تنهي هذه العقوبات بل يجب ألا يكون هناك عقوبات على قطاع غزة من الأساس لأن العقوبات عنوانها الأساسي استمرار القطيعة وليس المصالحة، فلكي نقترب من المصالحة فلابد أن نقدم عملا صالحا  يقرب بين الأشقاء ويقرب القلوب بعضها على بعض مما ينهي معاناة الناس حتى يرغب هؤلاء ويقاتلو من أجل الوحدة الوطنية .

وقال، إننا تحدثنا مع الأخوة المصريين في العلاقات الثنائية وأعطي  الوزير عباس توجيهاته بفتح معبر رفح بصفة مستمرة، وأعتقد أن المعبر منذ شهر رمضان الماضي وحتى اللحظة يعمل بانتظام وهناك تحسينات لتخفيف المعاناة عن المواطن الفلسطيني في السفر من رفح للقاهرة أحيانا كانت تستغرق أربع ايام وبلاشك أننا نأمل أن تحل هذه المشاكل وأعتقد أن هناك وعود وهناك إصلاحات في الطرق بعد الهدوء في الوضع الأمني كاملًا وتعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقا  من أجل رفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني، وفي هذا الصدد تم الإفراج عن عدد من المعتقلين وعادوا إلى قطاع غزة مباشرة مع الوفد العائد إلى غزة.

وشكر أبو مرزوق، مصر على بتزويد القطاع بكثير من المواد المعيشية بسبب ما يتعرض له القطاع من نقصان في الغاز والبترول والدواء ونحن نعرف أن مصر عليها مسؤوليات بالنسبة لقطاع غزة وهى لم تقصر في هذا الصدد إطلاقا .