قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، د. عماد عمر: إنّ "فرنسا تُحاول منذ فترة طويلة أنّ يكون لها دور في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وليس هي فحسب بل إنّ العديد من الدول تسعى أنّ يكون لها دور في القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الوحيدة التي ما زالت مرتبطة بالاحتلال، وذلك بعد أنّ حصلت كل الدول التي أُحتلت على استقلالها إلا الشعب الفلسطيني ما زال يرزح تحت الاحتلال".
وأضاف عمر، في بيان مقتضب وصل اليوم الجمعة، أنّ "الأحداث التي وقعت مؤخراً وخاصة بعد قرار الولايات المتحدة نقل سفارة بلادها من تل ابيب إلي القدس والاعتراف بها عاصمة لدولة إسرائيل، بدا واضحاً أنها منحازة انحيازًا كبيراً لإسرائيل، وهي بذلك أخرجت نفسها من راعي لعملية السلام إلي دور الشريك لها ضد الفلسطينيين، الأمر الذي دعا الفلسطينيين للتوجه للبحث عن راعٍ دولي جديد لعملية السلام".
وتابع: "الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، أوعز لوزارة الخارجية بإعداد مجموعة من الأفكار يتم بموجبها طرح رؤية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ربما تطرح هذه الأفكار بعد انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، حيث ستكون مبنية على أساس حل الدولتين، وهذا ما تخشاه إسرائيل التي تبني آمالها على ما يعرف بصفقة القرن التي لم يعرف أحد مضامينها حتى اللحظة".
وإن كانت المبادرة الفرنسية ستُلغي ما يٌسمى بـ"صفقة القرن"، بيّن عمر، أنّ صفقة ترامب لم تعلن بعد ولم يعرف أحد مضامينها، مضيفاً "لو عرف ذلك، فإنه سيكون مبنياً على نتائج انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ربما تُحدث تغيراً دراماتيكياً إذا ما تقدم الديمقراطيين على الجمهوريين في تلك الانتخابات، ما سيدفع الإدارة الأمريكية إلى بالشأن الداخلي".