طالب رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل، جميع النخب في العالم الإسلامي كـ"مفكرين وعلماء وسياسيين" بصياغة معادلة دقيقة تجمع وتوازن بين همهم القطري والهم العام للأمة وعلى رأسها قضية فلسطين.
وأضاف مشعل خلال كلمته بمؤتمر "أمة رائدة للقدس عائدة"، والتي انطلقت فعالياته اليوم الجمعة في مدينة إسطنبول التركية، أنه "لا بد من استحصار اللحظة التاريخية في مسيرة مقاومة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، والتي تُلخص في 4 زوايا، الأولى أنّ مشروع تصفية قضية فلسطين ينمو يوماً بعد يوم، وهو ما يُعرف بصفقة القرن".
وتابع: "إن لم يعلنوا عن صفقة القرن بتفاصيلها، فقد بدأوا بخطوات عملية على الأرض من خلال إعلان القدس عاصمة دولة الاحتلال، وقضية الخان الأحمر، وشطب حق العودة، وتفتيت مؤسسة الأونروا، واقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولة إدماج إسرائيل في المنطقة، خاصة بعد أن حققت ثغرات في بعض الكيانات العربية والإسلامية".
وبيّن أنّ الزاوية الثانية، تتمثل بأنّ "الشعب الفلسطيني العظيم رغم معاناته المتراكمة منذ 100 عام، ما زال يقاوم، وهو الضمان لإفشال صفقة القرن وكل مخططات تصفية القضية".
أما الزاوية الثالثة، رأى مشعل، أنّ "المنطقة مثقلة منذ سنوات بأزماتها، فشغلوا عن القضية الفلسطينية، بعضها حقيقي وبعضها مصطنع، والجميع شغلوا عنا، ولم تعد فلسطين حاضرة بذلك الزخم، هناك من تعمد هذا الشيء، وأراد الترويج بأن إسرائيل هي الحل، وهذه الزاوية مزعجة جداً بالنسبة لنا".
ولفت إلى أنّ الزاوية الرابعة والأخيرة، هي أنّ "الناس يظنون الأمة قد ماتت، فإذا ما حدث خطر على الأقصى أو حرب ضد غزة، تنتفض الأمة من أقصاها إلى أدناها. هذه اللحظة التاريخية وهذه الأرضية لا بد أن ننطلق منها".
وأكد مشعل، على أنّ "أي شعب من حقه أنّ يتطلع إلى الحرية والكرامة، والمعادلة باختصار اشتغلوا في أموركم القطرية وأبدعوا بها وانشغلوا بها"، مضيفاً "لكن لا تنسوا فلسطين، لا تفاضل بين ذاك وذاك، وكلما نجحت في همك المحلي نجحت في خدمة فلسطين".
وأردف: "نرفع من سقف الأداء، نتوزع في جهدنا في كل أقطارنا لدعم قضيتنا الفلسطينية، نحن نريد أن نزيد من هذا الأداء، من خلال حماية القدس وإعطاء رسالة لأهل فلسطين أننا معكم، ورفع الحصار عن غزة، من حقها علينا أن نكسر عنها الحصار، من القريب قبل البعيد. لا نستحي من كلمة دعم المقاومة، لأنها حق مشروع".
وشدّد مشعل، على "خطورة اللحظة التاريخية التي نعيشها اليوم"، داعياً الجميع إلى العمل على تصميم خطة لتحرير القدس وفلسطين، دون القول بأنّ حماس موجودة وهي تقوم بالأمر.
وقال مشعل: "نريد أنّ نكون في انتفاضة عامة، لنشكل نهضة كبيرة على مستوى الأمة الإسلامية، لنكون روادا بقدر استطاعتنا".
يُذكر أنّ "الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين" يُقام في دورته العاشرة، بالتعاون مع مركز علاقات تركيا والعالم الإسلامي، بهدف إعادة القضية الفلسطينية إلى الضوء، في ظل المخاوف من "صفقة القرن" وتراجع الثورات بالعالم العربي، ومحاولة إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، بحسب المنظمين.