أفادت صحيفة ""هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، أن جمعية "عطيرت كوهنيم" اليمينية، اشترت منزلاً فلسطينياً في البلدة القديمة من مدينة القدس، منذ ستة أشهر، وتسببت في موجة من الاتهامات في وسائل الإعلام الفلسطينية حول من الذي أبرم صفقة بيع العقار.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أنه في الأسبوع الماضي، دخل السكان اليهود، الملاك الجدد، بشكل غير متوقع إلى المبنى القائم بالقرب من جدار الحرم القدسي.
ومن بين أمور أخرى، يتهم معارضو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية بأنهم أحبطوا في السابق صفقة لبيع ذات المنزل حتى يتسنى لهم لاحقًا بيعه للمستوطنين.
وكان المنزل يعود لعائلة جودة الفلسطينية، وهي من العائلات المعروفة في القدس، وتربطها علاقات عائلية مع عائلة الحسيني الشهيرة.
ويعرف أن رأس هذه العائلة وهو أديب جودة، أحد الشخصيات المعروفة في المدينة القديمة، وهو يشغل مهمة "حامل مفتاح" كنيسة القيامة في المدينة.
ووفقا لتقارير نشرت الأسبوع الماضي، حاولت الأسرة بيع المنزل منذ فترة طويلة. وقبل عامين، تم ابرام صفقة بيع بين عائلة جودة ورجل يدعى فادي السلامين، وهو رجل أعمال فلسطيني وناشط سياسي يعيش في الولايات المتحدة، ويعتبره البعض مقرباً من محمد دحلان، منافس عباس، ويعرف عنه انتقاده اللاذع المتواصل للسلطة الفلسطينية.
ووفقًا لمصادر فلسطينية، نجحت السلطة الفلسطينية في إحباط صفقة البيع لفادي السلامين. وبدلاً من ذلك، توجهت عائلة جودة إلى وسيط يدعى خالد العطاري، الذي يعتبر مقربًا من كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية.
وقد اشترى العطاري العقار وفقًا للتسجيل في السجل العقاري في نيسان/ابريل من هذا العام، وفي اليوم نفسه تم نقل الملكية إلى شركة أجنبية تسمى Daho Holdings، والمسجلة في جزيرة نيفيس في البحر الكاريبي.
وبعد ستة أشهر من هذه الصفقة، دخل السكان اليهود إلى المبنى واتضح أن العقار أصبح ملكًا لجمعية "عطيرت كوهنيم".
ونشر جودة والعطاري إعلانات في الصحافة، رفضا فيها ادعاءات بأنهما كانا على علم بنقل المبنى إلى اليهود، ولكن الرياح في الشارع الفلسطيني ترفض الهدوء.
وفي الأسبوع الماضي، تم تشديد الاتهامات، وتضمنت أسماء اثنين من كبار المسؤولين الآخرين في السلطة الفلسطينية: ماجد فرج، رئيس المخابرات الفلسطينية، وعدنان الحسيني، محافظ القدس نيابة عن السلطة الفلسطينية.
حيث تم ربط اسم فرج بالقضية لأن عطاري يعتبر مقربا منه، أما الحسيني فقد تم إدراج اسمه لأنه صادق على الصفقة بفعل منصبه الرسمي.
وفي تسجيل تم نشره في الأيام الأخيرة، يسمع صوت الحسيني وهو يقول إن العطاري هو شخص موثوق به.
فيما أصدر إمام المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، فتوى جديدة تمنع بيع الممتلكات لليهود، مؤكدًا أن كل من ينقل ملكية لليهود خلسة يخرج عن دين الإسلام. لن يتم غسله وكفنه، ولن يصلي عليه، ولن يدفن في مقابر المسلمين.