الحروب المقبلة "بحرية".. والهدف السمك

1-1191975.jpg
حجم الخط

لطالما اعتمد البشر على البحر منذ القدم، إذ كان الصراع على صيد السماك على أشده، وعلى الرغم من أن صراعا من هذا النوع قد عفا عليه الزمن، فإن احتمالات عودته آخذة في الارتفاع.

ومع ارتفاع عدد سكان العالم من 7.6 مليارات الآن إلى 9.8 مليارات في 2050 وفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن الطلب على الغذاء، خاصة البروتين، سيتزايد بشكل أكبر.

ويقول كيت هيغنز-بلوم في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، إن اعتماد الطبقات الوسطى، وهي الأكبر في العالم، على البروتين سيتطلب إنتاج 62 إلى 159 مليون طن إضافية من البروتين، الأمر الذي سيدفع القادة للتحرك لضمان توفر هذا الطعام لشعوبهم.

ويضيف هيغنز-بلو، القائد في قائد في خفر السواحل الأميركية، أن النمو على طلب السمك سيتركز في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وهي المناطق التي تتسع فيها الطبقة الوسطى.

ويبلغ الصيد العالمي السنوي الحالي من المأكولات البحرية 94 مليون طن متري، في وقت تتعرض أنواع من الأسماك، مثل التونة، للصيد المفرط، فضلا عن انتشار الصيد غير المشروع، مما يتسبب بأضرار اقتصادية واجتماعية وبيئية فادحة.

ويشبه الكاتب الصيادين غير الشرعيين في أميركا الوسطى مثلا، بـ"عصابات المخدرات"، الذين يوظفون إمكانياتهم الهائلة في عرض البحر، بعيدا عين أعين خفر السواحل، من أجل التجارة في السمك غير المشروع.

ويعزو الكاتب تصاعد الصيد غير القانوني إلى ارتفاع الطلب المحلي على السمك وسط انهيار في العرض، الأمر الذي قد يجابه بقوانين صارم على نحو متزايد في الدول المهددة بتدمير هذه الثروة.

وهناك العشرات من النزاعات البحرية في جميع أنحاء العالم على مناطق صيد الأسماك، من بينها واحدة بين كندا والولايات المتحدة على جزيرتين صغيرتين قبالة ساحل نيو برونزويك.

وفي الوقت الحالي، فإن أهم النزاعات البحرية هي ما يدو رحاها في بحر جنوب وشرق الصين، حيث تقوم الصين، التي تستهلك حاليا ثلث الصيد العالمي من الأسماك حاليا، بتسيير دوريات بحرية من أجل الحفاظ على الثروة السمكية في حدود مياهها الإقليمية.